أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف فتوى شرعية، أمس، بعدم جواز طلب الزوجة الطلاق أو قيام الزوج بتطليق زوجته بسبب إصابة أحدهما بفيروس «AH1N1»، المعروف باسم أنفلونزا الخنازير. قال الشيخ مرزوق الشحات، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، رداً على سؤال حول قيام أحد المواطنين بتطليق زوجته بسبب إصابتها بفيروس أنفلونزا الخنازير، إن «أنفلونزا الخنازير ليست مرضاً منفراً يستدعى طلب الزوجة الطلاق من زوجها أو قيام الزوج بتطليق زوجته». وأضاف الشحات: «الأمراض المنفرة فقط هى التى تستدعى الفسخ بين الزوجين كالبرص والجنون والجذام، لكن أنفلونزا الخنازير مجرد مرض ويمكن الشفاء منه، كما أنه لايؤدى حتما إلى الوفاة ولا يمكن القول إن البقاء مع المصاب قد يؤدى إلى فقدان الحياة». وتعليقاً على الفتوى الجديدة، اعتبر الدكتور عبدالمعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، رباط الزوجية «ميثاقاً غليظاً» كما سماه الله عز وجل فى القرآن الكريم، لذلك لا يجب بمجرد أن يصاب أحد الزوجين بمرض معد أن يسارع الآخر إلى طلب الطلاق بل عليه أن يصبر ويتوقى العدوى قدر الاستطاعة. وأضاف بيومى: «على الزوج والزوجة أن يصبرا إذا أصيب أحدهما ب(أنفلونزا الخنازير)، وأن يتعاونا على مواجهة المرض، ويبذل كل منهما ما يستطيع بكل ما تقتضيه الأمانة والوفاء والمعاشرة بالمعروف». وحول مدى جواز طلب أحد الزوجين تعويضاً مادياً حال انتقال العدوى إليه بأحد الامراض المستعصية، قال بيومى: «إذا كان أحد الزوجين تسبب فى إصابة الآخر بمرض ك(الإيدز) مثلاً وكان سيئ السلوك، فى (للطرف الآخر) أن يطلب تعويضاً مقابل الضرر استنادا إلى القاعدة الشرعية: لا ضرر ولا ضرار». وأكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أنها لا ترى إمكانية طلب الزوجة للطلاق أو قيام الزوج بتطليق زوجته بسبب «أنفلونزا الخنازير»، مضيفة: «لا أرى أن هذا المرض وصل إلى هذا الحد من الهوس بين الزوجين، لأنه يمكن للطرف الآخر أن يعتزل الطرف المصاب فترة إصابته بالمرض ويتوخى الحذر من العدوى حتى يتم الشفاء». وأشارت إلى أنها تشعر بوجود نية مبيتة من أحد الزوجين لطلب الطلاق، ووجد فى إصابة الطرف الآخر ب«أنفلونزا الخنازير» فرصة للتعلل بذلك وطلب الانفصال.