أصدر الرئيس حسنى مبارك تكليفات إلى جميع الوزارات المعنية لزيادة معدلات التعاون مع إثيوبيا خلال المرحلة المقبلة فى كل المجالات، خاصة الزراعة والتجارة والصناعة والموارد المائية والرى، وذلك لمواقفها الإيجابية تجاه مصر والسودان خلال جولة المفاوضات الأخيرة بين دول حوض النيل، والتى بحثت التوصل إلى صيغة توافقية للتوقيع على الإطار القانونى والمؤسسى للتعاون بين هذه الدول. وتضمنت تكليفات مبارك تبادل الزيارات على جميع المستويات مع إثيوبيا سواء البرلمانية أو الشعبية أو الرسمية، مع تقديم جميع التسهيلات الممكنة لرجال الأعمال المصريين لزيادة استثماراتهم هناك. وكشف الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى، أنه من المقرر أن يقوم الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، بزيارة رسمية لأديس أبابا أوائل الشهر المقبل لتفعيل التعاون بين البلدين فى جميع المجالات سواء الزراعية أو التجارة البينية. وقال علام فى تصريحات صحفية أمس إن العلاقات مع إثيوبيا حيوية لصالح الشعبين، وإنها ضمن أولويات السياسة الخارجية لمصر فى ظل الروابط التاريخية القديمة وعلاقات النهر الواحد، حيث تصل 85% من كميات المياه الواردة إلى مصر من مياه الهضبة الإثيوبية مقارنة ب15% من الهضبة الاستوائية، مؤكدا أن الشهور القليلة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون بين البلدين، خاصة مشروعات الزراعة والاستزراع السمكى وتوصيل مياه الشرب إلى المناطق المحرومة، وتبادل الخبرات فى مجالات رفع كفاءة الفنيين والعاملين الإثيوبيين فى الموارد المائية. من جانبه أكد أمين أباظة، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أنه يجرى حاليا الإعداد لزيارة وفد من القطاع الخاص لإثيوبيا لبحث فرص الاستثمار المتاحة وضخ المزيد من الاستثمارات فى المجالين الزراعى والصناعى، مشيرا إلى أنه بدأ بالفعل تشغيل مصنع لمواسير المياه وآخر لتصنيع العدادات الكهربائية، بالإضافة إلى إنشاء مجزر خاص بمعرفة أحد المستثمرين المصريين للمساهمة فى زيادة واردات مصر من اللحوم الإثيوبية. وأشار أباظة إلى أنه يجرى حاليا دراسة التوسع فى استيراد المحاصيل الزراعية التى تحتاجها مصر لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلى من المنتجات البقولية كالعدس والفول، بالإضافة إلى التوسع فى استيراد اللحوم المبردة أو المجمدة من ناحية ودراسة إمكانيات استيراد الحيوانات الحية المخصصة للذبح الفورى فى أحد المجازر القريبة من ميناء سفاجا بالبحر الأحمر. وكشف عن قيام بعثة رفيعة المستوى من وزارة الزراعة تضم رؤساء القطاعات المعنية بالتعاون الزراعى مع إثيوبيا، وخبراء من مركز البحوث الزراعية، لبحث آفاق الاستثمار فى إثيوبيا وإعداد خريطة لمساعدة المستثمرين المصريين على توجيه المزيد من الاستثمارات لهذه الدولة، مشيرا إلى زيارة وفد رفيع المستوى برئاسة وزير الزراعة الإثيوبى إلى مصر من المتوقع أن تكون خلال الفترة من أوائل يوليو إلى سبتمبر المقبلين. تأتى تصريحات الوزيرين بعد موقف إثيوبيا المساند لمصر خلال اجتماعات المجلس الوزارى لوزراء المياه بدول حوض النيل، والذى اختتم اجتماعاته السبت الماضى، ومحاولة دول منابع النيل الجنوبى عدم الاعتراف بالحقوق التاريخية لمصر فى موارد نهر النيل. وعلمت «المصرى اليوم» أنه من المقرر أن يبدأ الدكتور محمد نصر الدين علام زيارة رسمية للسودان أوائل الأسبوع المقبل لمتابعة مشروعات التعاون فى مجال المياه مع الجانب السودانى، وبحث استكمال المشروعات المائية المشتركة بين الجانبين.