هل تصدق أن مصر مازال فيها من يقول أنا لا أتقاضى راتباً أنا متبرع براتبى للحكومة.. نعم هناك من يقول ذلك رغم أن راتبه يصل إلى عشرات الآلاف بالميت.. شوف أنت من غير الميت يبقى كام؟.. عجيبة جدا هذه الحكاية ولكن ما هو السر؟.. يقولون إن بعض المشروعات ممولة من منح المعونة الأمريكية ومنح الاتحاد الأوروبى.. وأن نفرا ممن يتقلدون مناصب فيها أذكياء جدا.. عيونهم على المنح وليس على المرتبات الهزيلة.. ناهيك سيادتكم عن أن هؤلاء المديرين لهم عقبال عند الأنجال شركات خاصة وبالتالى فإن نصيبها من المنح وافر جدا.. بالملايين حضرتك.. من أجل ذلك هم أبعد نظرا وأشد تهليبا.. لكنهم يلعبونها ببراعة.. ولا يغيب عن فطنة القارئ أن اللعيبة عملة نادرة هذه الأيام وفى كل زمان.. والغايب مالوش نايب والحدق يفهم.. واحد يقول لى أنا عندى سؤال برىء.. ألا تثير مسألة التنازل عن الراتب علامات استفهام عند جماعة شايفينكم.. ولا حضرتك شايف إيه؟ أنا مش شايف حاجة أنا نظرى ضعيف وألبس نظارة قراءة ومع ذلك لا أستطيع قراءة نشرات علبة الدواء إلا بمساعدة من يتمتعون بفضيلة قصر النظر والذين يشوفون الأشياء من قريب قوى جدا خالص.. ثم إن المصريين شعب متسامح ودائما ما يردد والله فلان الفلانى شبعان أو عملهم من زمان وشبع خلاص.. ومؤكد أنه باللى بالى بالك.. وهكذا سيداتى آنساتى سادتى أصبحنا نقارن السيئ بالأسوأ ولا عزاء لأصحاب الأيادى النظيفة.. ومن طريف مايحكى أن أحد المحافظين دخل عليه مواطن غضبان واقتحم مجلس المحافظ مع مجموعة من السادة الكبراء والمسؤولين وراح يصرخ أنا جوفى نظيف ياسيادة المحافظ أنا جوفى نظيف ولم أمد يدى إلى أموال المعونة.. ثم شرع فى خلع هدومه قطعة قطعة أمام الحاضرين بينما المحافظ يضرب كفا بكف ويصرخ هو الآخر ارجع يا راجل إنته.. هل أنت مجنون.. والناس من حولهم ذاهلون.. والمواطن يواصل بكل إصرار خلع ملابسه ويردد.. اشمعنى أنا اللى بتتهمونى.. علشان ماليش ضهر؟ حسبى الله ونعم الوكيل.. حسبى الله ونعم الوكيل. [email protected]