الأيام مرت سريعاً، ومضى عامان على رحيل رمز من رموز الصحافة المصرية، ممن استطاع أن يحشد العديد من القراء، باختلاف مناهجهم وميولهم السياسية، إنه الراحل الكبير «مجدى مهنا» رحمة الله عليه، ابن البلد الذى تحمل ملامحه شخصية المصرى الأصيل.. بالفعل رحل منذ عامين عن عالمنا، إلا أنه مازال يحضرنا من خلال مقالاته، ومن خلال آرائه التى أثرانا بها كثيراً، وبخاصة فى فترة تواجده ب«المصرى اليوم»، بداية من رئاسته تحريرها مروراً بمشاركته بعموده البارز «فى الممنوع».. لم يترك أحداً قصر فى أداء واجبه إلا وانقض عليه بشجاعة الأسود، وكتب وفضح أخطاءه مهما بلغت قوته، ومهما كانت صلته بالسلطة، رحمة الله عليه لم يكن يهاب أحداً فى الحق ولو كان أقرب أصدقائه، يشهد له كل ما خطت يداه بنزاهته وتميزه، تشهد له القاعدة الجماهيرية العريضة التى كانت تبدأ مطالعة «المصرى اليوم» بداية من الصفحة الأخيرة.. استطاع هذا الرجل أن يحظى بحب الجميع، فقد أحبه معارضوه قبل مؤيديه، أحبته أجيال بكاملها وتيارات سياسية شتى، فكان رحمة الله عليه نعم الرجل الذى أحب بلده وسعى لنبذ كل مقصر لمحاولة رده إلى صوابه.. لقد تعلمت من هذا الرجل ومازلت أتعلم منه، فبالرغم من رحيله عنا بجسده فإن مقالاته مازالت حية، وكلماته وهمساته التى بين السطور والتى كان من خلالها يرسل لنا تحليلات ومعانى لكل الموضوعات، ونقده اللاذع الذى لم يمس يوماً إنساناً بسوء - تعلمنا كيف نعارض، وكيف نهاجم منافسينا بكل احترام.. علمنا متى وكيف يمكن أن نشيد بمسؤول دون نفاق.. وكيف نسلك كل الآفاق. رحمة الله عليك يا فارس الكلمة الحرة النزيهة.. يا أحب من أنجبته الصحافة إلى قلبى.. يا مجدى مهنا. مصطفى جاد - إعلام القاهرة [email protected]