فى تحدٍ جديد للمجتمع الدولى وتأكيدًا على سياستها التصادمية فى مواجهة الغرب، أعلنت كوريا الشمالية أمس، إجراء تجربة نووية جديدة ناجحة، هى الثانية من نوعها، تحت الأرض، تتراوح قوتها بين 10 و20 كيلو طن، فى خطوة لاقت انتقادات واسعة النطاق، بينما عقد مجلس الأمن الدولى اجتماعا طارئا لبحث تداعيات الأزمة وسط انقسام فى المواقف المؤيدة والرافضة لتشديد العقوبات، كما أطلقت 3 صواريخ قصيرة المدى قرب موقع التفجير النووى. وفى الوقت نفسه، هددت بيونج يانج بإجراء المزيد من التجارب النووية فى حالة استمرار الولاياتالمتحدة فى محاولة ترويعها. وتأتى التجربة الجديدة تنفيذًا لتهديد بيونج يانج برد انتقامى على العقوبات الدولية المشددة عليها، ومطالبة الأممالمتحدة لها بالاعتذار بعد إطلاقها صاروخا بعيد المدى فى أبريل الماضى. وأعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، إجراء التجربة بنجاح فى إطار ما سمته إجراءات البلاد الهادفة، لتعزيز قدراتها النووية الدفاعية ولضمان سيادتها الاشتراكية والسلام والأمن فى شبه الجزيرة الكورية والمنطقة، موضحة أن التجربة الجديدة أقوى من التجربة الأولى التى جرت فى أكتوبر 2006 وأكثر تقدما ودقة وأمانا. بينما رصد المعهد الأمريكى للدراسات الجيولوجية هزة أرضية بقوة 4,7 درجة بمقياس ريختر فى كوريا الشمالية على عمق 10 كيلومترا فقط، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوة التجربة تتراوح بين 10 و20 كيلو طن، والكيلو طن عبارة عن 1000طن من مادة «تى.إن تى» شديدة الانفجار. وأثارت التجربة النووية ردود فعل وانتقادات دولية واسعة، وأدانتها كوريا الجنوبية بشدة، وأكدت أنها تشكل خطرا كبيرا على السلام فى المنطقة، وتحديا لجهود منع الانتشار النووى، فيما قال مسؤول حكومى كبير للصحفيين، طالبا عدم ذكر اسمه، إن بيونج يانج أبلغت الصين والولاياتالمتحدة مسبقا بالتجربة، كما وضعت «سيول» قواتها فى حالة تأهب قصوى، وعزت دفاعاتها ضد بيونج يانج، وعقد الرئيس لى ميونج باك اجتماعا طارئا لحكومته لبحث التفجير النووى، ودعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى، بينما تعكف أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية ونظيرتها الأمريكية على تحليل الوضع. على صعيد متصل، أعلنت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، أن بيونج يانج أطلقت أيضا 3 صواريخ قصيرة المدى يبلغ طولها 130 كيلومترا بعد الانفجار النووى، موضحة أن أحد الصواريخ أطلق فور التجربة والصاروخين الآخرين انطلقا بعد الأول بفترة قصيرة، وأن أحدها سقط قبالة ساحل كوريا الشمالية الشرقى. وفى الوقت نفسه، أعلن مصدر كورى شمالى فى موسكو أن بلاده يمكن أن تجرى تجارب نووية جديدة إذا استمرت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها فى محاولة ترويع بيونج يانج. وفى غضون ذلك، وجهت الولاياتالمتحدة انتقادات قوية لكوريا الشمالية، وقال الرئيس باراك أوباما، إن إعلان بيونج يانج إجراء تجربة نووية يشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين ويمثل مثار قلق بالغ، ودعا إلى تحرك العالم لمواجهة تلك التهديدات. وبدوره،أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن بلاده تشعر بالقلق من إجراء التفجير، وأن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا لبحث الوضع، بينما توقع محللون ألا يتخذ المجلس نبرة تصاعدية قوية ضد كوريا الشمالية، خاصة من قبل الولاياتالمتحدة والصين مثلما كانت الحال بعد تشديد العقوبات عليها ردا على إطلاقها صاروخا طويل المدى، وقالت بيونج يانج إنه قمر صناعى فى أبريل الماضى وذلك فى محاولة لإقناعها باستئناف المحادثات السداسية، فيما أعلنت الصين فى وقت لاحق معارضتها بحزم التجربة النووية، وذلك فيما أكدت اليابان وفرنسا سعيهما لتشديد العقوبات كوريا الشمالية.