مع الاعتذار لكل من أعلنوا مؤخرا الحرب على اتحاد الكرة وأهالوا كل تراب الدنيا على هذه المؤسسة ووجوهها وتفاصيلها بحيث لم يبق فيها حسب زعمهم أى شىء جميل أو صالح أو محترم أو حتى أى أمل.. أعلن، الآن، سعادتى وتقديرى العميق لقرار اتحاد الكرة تكليف محمود طاهر بتشكيل لجنة جديدة خاصة بالتسويق والتعاقدات.. وهناك أكثر من سبب لسعادتى بهذه اللجنة وبالمسؤول عنها.. فلم يكن يليق باتحاد للكرة بات يتعامل بلغة الملايين ويبرم عقودا تمس مصالح وهوى ومتعة ولعبة أولى لملايين المصريين أن يبقى حتى الآن بلا لجنة تختص بمثل هذه التعاقدات وما يلزمها من اتفاقات وأفكار وتسويق وطموح.. وأظن أن محمود طاهر باعتباره أحد الشرفاء والمحترمين للغاية داخل اتحاد الكرة قادر تماما على تشكيل هذه اللجنة دون مجاملات وخواطر وأهواء ثم متابعة وضبط أمورها بحسم وحياد وشفافية.. وعلى الرغم من أننى أشفق على محمود طاهر من حجم الحروب التى سيتعرض لها منذ اليوم وكم الخناجر التى سيحاول أصحاب المصالح غرسها فى ظهره للخلاص منه ومن لجنته ومن رغبته فى وضع قواعد واضحة وصارمة لكل تعاقدات اتحاد الكرة.. فإننى أثق فى نقاء محمود طاهر وأثق أكثر فى قوته وقدرته على الصبر والاحتمال حتى ينجح بالفعل فى غلق إحدى كبرى آبار الفساد والعفن فى الجبلاية.. فمع محمود طاهر وهذه اللجنة الجديدة.. لن يبقى هناك مكان لعقود مشبوهة لملابس منتخبات مصر.. ولن تكون هناك اتفاقات سرية لمباريات المنتخب الودية، ولن يبقى هناك مكان لأى شخص داخل الاتحاد أو خارجه ليتقاسم مع اتحاد الكرة سرا أرباح وثمن هذه المباريات أو الدورات الودية.. ولن يعقد محمود طاهر هذه الاتفاقات إلا فى النور وأمام الجميع فى مقر الاتحاد بالجبلاية وليس فى مقاهى باريس أو لندن أو مكاتب خاصة فى مصر الجديدة أو المهندسين.. ومع محمود طاهر لن نفاجأ بعد اليوم بسفريات غير مفهومة لمنتخب مصر يلعب فيها ليربح بعضهم على حساب مصلحة الكرة المصرية.. ولن يبقى من حق أى عضو أو مدرب أو عابر سبيل الاتفاق على مباراة أو معسكر لمنتخب مصر.. حتى المباريات الرسمية لمنتخب مصر.. أعرف أن محمود طاهر سيبيعها بشكل واضح وظاهر وبمنتهى الشفافية دون ربطها بأى مصالح خاصة وشخصية سواء لمن يبيع أو من يشترى.. وكذلك عقود الرعاية السنوية لاتحاد الكرة الخاصة بكل أنشطة الاتحاد وبطولاته التى باتت تحتاج لكثير من التدقيق والفهم والتوضيح والمراجعة.. ومن أجل ذلك كله أصبحت أخشى أن يغدر بعضهم بمحمود طاهر ويحاول الإطاحة به خارج اتحاد الكرة.. ولا أتوقع أن يستسلم المنتفعون داخل هذا الاتحاد بسهولة لأى تغيير حقيقى يسعى للانضباط والوضوح والشفافية.. ولكننى أخشى أيضا من محمود طاهر.. أخاف أن ييأس ويتعب بسرعة.. تماما مثلما جرى فى ملف البث الفضائى الذى سبق أن تولاه وكاد يقترب من النجاح لكنه انسحب فى اللحظة الأخيرة ضيقا وقرفا من كثيرين داخل الجبلاية وخارجها نجحوا فى إفساد الأمر كله لأنهم لا يتمنون أبدا حسم أزمة البث التليفزيونى.. لأنهم لا يحبون اللعب طالما كانت القواعد واضحة وظاهرة وطالما بقيت الأضواء ساطعة وكاشفة.. وأظنكم، الآن، عرفتم كل هؤلاء الذين سيعلنون الحرب من اليوم على رجل اسمه محمود طاهر. [email protected]