قال الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية: «إن أقباط مصر هم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الوطن، وأفراحهم هى أفراحنا وأعيادهم هى أعيادنا، وحزنهم حزن لنا جميعاً»، مشيراً إلى أن مرتكبى جريمة نجع حمادى «لا يستحقون أن يكونوا مصريين على الإطلاق، وإن كانوا يحملون الجنسية المصرية». وأضاف شهاب، خلال ندوة «المواطنة فى مصر والتدين الإسلامى القبطى» مساء أمس الأول: «هذه أياد مخربة وعلينا جميعا أن ننبذها ونلفظها، لأنها لا يمكن أن تكون مصرية، ولو كانت هناك عقوبة أغلظ وأشد من عقوبة الإعدام لطالبت بها». وأكد شهاب أن وقوع ثلاثة أحداث «مؤسفة» – حسب تعبيره - فى وقت واحد تمس مصر، تؤكد أن الشعب المصرى «مستهدف»، مشيراً إلى أن واقعة النائب البريطانى جورج جالاوى، واستشهاد المجند أحمد شعبان على الحدود مع غزة، ووقوع الأحداث المؤسفة فى نجع حمادى، دليل واضح على وجود «أصابع خفية» تريد أن تعبث بهذا الوطن، ومؤشر قوى – حسب قوله - على وجود تخطيط يهدف لإضعاف مصر وإثارة الفتنة بين أبنائها. وقال شهاب – خلال الندوة التى نظمتها جمعية مصر السلام برئاسة هانى عزيز أمين عام الجمعية -: «كنا نحيّى قافلة جالاوى وندعمها لأنها تقدم الإعانات لإخواننا فى غزة، لكن عندما تهدف القافلة لتخريب المنشآت المصرية والإساءة لسمعة مصر، نقول لهم قفوا ولن نسمح لكم بالدخول مرة أخرى، ومن يرد توصيل المساعدات لغزة، فعليه التنسيق مع الهلال الأحمر المصرى». وأضاف: «مصر لن تنسى دم الشهيد أحمد شعبان، وسنتعقب قتلته ولن يحول أحد دون حق مصر فى تعزيز أمنها». وتابع شهاب: «إن تحقيقات النائب العام فى أحداث نجع حمادى بدأت وسوف يتم التعامل مع من تثبت إدانته وكل من شجع أو ساهم فى هذه الجريمة الشنعاء»، مشيراً إلى أن كل الذين توفوا فى هذه المعركة هم «شهداء». وقال: «علينا أن نثق فى عدالة القضاء المصرى، وكذلك علينا ألا نجعل لهذا الحدث أثراً فيما يتعلق بوحدتنا، لأنها هى مصدر قوتنا». وأضاف شهاب: «المواطنة ليست اختراعاً، وإنما هى فكرة مصرية أصيلة قبل أن تكون مبدأ فى الدستور، وإن كنت لا أنكر وقوع ظلم أحيانا أو تمييز، ولكن يجب ألا يكون ذلك مدعاة للحديث، وإنما هو نتيجة خطأ فى تنفيذ القانون وكل أنواع التمييز مرفوضة». من جانبه، قال محمد فريد خميس، عضو مجلس الشورى: «تقبيل المشايخ للقساوسة مش هيحل مشكلة»، مشيراً إلى وجود حالة من الاحتقان، وهو مناخ «يجب التعامل معه». وأضاف: «هناك متشددون من كل طرف يجب أن نتعامل معهم، كما أن علينا أن نفتح جميع ملفات المشاكل التى يعانى منها الأقباط، بحيث لا نجد تمييزاً فى الوظائف الكبرى، ويخرج قانون دور العبادة الموحد للنور». وطالب المستشار عدلى حسين، محافظ القليوبية، بضرورة رفع درجة الوعى لدى الشباب لتجاوز الثقافة «المتخلفة» التى تبث سمومها فى المجتمع، لتأصيل قيم وسلوكيات وافدة على الشعب المصرى «حسب قوله». وقال حسين: «منذ متى ونحن نسأل فلان ما دينك»، مشيراً إلى أن علاج مثل هذه المشكلات بعيداً عن العنف، من شأنه أن يعيد العلاقات لطبيعتها، خاصة أن المسلمين والأقباط يعيشون فى وطن واحد وفى سفينة واحدة.