كشفت وكالة رويترز للأنباء، فى تقرير لها، حول الأحداث التى سبقت وأعقبت مباراة مصر والجزائر، الأربعاء الماضى، فى الخرطوم، عن استسلام الأمن السودانى التام أمام الفوضى التى حدثت فى المطار، ونقلت عن شهود عيان، ما سمته «حكايات من الرعب» حول ما تعرضت له الجماهير المصرية ليلاً، على أيدى الجزائريين المتعصبين. وقال سامح الخطيب، مراسل رويترز فى التقرير الذى نشرته الوكالة: «لم تكن الأجواء الهادئة والمشاعر الحميمة، التى قابل بها السودانيون ضيوفهم المصريين والجزائريين فى مطار الخرطوم الدولى، توحى بأن مساء الأربعاء، سيتحول إلى مصادمات بين جمهور البلدين، بسبب مباراة فى كرة القدم، حتى لو كان الفائز بها هو الممثل الوحيد للعرب فى نهائيات كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا». وأضاف: «وصلت طائرتنا التى كانت تقل مجموعة من الصحفيين المصريين، فى رحلة نظمتها نقابة الصحفيين، فى الصباح الباكر، وبدا كل شىء عادياً فى المطار بل وفى الطريق إلى السفارة المصرية، التى قضينا فيها ساعات النهار وعندما وصلت الحافلات التى تقل البعثة الإعلامية إلى السفارة، شاهدنا مجموعة من العمال المصريين البسطاء يرفعون أعلاماً مصرية، ومرت حافلات تقل مشجعين جزائريين فأخذوا يلوحون بإشارات بالأيدى كان فيها تهديد صريح بالإجهاز على المصريين، فرد العمال بالمثل». وتابع: «مع مرور الوقت وتوافد الطائرات، بدأت شوارع الخرطوم تزدحم بمشجعى البلدين وتزايدت التهديدات لتنذر بأعمال عنف». وقالت لنا موظفة فى السفارة المصرية، طلبت عدم نشر اسمها، «إن الجزائريين فى الخرطوم منذ عدة أيام وإنهم اشتروا السلاح الأبيض من المدينة ودفعوا بسخاء للمواطنين السودانيين. وأضاف الخطيب: «رغم تحذير المسؤولين فى السفارة لنا وتشديدهم على ضرورة البقاء فيها، خرجت مع بعض الزملاء للسير فى الشوارع المحيطة بها، فشاهدنا مشجعين جزائريين يطوفون الشوارع وهم يحملون الأعلام، وفجأة ودون سابق إنذار ضرب أحدهم زميلنا أشرف فتحى من مجلة الإذاعة والتليفزيون المصرية على رأسه بعصا فتورم، وسارعنا بإدخاله إلى مطعم سودانى وقدم له العاملون بعض الثلج لوضعه على رأسه ثم عدنا إلى السفارة وشهدت الساعات القليلة التى سبقت المباراة تصاعداً فى التوتر وبعض الاشتباكات الخفيفة بين مشجعى المنتخبين وأصيب عدة أشخاص بإصابات طفيفة». وتابع التقرير: «بعد الظهر انتقلنا من السفارة إلى ملعب المريخ فى أم درمان، حيث يجلس المصريون فى نصف المدرجات ويفصل بينهم وبين الجزائريين، من ناحية، الجمهور السودانى، ومن الناحية الأخرى، المقصورة الرئيسية للاستاد. ولكن ما إن أعلن حكم اللقاء إيدى ماييه، من سيشل، انتهاء المباراة وتأهل منتخب الجزائر إلى نهائيات كأس العالم، حتى عمت الفوضى المكان. واستطرد محرر «رويترز»: «وفى الطريق إلى المطار كانت المفاجأة، إذ قطعت بعض الجماهير الجزائرية المتعصبة التى استطاعت الخروج عنوة من الاستاد وأخرى لم تستطع أساساً دخول الملعب، الطريق على الحافلات التى تقل الجماهير المصرية ووقعت اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن إصابة نحو 20 مصرياً بإصابات مختلفة نتيجة رشق حافلات الجماهير المصرية بالحجارة ومهاجمتها بالأسلحة البيضاء. وأضاف: داخل المطار تكدست الجماهير المصرية التى تتطلع للعودة إلى بلادها فى أسرع وقت بعد الهزيمة أمام الجزائر ومطاردة بعض الجماهير الجزائرية المتعصبة لهم. وتابع: «ومع توالى هبوط الطائرات المصرية، هرول المشجعون المصريون إلى صعود الطائرات دون أى إجراءات مغادرة وبدا المشهد كأنه هروب جماعى من أرض السودان».