التنظيمات «الصهيونية» فى «دربان 2».. حضور نشط وتنظيم محكم وصحفيون يتساءلون: من قال إن إسرائيل قاطعت المؤتمر؟!

أحد أبرز المفارقات التى اتسم بها المشهد فى مدينة جنيف بعد 5 أيام من المؤتمر العالمى لمناهضة العنصرية «دربان 2» تمثل فى كثافة تواجد المنظمات الإسرائيلية، تحت مسميات مختلفة، رغم مقاطعة الحكومة الإسرائيلية للمؤتمر، مقابل حضور عربى باهت فى الفعاليات الأساسية وتلك التى تقام على هامش الحدث، رغم المشاركة الرسمية لحكومات الأنظمة العربية، ولو بمستويات تمثيل دبلوماسى متباينة.
فبينما كان المشاركون الرسميون فى المؤتمر يلملمون أوراقهم، كان النشطاء التابعون لمختلف التنظيمات «الصهيونية» و«اليهودية» الدولية يحزمون حقائبهم بعد أسبوع حافل بالفعاليات، سعوا خلاله إلى إفشالها، لاسيما فى يومه الأول، الذى حضره الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، كأعلى تمثيل دبلوماسى على مستوى المؤتمر بأكمله، وبلغ مستوى الحضور وكثافة التواجد لتلك التنظيمات حدا جعل الكثيرين ينظرون للوفود الإسرائيلية المغادرة وهم يحملون حقائبهم، متسائلين بدهشة «من قال إن إسرائيل قاطعت المؤتمر؟!».
هبة الله إسماعيل، مراسلة مؤسسة «دويتشه فيله» الألمانية، أكدت أن جميع منظمات المجتمع المدنى الإسرائيلية كانت متواجدة بقوة على أجندة المؤتمر، من خلال اجتماعات أقامتها على هامش الجلسات الرئيسية، وبحسب صحفيين آخرين دائمين فى المنظمة الدولية فإن تلك الاجتماعات الجانبية التى نظمتها الجماعات الإسرائيلية صاحبتها درجة تنسيق ودعاية عالية وتنظيم محكم بهدف حشد وجذب أكبر عدد ممكن من الحضور، على حساب الجلسات الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال.
وإذا كانت إسرائيل قد أرادت أن تنأى بنفسها كدولة على المستوى الرسمى، تفاديا لمواجهة المجتمع الدولى بجرائم حكومتها، فإنها دفعت بعشرات الممثلين عوضا عنها فى ثوب تنظيمات دينية يهودية، أو سياسية صهيونية، إمعانًا فى ترك انطباع بأن ما تعتبره «عنصرية» تمارس ضدها تحمل الطابع الدينى والاضطهاد السياسى، فممثلو إسرائيل خلال المؤتمر تراوحوا من وفد «الاتحاد الدولى للطلاب اليهود»، الذى ضم فتية وفتيات من مختلف الجامعات العبرية والأوروبية والأمريكية، والذين تم استخدامهم فى الأعمال التظاهرية والدعائية، مرورا بوسائل الإعلام ووكالات الأنباء التى لم تتوقف عن نقل فعالياتهم.
ولم يقتصر الحضور الإسرائيلى على الفعاليات المناهضة، بل وصل إلى حد تطويق هذه التجمعات، لا بقوات أمن سويسرية، بل برجال أمن إسرائيليين.
وكانت أكثر الأمور إثارة للانتقاد هو أن الكثير من تلك الجماعات اليهودية تم السماح لها بحضور المؤتمر، بما فيه الجلسات العامة والافتتاحية وتلك التى ألقى فيها نجاد كلمته، بل تم التغاضى عن استعراضها الاحتجاجى الذى نفذته بحضور الرئيس الإيرانى، فى وقت تم فيه تكميم أفواه منظمات المجتمع المدنى التى منعت من إلقاء بياناتها حتى اليوم الأخير.