أدلت هند روميح، المتهمة الهاربة فى واقعة مقتل معاون مباحث قسم الهرم على يد ضابط بالعمليات الخاصة، بتفاصيل مثيرة عن القضية. وكشفت - فى حوار خاص تنفرد به «المصرى اليوم» - أنها هربت خوفاً من تلفيق القضية لها، وأنها تلقت تهديدات من قبل أسرة الموظف المتهم فى القضية، وقيادات بوزارة الداخلية بألا تتحدث مطلقاً عن الواقعة.. تفاصيل الحوار ترويها السطور التالية: ■ من هى هند روميح؟ - اسمى بالكامل هند إبراهيم روميح، من مواليد الغربية مركز المحلة الكبرى، متزوجة من سمسار عقارات بحرينى الجنسية منذ 14 عاماً وأنجبت منه طفلين. كنت أعمل منذ فترة فى التمثيل والغناء، بعدها سافرت إلى الإمارات للعمل هناك وتعرفت على زوجى عام 1998، وبعد سنتين عدت إلى مصر وعملت فى سمسرة العقارات. ■ كيف تعرفت على محمد عويس موظف البنك المتهم بقتل الرائد تامر حمودة؟ - أنا تعرفت عليه فى شهر نوفمبر 2011 أثناء اللجان الشعبية فى منطقة حدائق الأهرام أثناء حماية المنازل من البلطجية، وأخبرنى بأنه يعمل مستشاراً فى العديد من فروع البنوك، وتوطدت العلاقات بيننا وكان يحضر فى العديد من المناسبات بصحبة زوجى، وبعد مرور فترة طالبنى زوجى بقطع علاقتى به لشكه فى سلوكه بسبب ما كان يرويه عن قيامه بقتل أشخاص ودفنهم فى صحراء أكتوبر وإلقاء القبض على آخرين أثناء حملات أمنية مع أصدقائه الضباط. وقبل الحادث ب4 أشهر انقطع الاتصال بيننا، وفوجئت قبل الواقعة بأيام قليلة باتصالات منه لكنى لم أرد عليها، وفى يوم 28 يونيو 2012 قابلته صدفة أمام الفيلا التى أقطن بها، حيث كان يسكن فى العقار المجاور لى، وتبادلنا الحديث عن سبب عدم الرد عليه، وأخبرته أن والدتى كانت تمر بحالة صحية سيئة توفيت بعدها. وكان المتهم قد أنهى لى بعض الخدمات بوزارة الداخلية، وذلك بالتنسيق مع قيادات أمنية كبيرة، ولم أعرف شخصيته الحقيقية إلا من خلال الصحف بعد وقوع الحادث، وكان يحضر لمقابلة زوجى بالملابس الميرى الخاصة بالشرطة والقوات المسلحة وشاهدت معه عدة مرات بعض الأسلحة، النارية والذخيرة والقنابل. ■ كيف تعرفت على المتهم «عبدالعزيز» ضابط العمليات الخاصة؟ - تعرفت عليه منذ شهر عندما نشبت مشاجرة بينى وبين أحد جيرانى بالعقار للخلاف على ركن سيارته، وفوجئت بحضور الضابط المتهم بصحبة جارى وادعى أنه شقيق زوجته، وتم فض الخلاف والصلح، ومن هنا بدأت العلاقة مع المتهم وأخبرته يومها بأننى على معرفة بمستشار يمتلك علاقات قوية بمديرية أمن الجيزة، خاصة قسم شرطة الهرم، ولم ألتق به طوال فترة معرفتنا سوى 3 مرات كانت آخرها يوم الحادث عندما تصادف مروره أمام منزلى، وكنت بصحبة زوجى متوجهة إلى الطبيب لإجراء متابعة على الحمل، وعرض علينا توصيلنا بسيارته فوافق زوجى ثم انتظرنا أسفل عيادة الطبيب وأعادنا إلى المنزل مرة أخرى. ثم انصرف بعدها قائلاً إنه مرتبط بموعد مهم ووعدنا بالعودة عقب انتهاء الموعد. وعندما تأخر اتصل به زوجى لاستعجاله فحضر إلى المنزل وجلسنا وقدم لى العزاء فى وفاة والدتى. ■ ما معلوماتك عن واقعة اتجاره بالأسلحة؟ - أنا معرفش حاجة عن موضوع تجارة السلاح ده غير من الصحف، وأنا سمسارة عقارات فقط، لكن «عبدالعزيز» سألنى يوم الحادث عما إذا كنت أعرف شخصاً يقوم بترخيص سلاح له وذلك بعد سماع مكالمة مع المستشار المتهم، وطلب منى التحدث إليه وأعطيته الهاتف وتحدث معه لمدة 20 دقيقة، وخرج «عبدالعزيز» أثناء حديثه إلى حديقة الفيلا بحجة تشويش الاتصال ثم أعاد لى الهاتف، وفوجئت بالمستشار يطلب منى إخبار «عبدالعزيز» عن مكان منزله وعدم إعطاء أى بيانات عنه حتى تتم مقابلته، خاصة رقم هاتفه. ثم طلب «عبدالعزيز» الرحيل من المنزل وسأله زوجى عن مضمون المكالمة التى دارت بينه وبين المستشار فأكد «عبدالعزيز» أنه سوف يقابله بعد ساعة ونصف الساعة، وكانت الساعة تقترب من التاسعة والربع مساء يوم الحادث، وفى الساعة 11 مساء سمعت صوت إطلاق رصاص بكثافة وتلقيت اتصالاً من أحد السماسرة يدعى «محمد» يخبرنى بأنه تم قتل ضابط شرطة على يد زميله، أسفل منزل المستشار فاتصلت على هاتف المستشار عويس، أكثر من مرة لكنه لم يرد علىّ، واتصلت بعدها على هاتف الضابط «عبدالعزيز» لكنه لم يرد، واتصلت عدة مرات وبعدها رد علىّ وقال «عويس» وهو يبكى: «ده كان قاعد جنبى اقفلى دلوقتى أنا مش هعرف أرد عليكى يا هند» وانقطع الاتصال بعدها. واتصلت بأحد ضباط قسم الهرم يدعى «عمرو» لمعرفة ما حدث ففوجئت به يهددنى بالقتل، قائلاً: «لو عرفت إن ليكى صلة بقتل تامر بيه حمودة أو إنك تعرفى الظابط عبدالعزيز الهلباوى هقتلك»، وقلت ليه: «إنت بتهددنى ليه؟»، فرد عليها قائلاً: «عبدالعزيز قتل الرائد تامر حمودة»، وأغلق الهاتف فى وجهى. ■ ما سبب هروبك بعد الحادث عقب صدور أمر بضبطك من النيابة؟ - بعد الحادث لمدة 3 أيام كنت أتابع فى الصحف أخبار القضية، وعلمت أن المشتبه فيه بقتل الرائد تامر حمودة هو المرشد وضابط زميله فى القسم، وأن الضابط «عبدالعزيز طلع تاجر سلاح، وأنا ماكنتش أعرف حاجة عن كل التفاصيل دى». ويوم السبت قرأت على أحد المواقع الإلكترونية أن سيدة مجهولة هى الطرف الثالث فى الجريمة وتشترك مع ضابط هارب فى جهة سيادية فى واقعة القتل وتدعى «هند»، فقررت بعدها الهروب خوفاً من تلفيق التهمة لى، وتوجهت إلى أحد الأحياء الراقية للإقامة بها بعيداً عن أعين أجهزة الأمن، وفى ذات اليوم الساعة الثانية عشرة ظهراً، حضر عدد كبير من رجال الشرطة إلى منزلى بحدائق الأهرام واقتحموه وأخذوا الصور الخاصة بى والتى تم تسريبها لوسائل الإعلام، وعندما لم يجدونى احتجزوا زوجى وشقيقى وزوجته ونجلى الصغير لمدة 7 ساعات داخل قسم الهرم حتى أُسلم نفسى. ■ هل تلقيت تهديدات خلال فترة هروبك؟ - نعم تلقيت العديد من التهديدات والاتصالات الهاتفية كان أولها عندما اتصل مجهول على هاتف نجل شقيقتى وقال له: «لو خالتك سلمت نفسها للنيابة عيلتك كلها مش هتشوف النور، قول لها تيجى على قسم الهرم وتسلم نفسها أحسن»، وبعد مرور يومين جاءت قوات شرطة مرة أخرى إلى المنزل وأمسك أحد الضباط بنجلى «أحمد» وقام بسبه بألفاظ خادشة للحياء، وقال له «خلى أمك متسلمش نفسها وخليها هربانة». ثم تلقى شقيقى اتصالاً من مجهول يطالبه بعدم تسليم نفسى والهروب خارج البلاد والتهديد بخطف نجلى «إبراهيم». وطلبت من هانى ويليام، المحامى الخاص بى، تحرير محضر ضد ضباط بمديرية أمن الجيزة، واتهمتهم بسرقة صورى الشخصية وتسريبها لوسائل الإعلام والتشهير بى. وأضافت «هند» أنها تعرفت على الرائد الشهيد تامر حمودة أثناء تحريرها محضراً ضد إحدى المستأجرات قبل الحادث بثلاثة أشهر، وأنه كان على خلق ويتمتع بسيرة حسنة. وأنهت «هند» حوارها بأنها سوف تقوم بتسليم نفسها إلى النيابة العامة لكشف كل ما لديها عن الحادث. وطالبت وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، ووزير العدل المستشار أحمد مكى، والنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بحمايتها وتحقيق العدالة خلال التحقيقات.