«جميع الاحتمالات ممكنة».. جملة تبدو مثالية عندما تتوافر مقدمات تقودنا إلى سيناريو أو أكثر يحمل الخير أو يعالج أزمة معقدة، لكنها فى واقعنا الحالى تحمل نذراً سيئة لما سيجرى فى عامنا الجديد، لأن معظم المقدمات والمشاهد لا تبشر بالخير.. لكن يبقى الأمل دائماً فى الشعب الذى أدرك طريق الثورة ولن يحيد عن أهدافها. مصر 2013 أمامها ثلاثة سيناريوهات، أجمع عليها خبراء سياسيون واستراتيجيون، ومعظم أطراف «حلبة المصارعة» السياسية، أولها قد يعيدنا إلى ما يشبه «العصر المباركى» فيما يتعلق ب«استقراره» المزعوم مع الأبواق والأدوات المواجهة للمعارضة لكن بنكهة «تكفيرية» ولهجة تخوينية وترهيب مما سيضع مظاهراتها «تحت السيطرة»، بينما «الثانى» يقودنا إلى نقطة البداية الثورية، ضد الكبت والاستبداد وطلباً للعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، أما السيناريو الثالث فيجرنا إلى «دولة الميليشيات» حيث الحرب الأهلية والفوضى المدمرة الناجمة عن الفرقة والتناحر السياسى وثورة الجياع. ثلاثية المصير السيناريو الأول التمكين نعم لرجل الشرعية وحامى الشريعة».. عشرات الآلاف يتجمعون فى ميدان نهضة مصر، تأييداً لقرارات و«حكمة» الرئيس مرسى، الذى ترسخت أركان نظامه بالاستحواذ على مقاليد السلطتين التنفيذية والتشريعية، بجانب النقابات والإعلام الرسمى من تليفزيون وصحف قومية، وتمكن من اختراق الأجهزة والقضاء، وعاد ليحكم من برجه العاجى، بينما الحريات مكبوتة والمعارضة تحت الحصار ..المزيد... ثلاثية المصير السيناريو الثانى الثورة «الشعب يريد إسقاط النظام».. الملايين يتظاهرون فى ميدان التحرير وميادين مصر، للمطالبة برحيل الرئيس مرسى وتشكيل مجلس رئاسى يضم رموز العمل الوطنى، والشباب يعلنون البقاء فى الميدان لحين استعادة ثورتهم التى قالوا إنها سرقت منهم ..المزيد... «ثلاثية المصير».. السيناريو الثالث.. الفوضى الجيش للشعب والشعب للجيش».. مئات الآلاف يقفون فى محيط ميدان العباسية، قرب قيادة القوات المسلحة، يهتفون بالهتاف الذى استقبل به الشعب أبطال ثورة يوليو 1952، مناشدين المجلس الأعلى للقوات المسلحة النزول إلى الشارع لفض المعارك الطاحنة بين ميليشيات التيارات الإسلامية وشباب القوى المدنية والثورية، بجانب المناشدة بحماية المواطنين من جماعات السطو المسلح وعمليات السلب والنهب، وسط عجز فى إمكانات وزارة الداخلية، ومطالب ب«عودة حكم العسكر ..المزيد..». «المصرى اليوم» رصدت «ثلاثية المصير» هذه فى ملف لا تهدف منه التخويف والدعوة إلى اليأس، وإنما أرادت أن تضع السيناريوهات الثلاثة أمام أطراف المعادلة بما فيهم أولى الأمر لعلهم يتنبهون، فيكون «السيناريو الرابع»: رئيس منحاز لشعبه، وليس منحازاً ل«جماعته»، وهو الحلم الذى كان ولايزال أملاً للجميع.
