6 بيجامات من القطن المصرى وحذاءان و«أفارول» عسكرى وبالطو أكلته العتة، وآلاف الكتب والوثائق والصور بجوار تماثيل وسيوف من الذهب الخالص أبت أسرة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن تتصرف فيها وفضّلت أن يضمها متحف يخلّد ذكراه، والذى لا بد أن تأخذك الدهشة وأنت تزوره، خاصة أن كل متعلقاته تتسم بالبساطة الشديدة، التى لن يصدق أحد أنها كانت تخص رئيس جمهورية. الخطوات الفعلية لتحويل منزل الرئيس عبدالناصر فى منشية البكرى إلى متحف بدأت فى دورين كاملين بدار الكتب بباب الخلق حيث تقبع الآلاف من مقتنيات الرئيس الراحل فى حراسة 3 ورديات أمنية على مدار النهار لحمايتها لحين نقلها إلى المتحف المزمع إنشاؤه فى منشية البكرى. هذه المقتنيات تسلمتها دار الكتب والوثائق من الدكتورة هدى عبدالناصر، ابنة الرئيس الراحل، منذ عام تقريبا ستضم إليها مقتنيات أخرى موجودة لدى باقى أبنائه خاصة خالد ومنى، اللذين وعدا الدكتور صابر عرب، رئيس دار الوثائق والكتب، بعقد اجتماع عائلى معه لتسليمه مقتنيات أخرى بحوزتهما. وقال الدكتور صابر عرب: «إننا تسلمنا بالفعل من الدكتورة هدى عبدالناصر آلاف القطع والمقتنيات تم فرزها وتصنيفها والبدء فى ترميم الكثير منها، حيث كان معظم المقتنيات فى حالة سيئة نتيجة للتخزين غير المناسب وهذه ليست كل المقتنيات وتبقى مقتنيات أخرى وعدنا بتسليمها للدار الدكتور خالد عبدالناصر وشقيقته منى وهناك وعد باجتماع مع الدكتور خالد، الأسبوع المقبل، لبحث نوعية المقتنيات الموجودة لديه وشقيقته وباقى أفراد العائلة بخلاف الكثير من المقتنيات الأخرى التى سنحصل عليها من جهات حكومية رسمية». وحول أهم المقتنيات التى حصلت عليها دار الوثائق من الدكتورة هدى قال عرب: «هناك الكثير من المقتنيات الخاصة مثل ملابسه وهى بسيطة جدا وعادية للغاية وكانت مفاجأة لنا أن ملابس الرئيس بهذه البساطة ولا تتجاوز 6 قمصان وبالطو وحذاءين فقط.. هذا غير 6 بيجامات من القطن المصرى». ويضيف: «إن مقتنيات الزعيم على أهميتها مثل نظارته وعلبة سجائره وكتبه لا تقارن بأهمية أوراقه الخاصة التى كتبها بخط يده وفيها نجد مثلا أوراقا خاصة بالمشروع الثقافى وفكرة إنشاء قصور الثقافة بخط يد عبدالناصر، كذلك هناك مشروع تطوير الأزهر بخط يده». وفى الوقت الذى ينتظر فيه الدكتور عرب وأسرة الزعيم عبدالناصر انتهاء الأعمال الإنشائية فى بيت منشية البكرى فإن العمل يسير على قدم وساق فى عمليات ترميم المقتنيات الخاصة بالرئيس الراحل فى دار الكتب والوثائق بباب الخلق وهى عمليات طويلة ومعقدة، لكنها ناجحة بكل المقاييس. وتشير الأوراق الأولية إلى أن الدكتورة هدى سلمت دار الوثائق ما يزيد على2340 كتابا بالعربية والإنجليزية و28 مصحفا منها مصاحف خاصة كان يستخدمها الرئيس ويقرأها بصفة منتظمة. وهناك أيضا 20 بروازا أكبرها وأهمها برواز كبير يضم صورة ضخمة لعبدالناصر أثناء أدائه العمرة وهو من الصدف النادر واستغرق ترميمه وقتا ومجهودا كبيرين ليعود إلى سيرته الأولى وهناك أيضا 44 جهاز تصوير سينمائى وكاميرا تصوير فوتوغرافية وكان التصوير الفوتوغرافى من أحب هوايات الرئيس الراحل، الذى لم يكن ليترك الكاميرا الخاصة به فى كل المناسبات العائلية التى صورها بنفسه، ولاتزال أسرته تحتفظ بصور وأفلام سينمائيه صورها لهم فى حفلات أعياد الميلاد والمناسبات الخاصة. هناك أيضا الراديو الخاص بالرئيس عبدالناصر والذى كان يضعه بجوار سريره وكان يفضل نوعية ألمانية خاصة، وسلمت هدى عبدالناصر أيضا عددا كبيرا من ملابس والدها، وصفها أسامة التلبانى، رئيس معمل الترميم بدار الوثائق بباب الخلق، بأنها كانت فى حالة صعبة جدا وبعضها أكلته العتة من سوء التخزين لكنها عولجت وأصبحت جيدة. وفى الوقت الذى تم فيه فرز وتصنيف معظم المقتنيات والملابس الخاصة بالزعيم عبدالناصر، فإن هناك جزءا مهما من تلك المقتنيات موضوعا فى غرفة مؤمنة بالكامل وخاضعة لحراسة خاصة مع بعض المقتنيات التى لم ترمم بعد وتضم أوراقا خاصة بالرئيس عبدالناصر والتى سلمتها ابنته هدى ووجد بعضها وسط كتب الزعيم الراحل. ويقول عاطف فوزى، نائب رئيس دار الوثائق: «إن هناك أوراقا خاصة لكنها إلى الآن لم تخضع للفحص أو المراجعة وسأتولى بنفسى مهمة مراجعتها لأن بعضها يضم أسرارا خاصة بجهات عليا فى الدولة وبعضها لايزال يصنف فى خانة (سرى للغاية)، لذلك من المنتظر أن تأتى لجان أمنية ورئاسية لفحص بعض هذه الأوراق والمستندات وبيان مدى أهميتها وسريتها من عدمها».