«مدد يا عدرا يا أم النور.. مدد يا عدرا» هذه هى الكلمات التى رددها محمد السيد على- 18 سنة- عامل بشركة ورق- عندما تراءت له العذراء أمام كنيستها بحى الزيتون.. محمد ظل مرابطا أمام الكنيسة مع بعض أصدقائه لمدة 4 أيام ينتظرون أن تتجلى لهم. ويقول محمد: «فى الأول مكنتش مصدق بس كنت باجى مع أصحابى على أمل أنها تظهر.. وبنتمنى أنه تظهر فعلا.. لغاية لما شفتها بجد فى شكل نور.. لقيت نفسى بقولها «مدد».. اتمنيت حياة أفضل ومستقبل كويس، اتمنيت أنه تشفع لى من ذنوبى.. حسيت وقتها إن دعائى مستجاب وإن أمنياتى هتتحقق!». وعلى باب كنيسة السيدة العذراء بالزيتون كان عم رفيق-45 سنة- جالسا على الرصيف يتطلع إلى السماء.. عم رفيق ما زال محتفظا بلهجته الصعيدية وبارتدائه الجلباب والعمة، فبدا وكأنه قد أتى من بلدته بالمنيا بالأمس فقط وليس منذ نحو 10 سنوات. ترك بلدته بحثا عن فرصة عمل فى العاصمة وجدها فى الفاعل ويقول عنها: «شغلانة متعبة لكن بتكسّب وأنا راضى.. رزقها بيكفينى وبيكفى الولاد». واختار أن يكون محل سكنه بجوار كنيسة السيدة العذراء بحى الزيتون حتى يعيش ببركتها كما قال. ويضيف: «أنا مكنتش بتمنى أكتر من إنى أشوفها بعينى.. مكنتش عايز أكتر من كده وكنت عارف إن بركتها هتحل على حياتى بعدها». لم تختلف عنه كثيرا «أم عماد» التى أتت بأطفالها الثلاثة لكى يروا السيدة العذراء.. أتت من المنيا مع زوجها منذ 7 سنوات بحثا عن فرصة عمل وحياة أفضل..عمل زوجها بوابا فى إحدى العمارات بحى الزيتون.. لم يزد دخله الشهرى الثابت عن 100 جنيه وهو ما لا يكفى بطبيعة الحال وكما تقول أم عماد «العيش الحاف.. لكن الإكراميات بتمشى الشهر». وتضيف قائلة «ما اتمنيتش غير الستر وإن رزقنا يزيد.. بس فى الآخر كفاية علينا رؤيتها، وكفاية إن الولاد يشوفوها ويعيشو ببركتها». «تمنيت رؤية العدرا فى شكل نور.. واتمنيت الستر وأن يكفينا شر الحاجة والجوع.. أى أمنية هتتمناها والعدرا قدامك هتتحقق.» هكذا أكد وجيه سعيد- 23 سنة- الشاب الريفى الذى ترك أهله وقريته ليبحث عن فرصة عمل فى العاصمة لم يكن الحصول عليها سهلا على الإطلاق.. إلى أن أصبح عاملا فى إحدى الشركات براتب 300 جنيه شهريا. يضيف وجيه «أنا كان نفسى أشوف العدرا.. ومن ساعة ما سمعت بظهورها بدأت أروح كل الأماكن اللى بتظهر فيها لغاية ما شفتها فى كنيسة الزيتون.. وكل اللى كنت بقوله وقتها «مدد يا عدرا يا أم النور، وكل اللى اتمنيته الستر». أما منى نان- 47 سنة- موظفة- فكان كل ما تمنته «أن يبعد عن ولادنا شر الوبا والمرض اللى ظاهر دلوقتى» وهو ما قالته بمجرد أن تراءت لها السيدة العذراء، وتضيف منى قائلة: «أحنا خايفين على الولاد أوى ومش بنزلهم من البيت ولا بيروحوا حتى المدرسة.. والعلاج اللى الحكومة هتجيبه بيخوفونا منه.. يعنى نسيب ولادنا يموتوا من المرض نفسه ولا ينضروا بدواه؟ يمكن العدرا تبعده عننا وعن ولادنا.. اتمنيت كمان إنى أخف من مرض عرفت أنه عندى ومش حمل علاجه». أما أحلام فتحى- 34 سنة- ربة منزل- فتمنت أن ترى السيدة العذراء.. وعندما سمعت أنها تظهر لمحبيها فى هذا الوقت -على حد قولها- وفى عدة أماكن كانت تأتى للكنيسة بشكل يومى عساها تراها.. وكل ما كانت تتمناه هو الستر وأن يزيد راتب زوجها لأن البيت والأولاد الثلاثة مصدر دخلهم الوحيد هو راتب الزوج فى ظل أنها لا تعمل. تقول أحلام»: راتب زوجى على أى حال هو راتب موظف.. أحيانا كثيرة لا يكفى مصروفات البيت والأولاد.. لكن كل ما نتمناه هو الستر وأن «تبتعد شرور الأمراض الجديدة دى عن ولادنا».