نفت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، التوصل إلى أى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية لوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وذلك بعد صدور بيانات من الفصائل تتنصل فيها من توقيع مثل هذا الاتفاق الذى أعلنت عنه وزارة الداخلية فى الحكومة الفلسطينية المقالة فى قطاع غزة، وهو ما يؤشر على بوادر أول انشقاق بين الجناحين السياسى والعسكرى للحركة بحسب مراقبين. وقال الناطق باسم كتائب عزالدين القسام، أبوعبيدة: «نحن ننفى نفياً قاطعاً أن نكون قد أصدرنا أى بيان أو تصريح يشير إلى التوصل إلى اتفاق مع الفصائل بشأن وقف إطلاق الصواريخ باتجاه العدو الصهيونى»، وأبدى أسفه لأن وسائل الإعلام تعاملت مع القضية وكأن بياناً رسمياً صدر بهذا الشأن. وأضاف أبوعبيدة، بحسب تصريحات نقلتها قناة الجزيرة الفضائية وموقعها على الإنترنت: «إن الكتائب لديها موقع إلكترونى رسمى ينطق باسمها ولديها ناطق رسمى، ولم يصدر عنها مثل هذا البيان»، متابعا «نحن نستغرب أن يتداول هذا الأمر باسم كتائب القسام، حتى دون علمها، مشدداً على أن الاتفاق الذى أعلنته وزارة الداخلية فى غزة والتى تقودها حماس هو أمر «خاص بالحكومة»، كما شدد على أن «المقاومة وإطلاق الصواريخ» ورقة قوية فى أيدى الشعب الفلسطينى، وأنه لن يترك هذه الورقة لأى سبب كان «حتى يزول الاحتلال عن كامل الأراضى الفلسطينية». كان وزير الداخلية فى حكومة حماس، فتحى حماد، أعلن أنه تم التوافق مع الفصائل الفلسطينية بعدم إطلاق صواريخ باتجاه الأراضى الإسرائيلية «فى هذه الفترة»، لكن فى حال قيام إسرائيل بأى عملية تقدم أو اجتياح فالمجال مفتوح للرد. ويرى مراقبون متخصصون فى الشأن الفلسطينى أنه للمرة الأولى يظهر التناقض الواضح بين تصريحات الجناحين السياسى والعسكرى فى حركة حماس، مشيرين إلى أنه ينذر ببوادر انشقاق حاد بين الجانبين سيكون هو الأول من نوعه فى تاريخ الحركة. من جانبها، نفت كتائب الأقصى، الجناح العسكرى لحركة فتح، علاقتها بأى اتفاق مع حركة حماس فى قطاع غزة بشأن التهدئة، وقالت: «إن ما صدر من أنباء عن اتفاق الفصائل فى غزة بشان وقف إطلاق الصواريخ هو أمر غير دقيق وعار عن الصحة». كانت حركة الجهاد الإسلامى والجبهتان الشعبية والديمقراطية نفت فى وقت سابق وجود أى اتفاق مع حماس على وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس الإسرائيلى، شيمون بيريز، أن هناك «تقدماً» فى المفاوضات للإفراج عن الجندى الإسرائيلى، جلعاد شاليط، الأسير لدى حماس فى قطاع غزة منذ أكثر من 3 أعوام، معرباً عن أمله أن تؤدى هذه المفاوضات إلى نتيجة إيجابية. وقال بيريز الذى زار القاهرة، أمس الأول، للقناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى «الجميع يعلمون أن هناك تقدماً، وآمل أن ينجح الأمر». ولم يدل بتفاصيل إضافية. وبيريز هو المسؤول السياسى الوحيد فى إسرائيل الذى تحدث عن هذا الملف فى الأيام الأخيرة، جاء ذلك بينما يبحث الكنيست الإسرائيلى حجب الثقة عن حكومة بنيامين نتنياهو.