رفض عارف أبوعكر، شيخ مشايخ شمال سيناء، الدعوات التى يطلقها البعض لتدخل مصر عسكرياً للوقوف بجانب قطاع غزة الذى يتعرض للعدوان الإسرائيلى. وقال فى حوار مع «المصرى اليوم» إن هناك رفضاً كاملاً من جانب مشايخ سيناء لفكرة توطين اللاجئين الفلسطينيين فيها، لأن ذلك الأمر يحقق مخطط إسرائيل فى تصدير مشاكل غزة إلى مصر. وأضاف أن أهل سيناء يحتاجون إلى القضاء على البطالة وتوفير مناخ تعليمى وصحى مناسب. وإلى نص الحوار: ■ ما حقيقة وجود مخيمات لاجئين للنازحين من غزة على أرض سيناء؟ - إلى الآن ليس هناك شىء موجود بشكل واضح، ولكن مع زيادة العدوان على غزة قد يتطور الأمر، خاصة إذا ما حدث هجوم أو اجتياح برى كما تهدد إسرائيل، ولكنى أؤكد دعم غزة بشكل كامل عن طريق المساعدات الإنسانية والأدوية وحتى السلاح، أما فكرة اللجوء الكامل غير مقبولة. ■ هل تعنى أن هناك إجماعاً من مشايخ سيناء على رفض إنشاء مخيمات للاجئين؟ - بالطبع هناك رفض كامل، لأننا يجب أن نتعلم من دروس الماضى والغير.. ففى لبنان وسوريا المخيمات أصبحت مخيمات دائمة بعد ما كانت مخيمات للإغاثة، ولكن فى سيناء لن نقبل بذلك مهما بلغ الأمر، لأنه يحقق لإسرائيل المخطط الذى تتبناه، وهو تصدير مشاكل قطاع غزة لمصر وعمل رفح امتداداً لغزة، والنظام الإسرائيلى يريد أن يأخذ رفح حتى منطقة الخروبة، وهو ما رفضه النظام السابق وليس من الطبيعى أن نعطيه فرصة لتنفيذه بعد الثورة. ■ ما رأيك فيمن يقول إن ذلك يتنافى مع دعم مصر لغزة؟ - لا يتنافى ولا يتناقض.. لكنهم إذا كانوا يريدون النزوح إلى مصر فأهلاً بهم، ولكن يمكن أن يقيموا فى الوادى وليس فى سيناء، لأنها لا تتحمل هذا الكم من النازحين والذى قد يصل إلى الآلاف فى حال وقوع اجتياح برى لقطاع غزة. ■ هل تقصد أن هناك تجمعات سكانية من الفلسطينيين فى العريش أم أفراداً؟ - نعم تجمعات كبيرة.. فحوالى 120 أسرة نزحوا إلى العريش أيام المشاكل بين حركتى حماس وفتح، وأخذوا لهم شاليهات بالقرب من شاطئ العريش ويأخذون حوالى 2000 دولار شهرياً من حركة فتح، ونحن لا نريد المزيد من الأسر والأعباء لتردى الخدمات لأبناء سيناء أنفسهم. ■ ما رأيك فى دعوة البعض لتدخل مصر عسكرياً للوقوف بجانب أبناء غزة؟ - كلها دعوات مرفوضة، ومن يرد الجهاد فليذهب بشكل فردى أما توريط مصر والجيش فى حرب ليس طرفاً فيها فهو أمر ينافى المنطق.. فالجيش المصرى هو الجيش الوحيد المتبقى من الجيوش العربية نتيجة الأحداث الدامية فى معظم الدول العربية، كما أننا بذلنا كثيراً من الجهد والدم من أجل فلسطين، والدعم لا يأتى بتوريط مصر فى حرب قد لا تتحمل عواقبها. ■ كيف أثرت الحرب على غزة على المواطنين فى سيناء؟ - طبعاً نعيش فى حالة توتر دائم ونقص فى الخدمات، فلا يوجد سولار أو بنزين، وأسعار السلع ارتفعت بشكل كبير للغاية، وتم إخلاء أكثر من مدرسة فى رفح نتيجة القصف الشديد على الشريط الحدودى.. نحن نعيش أجواء مرعبة. ■ هل تعتقد أن الحرب على غزة قد تزيد من وصول العناصر المتطرفة إلى سيناء؟ - لا أعتقد ذلك لأن الأنفاق تم إغلاقها بالكامل وهى كانت الطريق الرئيسى فى دخول العناصر المتطرفة إلى أرض سيناء، ولكن ذلك لا ينفى وجودهم ولكنهم ليس من أبناء سيناء ولكن من عناصر وجهات متطرفة تجمعت على أرضنا. ■ ما حقيقة إطلاق صواريخ وأسلحة من سيناء على إسرائيل؟ - إسرائيل تبالغ فى أخبارها وفى وصف ما يحدث حتى فى غزة حتى تنال تعاطف الرأى العام العالمى معها وتبرير أعمالها الوحشية فى غزة، ولكن لا ننكر وجود بعض الأسلحة مع الجماعات التى تطلق على نفسها «الجهادية» وقد تكون وجهتها نحو إسرائيل ولكنها لا تؤثر عليها بشكل كبير. ■ هل مازالت مشكلة سيناء أمنية من وجهة نظرك؟ - سيناء عاشت فراغاً أمنياً لأكثر من 18 شهراً وحتى الآن أقسام الشرطة تعمل بشكل ديكورى وليس بمفهوم الأمن المعروف، ونحن نريد أمناً حقيقياً وليس أفراداً يعملون بالعلاقات العامة، كما يجب أن يعاملنا الأمن بشكل محترم وليس مثلما حدث فى 2005 وكذلك ضرورة الإفراج عن المحكوم عليهم، والذى يعتبر سبباً أساسيا فى غضب بعض أبنائهم وأقاربهم. ■ وما رأيك فى جهاز تنمية سيناء الذى تم إنشاؤه وما أهم ما حققه حتى الآن؟ - لم يحقق شيئاً، رغم أن اللواء شوقى رشوان، رئيس الجهاز، على علم كامل بسيناء ومطالبها إلا أنه لا يجد تعاوناً من الوزارات المختلفة.
