هل يدرك أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى، أنه قدم خدمة العمر لجماعة الإخوان المسلمين بهجومه عليها ونوابها فى مجلس الشعب، يوم السبت الماضى فى مؤتمر الحزب الوطنى؟ نعم قدم «عز» للجماعة التى يفضل عدد من كتاب الصحف الحكومية أن يصفوها ب«المحظورة» خدمة العمر للإخوان المسلمين لأنهم لو بذلوا أقصى جهدهم، وأنفقوا كل أموالهم لما استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم على كل وسائل الإعلام العالمية بهذا الشكل، لو فكر أحمد عز لحظة واحدة وهو القيادى البارز فى الحزب الحاكم، لتراجع عن خطته فى الهجوم على الجماعة فى هذا التوقيت تحديداً، وفى مثل هذه المناسبة «مؤتمر الحزب الوطنى»، فالجماعة تمر بواحدة من أسوأ المراحل فى تاريخها وتعانى انشقاقاً لم تصادفه من قبل، وانقسم مكتب الإرشاد، ويتناطح أعضاؤه مع مرشدهم مهدى عاكف، ولم يعلن أحد منهم أن جهود لم الشمل حققت أهدافها بعد، وفجأة دخل «عز» على الخط بهجومه غير المبرر، ليخطف الأبصار، بعيداً عن حالة الانشقاق هذه، ويضيف للوزن السياسى للجماعة. أما عن المناسبة فإن «عز» يعلم جيداً أن الحزب وجه الدعوة لكل وسائل الإعلام المحلية ومندوبى وكالات الإعلام العالمية لتغطية المؤتمر، خاصة مع الإعلان المسبق عن نية جمال مبارك عقد مؤتمر صحفى «عالمى».. وتحت كل هذه الأضواء، فعل «عز» فعلته، وسهل على الجماعة مهمتها فى «الشوشرة» على خلافاتها الداخلية وقدمها للعالم كبديل أول للنظام يخشاه الحزب الحاكم. ويبدو أن أمين تنظيم الحزب الوطنى نسى فى غمرة هجومه على نواب الجماعة فى البرلمان أن كثيرين منهم حصلوا على مقاعدهم فى انتخابات 2005 باتفاق مسبق مع الأجهزة الأمنية حسب تصريحات المرشد مهدى عاكف التى لم يكذبها مسؤول واحد سواء أمنى أو سياسى. وباعتبار أن أحلام أحمد عز أوامر، سارع اثنان من أبرز نواب الحزب فى البرلمان بالعزف على وتر الهجوم على الجماعة، وطالبا فى جلسة «المواطنة وحقوق الإنسان» - لاحظ عنوان الجلسة - بمصادرة أموال الجماعة وممتلكاتها، وتساءل أحدهم عن أسباب سكوت النظام، ولماذا لا يتم اتخاذ إجراء تجاه المرشد عاكف؟ وجاء الرد العاقل من الوزير الدكتور مفيد شهاب ليكشف عن وعى سياسى يفتقده ولاشك كثير من أفراد الجيل الجديد فى الحزب، قال شهاب: المواءمة السياسية تقتضى التسامح فى بعض الأحيان. أعتقد أن أحداً من عقلاء الحزب ودهاته السياسيين أمثال صفوت الشريف والدكتور على الدين هلال، وغيرهم لو علموا بنية أحمد عز فى الهجوم على الإخوان لنصحوه بالتراجع. لا أعرف لماذا تذكرت المشهد الأخير فى المسلسل الرائع «دموع فى عيون وقحة» عندما أرسلت المخابرات المصرية أول رسالة للموساد الإسرائيلى عبر جهاز اللاسلكى الذى حصل عليه البطل «جمعة الشوان»، الرسالة من كلمتين فقط: نشكر تعاونكم. وأعتقد أن هذه أيضاً رسالة الإخوان لأحمد عز. [email protected]