حتى لو لم يكن عدلى القيعى هو أحد الأصدقاء الذين أعتز بهم بكل تقدير وحب واحترام.. كنت أيضا سأكتب هنا دفاعا عن مدير التسويق بالنادى الأهلى الذى تعرض مؤخرا لحملة ظالمة بقصد الانتقاص من دور الرجل ومكانته.. ففى البداية تعالت أصوات كثيرة تسخر من القيعى الذى حين رشح نفسه عضوا بلجنة المسابقات باتحاد الكرة، الأسبوع الماضى، لم ينل إلا المركز الأخير مناصفة مع عبدالله جورج سعد فاضطر الاتحاد إلى تعديل القواعد للسماح بانتخاب ستة أعضاء وليس أربعة فقط حتى لا يخرج من لجنة المسابقات مرشحا الأهلى والزمالك معا.. فبدأ الكثيرون يسخرون من القيعى الذى لم يقو على منافسة ممثلى الأندية الأخرى.. ثم جاء توقيع بركات للنادى الأهلى لتبدأ كل جماهير الأهلى وصحافته تقديم الورود وتعابير الامتنان للنجم القدير والكبير محمود الخطيب باعتباره صاحب الفضل الحقيقى فى كل نجاحات الأهلى فى التعاقد مع الكبار والنجوم.. وكالعادة نسى الجميع فى غمرة تلك الاحتفالات رجلا قضى الثلاثين عاما الأخيرة فى حياته مهندسا ناجحا لكل صفقات الأهلى.. وبالتالى بات هو أكثر المغضوب عليهم طول الوقت فى باقى أندية مصر بلا استثناء.. ولهذا من الطبيعى جدا أن يخسر القيعى أى انتخابات يملك حق التصويت فيها ممثلو الأندية الأخرى.. فهذه هى الحقيقة التى أصر على تجاهلها كل من يكرهون القيعى سواء بشكل شخصى أو لأنهم يكرهون الأهلى فى شخص عدلى القيعى.. لأن هذا هو حالنا كلنا فى مصر الآن.. انتماءاتنا ومشاعرنا وانطباعاتنا هى التى تحدد أحكامنا وقراراتنا وليس عقولنا.. وطالما بقينا نحكم ونقيم ونقرر بمشاعر الانتماء والهوى والحب أو الكراهية.. فستصبح كل أحكامنا وقراراتنا خاطئة ومعيبة.. لأننا بذلك لم نعد نرى الشخوص أو الأشياء على حقيقتها.. ولم نعد نرى فى الشخص الواحد مزايا وعيوباً فى الوقت نفسه.. الهوى يجعلنا إما نختار الشخص كله أو نرفضه كله.. من نحبه لا نرى فيه أى عيوب ومن نكرهه ليس فيه أى مزايا.. وبتطبيق ذلك على عدلى القيعى.. سنجد من يحبون الرجل وليسوا على استعداد لأن يروا له أى أخطاء.. حتى لو كانت أخطاؤه كمدير للتسويق أو بعض تجاوزاته فى غمرة سعيه وحماسته لاختطاف نجوم آخرين وضمهم للأهلى.. وسنجد من يكرهون القيعى وبالتالى هم ليسوا على استعداد للاعتراف له بنجاحاته الكثيرة الحقيقية.. ووسط كل ذلك.. تاهت منا حقيقة أنه لم يكن يليق بالأهلى ترشيح القيعى عضوا فى لجنة المسابقات.. لا القيعى ولا أى مرشح آخر يشغل منصبا تنفيذيا فى النادى الذى قام بترشيحه.. وعلى قدر سعادتى بفكرة تشكيل لجنة المسابقات عن طريق الانتخاب بدلا من تعيينات اتحاد الكرة التى ستحكمها المجاملات والمصالح.. إلا أنه كان من الضرورى أن تقوم كل الأندية باختيار مرشحيها من الذين تثق فى كفاءتهم ورجاحة فكرهم حتى وإن لم يكونوا يعملون بالنادى ويتقاضون منه رواتبهم.. لأننا بهذا الشكل الذى جرى.. لم تعد لدينا لجنة للمسابقات.. ولكنها لجنة لموظفين فى أندية سيعتمد قرار كل واحد منهم على مصلحة ناديه المباشرة حتى على حساب المسابقة والكرة المصرية نفسها.. وهكذا أتوقع قريبا جدا صدامات وحروباً ومحاولات للتشهير باللجنة وبالقيعى نفسه.. قد أكون صائبا وربما كنت مخطئا.. ولكن دعونا ننتظر ونرى. [email protected]