لم يكد وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة فتحي حماد ينتهي من الإعلان عن اتفاق مع الفصائل الفلسطينية المختلفة بعدم القيام بأي عمل من أعمال المقاومة والتوقف عن إطلاق الصواريخ علي إسرائيل خلال هذه الفترة حتي خرجت الفصائل الفلسطينية لتعلن عدم وجود مثل هذا الاتفاق. غير أن الأهم من ذلك هو أن كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحماس، نفت هي الأخري عبر شاشة قناة الجزيرة وجود مثل هذا الاتفاق، وقالت إنه لم يصدر عنها أي بيان يشير إلي ذلك. يأتي هذا التناقض غير المتوقع بين تصريحات الجناحين السياسي والعسكري لحماس بعد إشارات صدرت سابقًا تصب في منحي آخر، إذا كانت هناك أقاويل تتحدث عن خلافات بين حركة حماس في الداخل والخارج، أي بين حماس غزة وحماس دمشق علي وجه التحديد. إلا أن هذه هي المرة الأولي تقريبًا التي يخرج فيها مثل هذا التناقض الحاد في المواقف بين الذراعين العسكرية والسياسية للحركة، فهل هي بداية الصدع بين حماس المسلحة وحماس السياسية؟ وفي هذا الشأن استغرب أبوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام ما تناولته وسائل الإعلام بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق الصواريخ وقال إن للكتائب موقعًا رسميا ينطق باسمها فيما تدلي به من تصريحات، وأن المواقف الرسمية تصدر عبر بيانات ينشرها الموقع، وهو ما لم يحدث في هذه القضية. وقال أبوعبيدة، بشأن تصريحات حماد إن هذا الأمر يخص الحكومة الفلسطينية، وهي التي تسأل عنه، وشدد علي أن المقاومة وإطلاق الصواريخ ورقة قوية في أيدي الشعب الفلسطيني، وأنه لن يترك هذه الورقة لأي سبب كان حتي يزول الاحتلال عن كامل الأراضي الفلسطينية.