قالت مصادر أمنية إن الهدوء عاد الأربعاء إلى قرية بمحافظة بني سويف بعد إيداع طفلين مسيحيين في دار للأحداث على ذمة التحقيق معهما بتهمة تدنيس المصحف. وكان المحامي العام الأول لنيابات بني سويف المستشار حمدي فاروق قد أمر الثلاثاء بإيداع الطفلين مينا نادي فرج (9 سنوات) وكرم رزق فتحي (10 سنوات) في دار للأحداث لمدة سبعة أيام، بعد أن أحالتهما الشرطة إليه للتحقيق معهما. وألقت الشرطة القبض على الطفلين الاثنين بعد بلاغ تلقته من أحد سكان عزبة «ماركو» جاء فيه أنهما تبولا على مصحف كانا يمسكان به أمام مسجد القرية. وكان اتهام الطفلين بتدنيس المصحف تسبب في إثارة التوتر في القرية واتخاذ إجراءات أمن مشددة بها الاثنين خشية اندلاع أعمال عنف، بحسب المصادر الأمنية والسكان. وقال مصدر أمني إن الشرطة أقنعت مسلمي القرية في اجتماع ضم مسيحيين بأن ما حدث «كان تصرفا طفوليا لا يقف وراءه أحد من الكبار». وبحسب شهود العيان، كان عشرات السلفيين، و يتقدمهم أمير الجماعة الإسلامية في بني سويف الشيخ جمال شمردل، قد تجمعوا أمام مركز الشرطة بمدينة الفشن التي تتبعها عزبة ماركو الثلاثاء، مطالبين بمعاقبة من قالوا إنهم «وراء قيام الطفلين بتدنيس المصحف». وقال شمردل الذي حضر اجتماع الشرطة مع مسلمين ومسيحيين «نحن مقتنعون الآن بأن هذا تصرف فردي»، وأضاف «بعد الإجراءات القانونية التي اتخذت، وافقنا على الجلوس مع المسيحيين». وقال مقدم البلاغ إبراهيم محمد علي إنه «أمسك بالطفلين بعد أن دنسا المصحف، واقتادهما إلى قس كنيسة القرية إسحق كستور الذي وبخهما توبيخا خفيفا، لم يجده علي مرضيا له، مما دعاه لإبلاغ الشرطة». وكانت محكمة في محافظة سوهاج قد عاقبت مدرسا مسيحيا الشهر الماضي بالحبس ست سنوات منها ثلاث سنوات لإدانته بازدراء الإسلام في صفحته على موقع «فيسبوك» وسنتان لإدانته بإهانة الرئيس محمد مرسي وسنة لإدانته بإهانة مقيم الدعوى نفسها.