فى التاسعة مساءً، أمام ملهى ليلى بأحد الفنادق العالمية على كورنيش النيل الأمور هادئة جداً، باب الملهى مُغلق، «الديسكو يبدأ عمله الساعة 10 يا كابتن» هكذا قال «م.ع» - 24 سنة - خريج معهد عالى للألسن، ويتقاضى 600جنيه شهريا، على تنظيم دخول وخروج السيارات داخل ساحة الانتظار، ثم يكمل قائلاً «شكلك أول مرة تيجى، وأحسن حاجة تيجى يوم الثلاثاء أو الجمعة، الحفلات بتبقى ضرب نار». وبعد مرور ساعتين، بدأت أجواء المكان فى التغير، مجموعات من الشباب بدأت فى التوافد على المكان. محسن مصطفى -28سنة- سائق تاكسى، يقول: «أنا بقالى أربع سنين بشتغل هنا قدام الفندق، والناس اللى بتيجى الديسكو نضيفة أوى، وشكلهم ولاد ناس جداً، أغلب المشاوير بتكون الزمالك والمهندسين، وكتير بجيب شباب من قدام كافيه كبير فى شارع جامعة الدول العربية، وفى أيام بيكون أغلب اللى بيحضروا الحفلة، أجانب لونهم أسمر» ويكمل محسن قائلاً: «ودول فى الغالب بيروحوا شارع الهرم فى كافيه برده، كل اللى قاعدين عليه لونهم أسمر». (ال«ticket» حضرتك ب200جنيه، والدخول couples)، قالها الشخص المسؤول عن بيع التذاكر، وأمام الفندق، أوضح محمد. ص- 26سنة- خريج إحدى الأكاديميات الخاصة، وابن أحد المسؤولين بمصلحة الضرائب، على حد قوله، سبب منعى من الدخول «معظم الشباب بتكون سكرانة، ولو حد مد إيده على بنت مع ولد تانى أو عاكسها بتحصل خناقات كتير، فهم بيريحوا دماغهم»، وعن أجواء السهرة داخل الملهى، يقول محمد «من الآخر، مافيش حاجة بيتقال عليها لأ. وبملابس واسعة فضفاضة، وشعر حليق تماماً، كان يقف أسامة محمد -26سنة- العائد من مدينة نيويورك، ويوضح أن ملابسه جزء من ال«style» بتاعه، وتعبر عن نوع الموسيقى التى يسمعها. «الديسكو هنا بيعمل ثلاث حفلات فى الأسبوع، وكل حفلة بيتلعب فيها نوع موسيقى مختلف». يوم الثلاثاء تكون الحفلة «black» ويتم تشغيل «hiphop music»، و«معظم اللى بيسمعوا الموسيقى دى بيكونوا أمريكيين من أصل أفريقى»، أما يوم الخميس تكون «trance»، وده أكثر نوع موسيقى بيتلعب فى العالم دلوقتى، ويوم الجمعة تكون الموسيقى «r&b». أسامة قرر أن يساعدنى فى الدخول إلى الديسكو، دون أن يكون معى Couples، لأنه «زبون دائم، ومعظمهم عارفينه»، كما يقول. الأصوات التى تكاد تكون غير مسموعة من الخارج، تكتشف مدى قوتها بالداخل، الملهى يبدو ممتلئاً، حوالى 250 شاباً، ملامح البعض تبدو أجنبية، أعمارهم تبدو من 22 إلى 32 سنة، أغلب البنات بالداخل أبعد ما يكن عن ملابسهن أثناء الدخول. «معظم الشباب دول أصحاب ويعرفوا بعض كويس» هكذا يوضح أسامة، نافياً فكرة أن تكون البنات تم التعرف عليهن عن طريق الشارع، ويختتم: «الشباب هنا نضيفة أوى وفيهم كتير ولاد مسؤولين». وفى جوانب الملهى، ليس هناك ما يمنع بعض الأحضان والقبلات. وعند محاولة، التقاط بعض الصور، رفض أسامة ذلك قائلاً: «بلاش دى بتحصل بسببها مشاكل وخناقات كتير». وداخل أحد الملاهى الليلية بالزمالك، لم تختلف أجواء الحفلة التى بدأت فى تمام الثانية عشرة والنصف صباحاً، مقابل 150 جنيهاً، ولكن الغريب كان فى تنظيم المكان حفلة أخرى من الساعة 8 إلى 11 مساءً، وتضم أعماراً تبدأ من 13 إلى 17 سنة، ويبلغ سعر الدخول 50 جنيهاً، مع مشروب «أحياناً بيكون بيبسى أو بيرة» كما يقول «ع.أ - 16 سنة»، طالب بالصف الأول الثانوى، بإحدى المدارس الشهيرة بمنطقة العجوزة، ويكمل: «الرقابة ما بتبقاش جامدة أوى، ساعات وساعات على حسب منظم الحفلة». وعن تواجد البنات داخل الديسكو فى هذه الحفلة يقول: «عادى، زينا زيهم»، ورفض «ع» استكمال الكلام معى بعد ذلك معللاً ذلك ب: «شكلك صحافة وعايز تقفل الديسكو». وفى شارع الهرم، حيث ملهى ليلى موجود بأحد الفنادق، الذى بدا شعبياً بعض الشىء، حيث استبدلت شرطة السياحة بأمين شرطة يجلس بجوار عامل الاستقبال. أمام الملهى، لا اشتراطات للدخول سوى «100 جنيه وهتاخد مشروب» كما يقول المسؤول عن تنظيم الدخول، وعن وجود أى سهرات خاصة بليلة رأس السنة، يقول: «أكيد طبعاً، بس هيبقى الدخول ب 250جنيهاً، ولو فى بنت هتدخل مجاناً، وبتحجز قبلها الترابيزة اللى حضرتك تحبها». أما بالداخل، فالاختلاف يظهر بوضوح بدايةً من وجوه البشر، طريقة الملبس، والخدمات التى تقدم، الموسيقى تم استبدالها بأغان أجنبية تتخللها كثيراً أغان لتامر حسنى، وسعد الصغير. البنات، بملابس عارية، يتراقصن، ويبدو بوضوح أن معظمهن تابعات لإدارة المكان، الأعمار مختلفة ما بين شباب، ورجال ونساء قد تصل أعمارهم إلى الخمسين. رائحة الحشيش تشمها بين الحين والآخر، الدخان يتصاعد فجأة بكثافة من أحد أركان الديسكو، وحيث تنظر لن تجد ما يمنع الكثير من القبلات، والقليل من الأحضان. «التصوير ممنوع حضرتك، يا ريت لو سمحت أشوف الصور اللى على الموبايل، منعاً للمشاكل». وأمام أحد أشهر كباريهات شارع الهرم، يقول أحد البودى جاردات: «الدخول ليلة رأس السنة هيبدأ من 250 جنيه لحد 750 جنيه، وهيبقى فيه وجبة عشاء». هنا تطوع أحمد زينهم «26 سنة» قائلاً: «أنصحك يا كابتن تجيب بنت معاك، علشان البنات اللى تبع الكباريه، أساتذة فى النصب».