أعلنت مسؤولة العمليات الإنسانية بالأمم المتحدة فى جنوب السودان ليز جراند، أمس، مقتل 140 شخصاً على الأقل فى معارك قبلية تدور منذ أسبوع فى منطقة وونشوى المضطربة فى ولاية واراب بجنوبى السودان. وقالت جراند إن «المصادر المحلية تتحدث عن مقتل نحو 140 شخصاً وإصابة 90 ونهب 30 ألف رأس ماشية»، معربة عن قلقها من الوضع الميدانى فى واراب. واندلعت المعارك مطلع العام الجديد، إلا أن المعلومات عنها لم تبدأ بالتواتر إلا بعد زيارة إلى هذه المنطقة قام بها قبل 3 أيام فريق تابع للأمم المتحدة. وبحسب مصادر محلية، فإن العديد من القتلى هم من أبناء قبيلة «دنكا»، وقد سقطوا إثر هجوم شنه عليهم أبناء قبيلة «نوير»، إلا أنه تعذر التحقق من صحة هذه المعلومات من مصادر أخرى. جاء ذلك فيما حذرت منظمات إغاثة دولية من إمكانية اندلاع الحرب الأهلية فى السودان مجدداً، ما لم يتحرك المجتمع الدولى لإنقاذ اتفاق السلام الموقع بين الشمال والجنوب. وأضاف التقرير الذى أعدته 10 منظمات، أن اتفاقية السلام الموقعة قبل 5 سنوات بين حزب المؤتمر الوطنى الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان، ربما تنهار بسبب تزايد العنف والفقر المزمن والتوتر السياسى. يذكر أن اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الجانبين فى 9 يناير2005، أنهت حرباً استمرت 20 عاماً بين شمال السودان وجنوبه، ومكنت الحركة الشعبية من حكم الجنوب والمشاركة فى حكم الشمال، كما نصت على إجراء انتخابات رئاسية واستفتاء بشأن مستقبل الجنوب بحلول 2011. وذكرت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية أن التقرير أشار إلى عدد من النقاط التى اعتبرها أكثر «عرضة للانفجار»، من بينها الانتخابات المقررة فىأابريل المقبل، والاستفتاء بشأن مستقبل الجنوب، لكن مايا ميلر، المسؤولة فى منظمة «اوكسفام»، والمشاركة فى كتابة التقرير، قالت إنه لايزال من الممكن تجنب الكارثة «لكن الأشهر ال12 المقبلة ستكون مفترق طرق لأكبر قطر أفريقى». من جانبه، قال فرانسيسكو روج، من منظمة «انقذوا الأطفال» فى السودان، إن سكان المنطقة «كانوا يأملون أن يجلب السلام منافع اقتصادية والتنمية، لكن هذا تحقق ببطء شديد وفى بعض المناطق لم يحدث على الإطلاق»، بينما شدد بول فالنتين، المدير الدولى لمنظمة «كرستيان ايد» الحاجة الماسة لبذل جهود دبلوماسية متواصلة من قبل المجتمع الدولى للحفاظ على اتفاق السلام. أما وزيرة الشؤون الأفريقية فى بريطانيا، جلينس كينوك، التى ستزور السودان بعد غد، فأبدت تفاؤلا بأنه لايزال من الممكن تجنب وقوع صراع جديد. وأعلنت كينوك أنها ستمارس المزيد من الضغوط على القيادات السودانية فى الشمال والجنوب للانخراط بسرعة فى حوار بمساندة المجتمع الدولى. ومن ناحية أخرى، طالبت الحكومة السودانية بضرورة تدخل الحكومة الكينية لوقف إنتاج فيلم «الانتقام»، بواسطة شركة دنماركية حول مزاعم الإبادة فى دارفور، والذى تجرى عمليات تصويره ما بين معسكرات النازحين فى كينيا وبعض المدن الدنماركية.