يستحق أولاد المعلم حسن شحاتة أعلى الأوسمة والنياشين، ليس فقط لفوزهم بكأس الأمم الأفريقية 2010 فى أنجولا وللمرة الثالثة على التوالى وإنما لأنهم أصبحوا مصدرا- يكاد يكون وحيدا- لسعادة الملايين من الشعب المصرى التى اندفعت بتلقائية إلى الشوارع فى مدن وقرى ونجوع وأزقة المحروسة تعبيرا عن فرحة هستيرية بفوز المنتخب القومى بالبطولة وبالفوز الأهم على المنتخب الجزائرى الشقيق فى مباراة «رد الاعتبار». فى اعتقادى أن أهم وسام ونيشان حصل عليه المعلم حسن شحاتة وأولاده هو وسام الفرحة والسعادة من الدرجة الأولى الممتازة من الشعب المصرى ويكفيهم ذلك ويغنى عن أى أوسمة أخرى مهما علا شأنها وزادت قيمتها، فمن يصنع السعادة ويرسم الفرحة ويدخل البهجة إلى قلوب ملايين الشعب، يستحق ما هو أكثر من وسام هنا أو نيشان هناك أو احتفال واستقبال. إن مظاهر الفرحة ومشهد الملايين فى الشوارع يستوجب التوقف لدراسة حالة الفرح الجنونى والكاسح التى انتابتنا جميعا بسبب أنجاز كروى يراه الناس هو الإنجاز الوحيد والحقيقى والصادق الذى يتحقق كل عامين، فلم يعد هناك أى إنجاز آخر يلمسه الناس بل كل ما حولهم يصيب بفقدان الثقة والاكتئاب والإحباط. اختزل الناس الفرحة الوحيدة فى حياتهم فى فوز الفريق القومى بقيادة مدير فنى رائع اسمه حسن شحاتة، استطاع بالعزيمة والإرادة والإخلاص قيادة فريق عمل متناسق ومتناغم ومتحاب لفعل إنجاز ما لوطنهم. فى المقابل، هناك مدير فنى فاشل فى قيادة فريق حكومى يدير دولة، وتخصص فى صناعة النكد والهم بقرارات عشوائية وسياسات متخبطة. لماذا ينجح حسن شحاتة ويفشل أحمد نظيف؟ ألا تستحق ظاهرة «المعلم» وحكومته الكروية التوقف عندها ودراستها من علماء النفس والاجتماع والسياسة؟ ألا يستحق حسن شحاتة بإنجازاته أن يكون رئيسا للحكومة؟ فمن يسعد الناس من الأولى أن يكون رئيسا للحكومة، لأن الحكومات فى الأصل من بين وظائفها الأساسية سعادة الناس بشتى الطرق، وإذا فشلت فعليها أن تتخلى عن مقاعدها، ولا تزيد من الأحزان والهموم والاكتئاب واليأس. فالمعلم وفرقته الوطنية للفنون الكروية المصرية هم أنسب الأشخاص لتولى مقاليد الحكم فى البلاد. أكد شحاتة وفرقته أن الحياة بإحساس الهزيمة والانسحاق هى من صفات الجبناء والمهزومين وأنصاف الرجال، وأن إرادة الانتصار وعزيمة الرجال المخلصين والشرفاء والمؤمنين بقدر هذا الوطن وقيمته يمكن أن يصنع المعجزات ويحقق الأهداف، ليس فقط فى ميدان الرياضة بل فى جميع الميادين الأخرى، بشرط التخطيط العلمى وتوافر إرادة النجاح والبيئة الصالحة والتصميم على بلوغ الهدف مهما بدا صعبا أو مستحيلا، ومهما كانت موازين القوى من حولنا. مصر الكروية حققت معانى الوحدة الوطنية والإنجاز والفرحة والسعادة ومازلنا فى انتظار مصر السياسية والاقتصادية.