أصبحت سوق الأمصال من أهم الأسواق فى العالم، مع تزايد الفيروسات التى تستهدف صحة الإنسان، حيث أدركت شركات الدواء العالمية أهمية هذه السوق فسعت للاستحواذات والاندماجات، خاصة أن مصل أنفلونزا الخنازير وحده قفز بمبيعات الأمصال بنسبة 10٪ من إجمالى مبيعات شركات الأدوية. ومن المتوقع ارتفاع سوق الأمصال بحلول العام المقبل ليصل إلى 21 مليار دولار بفضل التطعيم الذى يستهدف ما يقرب من مليارى نسمة من سكان الأرض. وتنبهت الشركات العالمية مبكرًا لأهمية سوق الأمصال فسعت إلى شراء الشركات العاملة فى هذه السوق لذلك اشترت شركة «أبووت» الأمريكية العملاقة للصناعات الدوائية شركة «سولفاى» البلجيكية مقابل 6.6 مليار دولار، كما استحوذت شركة «جونسون أند جونسون» على نسبة 18٪ من أسهم شركة «كروسيل» الهولندية، فيما اشترت شركة «ميرك»، وهى واحدة من كبرى شركات الأدوية الأمريكية، شركة «سى. إس. إل» الأسترالية العاملة فى المجال نفسه، وقبل ذلك بوقت وجيز اشترت شركة «استرازينكا» البريطانية شركة «ميداميون» مقابل 15 مليار دولار، ودفعت شركة «فايزر» 68 مليار دولار لشراء شركة «وويز». وتتركز شركات إنتاج الأمصال الكبرى فى تسع دول متقدمة وتقدر منظمة الصحة العالمية أن تتمكن شركات الأدوية من تصنيع ما يصل إلى 4.9 مليار جرعة عقار مضاد لوباء الأنفلونزا سنويًا على الأكثر. واستغل لوبى صناعة الأدوية خوف العالم من أنفلونزا الطيور والخنازير، وحصل بمقتضاها على موافقة الصحة العالمية ودول العالم بمنح شركات إنتاج الأمصال حصانة من الملاحقة القضائية للتعويض عن الأضرار التى تنتج عن تعاطى المصل. وحصلت شركات الأمصال على الضوء الأخضر من منظمة الصحة العالمية لاختصار مراحل الاختبارات المعملية من أربع مراحل تتضمن إجراء اختبارات على عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مرحلتين فقط لا يزيد عدد المشاركين فيهما على عدد أقل بكثير، لتسرع من عملية إنتاج الأمصال وتخفض مقدار المواد الفعالة المطلوبة لإنتاج الجرعات. وترتبط الشركات العالمية باتفاقيات خاصة يتم بمقتضاها حصول تلك الدول على أى حصة تطلبها من الأمصال قبل أى دولة لا ترتبط بهذه الشركات بأى اتفاقيات استراتيجية، مما يعنى أن أى دولة ترتبط والشركة الإنجليزية بمثل تلك النوعية من الاتفاقات سيكون لها الأولوية فى الحصول على المصل. وحول حملات التشكيك فى الأمصال واحتمالية حدوث آثار جانبية نتاج تداولها قال مصدر مطلع إن السبب هو غض منظمة الصحة النظر عن استخدام تقنية «ادجوفانت»، التى تتضمن استخدام مواد مساعدة تحتوى على عناصر خطرة تسبب قائمة طويلة من الأمراض، لكنها فى المقابل تسرع من عملية إنتاج الأمصال وتخفض مقدار المواد الفعالة المطلوبة لإنتاج الجرعات، وذلك تحت ضغط الخوف من انتشار الوباء الذى تعدى عدد ضحاياه الأربعة آلاف شخص.