فجأة ودون سابق إنذار، تحولت مدينة الخرطوم، صباح أمس الثلاثاء، إلى شبه ثكنة عسكرية جزائرية، حيث امتد غزو الجمهور الجزائرى إلى كل مكان فى المدينة، وحمل الجزائريون الأعلام وطافوا شوارع المدينة فى مظاهرات منظمة، فى حين غاب الجمهور المصرى رغم ارتفاع أعداد الجالية المصرية، وعلمت «المصرى اليوم» أن وزارة الطيران فى الجزائر أتمت نقل الجمهور على متن 48 طائرة حربية، منها 30 طائرة وصلت أمس لضمان وجود أعداد غفيرة تساند فريقها، والغريب أن الجمهور الجزائرى نجح فى استقطاب أعداد من السودانيين لتشجيع فريقهم، حيث ظهرت جموع من السودانيين يحملون الأعلام الجزائرية، وتسبب توافد الجزائريين على الخرطوم فى ارتفاع أسعار كل شىء، خصوصاً الشقق المفروشة والفنادق ليصل سعر الشقة إلى 100 دولار فى الليلة وسعر الفندق المتواضع إلى 180 دولاراً للغرفة المزدوجة. يأتى هذا في الوقت الذى بدأ فيه سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، فى مساء اليوم نفسه وكرد فعل لما قام به الجزائريون مخاطبة مسؤولى وزارة الطيران المدنى لتسيير الرحلات المصرية، خصوصاً أن مساندة الشعب السودانى باتت غير مضمونة، وطالب زاهر بوصول الجمهور المصرى فى ساعات مبكرة من صباح أمس، حتى يتيسر عليهم الحصول على تذاكر دخول المباراة، خصوصاً أن الجزائريين انتشروا فى كل أنحاء المدينة لشراء النسبة المخصصة من التذاكر للسودانيين. من ناحية أخرى، انقسم جمهور ناديى الهلال والمريخ السودانيين، واللذين يمتلكان الغالبية العظمى من جمهور الكرة فى السودان، بين تأييد المنتخبين، حيث انضم جمهور الهلال إلى الجالية المصرية لتشجيع المنتخب الوطنى، فيما اتجه جمهور المريخ تلقائياً إلى مساندة الجزائر نكاية فى جمهور الهلال. وكانت رابطة مشجعى نادى الهلال قد عقدت اجتماعاً مع مسؤولى اتحاد الكرة للتنسيق بشأن تشجيع المنتخب الوطنى فى مباراة الليلة، وحرص جمهور الهلال على حمل أعلام ناديهم إلى جانب أعلام مصر.