بالرغم من تقدم الزمالك بهدف في الشوط الأول في مباراة القمة الأفريقية التي جمعته بالأهلي في آخر مواجهات دور المجموعات، إلا أنه لم يستغل هذا مع غياب العديد من نجوم الأهلي الأساسيين، ونجح الأخير في استعادة تركيزه وخطورته في الشوط الثاني، وسجل نجمه المخضرم محمد بركات هدف التعادل، الذي منح الأهلي قمة المجموعة، بعد هدية تشيلسي الغاني الذي هزم مازيمبي الكونغولي في المباراة الأخرى بذات المجموعة. وغادر الزمالك البطولة متذيلًا ترتيب تلك المجموعة برصيد نقطتين، بينما تأهل الأهلي متصدرًا إياها ليواجه ثاني المجموعة الأولى، صن شاين النيجيري، في الدور قبل النهائي، الذي سيشهد مواجهة أخرى نارية بين الترجي التونسي، أول المجموعة الأولى، مع مازيمبي، ثاني المجموعة الثانية. كان الشوط الأول من مباراة القمة مملًا إلى أبعد الحدود، وبدا وكأن كلا الفريقين لا يرغب في إثارة خصمه، حتى سجل الزمالك هدفًا من مهارة فردية للاعبه الشاب محمد إبراهيم، وتغير الوضع تمامًا في الشوط الثاني بعد دخول نجم الأهلي الكبير محمد بركات، حيث تبادل الفريقان الهجمات المؤثرة وأضاع كل منهما عدة فرص كانت كفيلة بزيادة رصيد الأهداف خلال هذا الشوط. وتبرز الأرقام والإحصائيات أهم ملامح المباراة.. سدد لاعبو الزمالك الكرة 11 مرة على مرمى الأهلي، مقابل 9 تسديدات للأخير على المرمى الأبيض، والملاحظ أن إجمالى تسديدات الفريقين الدقيقة على المرميين في الشوط الثاني كان ضعف ما سدداه في الأول، وكان الأهلي قد سدد 6 كرات بين القائمين والعارضة مقابل 5 للزمالك، وإن كان هناك الكثير منها للفريقين ضعيفة وغير مؤثرة. صنع الفريقان 12 فرصة تهديفية حقيقية، كان نصيب كل منهما 6 فرص، بالتساوي، وبعيدًا عن الهدفين، أضاع فريق الزمالك 3 فرص خطيرة جدًا، تصدى لها كلها إكرامي بنجاح، مقابل فرصتين خطيرتين أخريين للأهلي تعامل عبد الواحد مع إحداها بمهارة وأبعد الدفاع الأخرى. استحوذ الأهلي على الكرة بنسبة 54% مقابل 46% للزمالك، على مدار الشوطين، وإن تحسن الأمر أكثر في الثاني، ورغم هذا كانت خطورة الزمالك قائمة لاستغلاله تناقل الكرة السريع القليل للوصول إلى مرمى الأهلي، بينما حافظ الأهلي كثيرًا على الكرة لتهدئة المباراة في بعض الفترات، أو التركيز في بناء هجماته. شن الزمالك 38 هجمة على مناطق الأهلي الدفاعية، مقابل 31 للأخير، وبلغت نسبة نجاح الزمالك 34%، حيث اكتملت له 13 هجمة فقط، في حين اكتمل للأهلي 15 هجمة بنسبة نجاح 48%، وكانت الجبهة اليسرى للأهلي هي الأكثر حيوية وتفوقًا في المباراة، حيث شن عبرها 11 هجمة اكتمل منها 8، بينما لم تتفوق جبهة هجومية للزمالك على الأخرى بشكل ملفت، عدا تفوق نسبي للهجوم من العمق، حيث أجهض دفاع الأهلي هجمات عديدة للزمالك عبر الشوطين. مرر لاعبو الأهلي الكرة 315 كرة بشكل صحيح، مقابل 45 تمريرة خاطئة، بنسبة دقة في التمرير بلغت 87.5%، وعلى الجانب الآخر، مرر لاعبو الزمالك 256 تمريرة صحيحة مقابل 60 تمريرة خاطئة، بنسبة دقة في التمرير بلغت 81% فقط. احتسب للأهلي 5 ركنيات مقابل واحدة للزمالك، واستغل الأهلي إحداها ليحرز منها هدف التعادل بتكتيك جيد جدًا ما بين عبد الله السعيد وبركات، وارتكب لاعبو الفريقين العديد من الاخطاء «بلغ الإجمالى 41 خطأ»، كان نصيب الأهلي منها 23، وتجاوز الحكم التونسى عن إنذار لاعبين من كلا الفريقين، كما وقع مهاجمو الفريقين في التسلل 6 مرات «3 على كل فريق». سدد كل من محمود فتح الله وموندومو مرتين على مرمى الأهلي، تسديدة واحدة من كل لاعب كادت تسكن الشباك لولا براعة إكرامي، وعلى الجانب الآخر، كان محمد بركات ومحمد ناجي «جدو» هما أكثر من سددا على مرمى الزمالك «تسديدتان لكل لاعب»، وسكنت كرة بركات الثانية الصاروخية شباك عبد الواحد السيد، وكان اللاعب قد سدد مرتين في لعبة واحدة. عبد الله السعيد، نجم الأهلي، كان أفضل صانعي الفرص التهديفية بين لاعبي الفريقين، وصنع لفريقه 4 فرص، وفي المقابل، صنع محمد إبراهيم فرصتين تهديفيتين لصالح فريقه، وهو الأغزر بين لاعبي الزمالك. ارتكب لاعبا الأهلي تريزيجيه وسيد معوض عشرة أخطاء ضد منافسيهما، خمسة على كل لاعب، وهما الأكثر عنفًا في المباراة، بينما ارتكب كل من إسلام عوض وأحمد حسن أربعة أخطاء، وهما الأعنف بين لاعبي فريقهما. رامي ربيعة، مدافع الأهلي، ومحمود فتح الله، مدافع الزمالك، كانا الأكثر استخلاصًا للكرة بحكم مركزيهما، حيث استخلص الأول 22 كرة والثانى 19 كرة، كما ظهر سيد معوض، لاعب الأهلي، بشكل جيد جدًا في هذا الأمر، واستخلص 16 كرة ليغلق جبهته اليسرى كثيرًا أمام هجوم الزمالك، كما برز موندومو لاعب الزمالك بشكل جيد هو الآخر دفاعيًا في وسط الملعب واستخلص 13 كرة. مهاجم الأهلي، جدو، كان الأكثر فقدًا للكرة بالتساوي مع لاعبي الزمالك، أحمد حسن ومحمد إبراهيم، وفقد كل منهم 6 كرات بشكل مجاني، كما فقد تريزيجيه، لاعب الأهلي الشاب، الكرة 5 مرات. بركات البديل المتألق كان الأفضل في دقة التمرير بين كل اللاعبين، وبلغت دقته 92%، تلاه زميله سيد معوض بنسبة 91%، في حين برز من الزمالك أحمد سمير وإبراهيم صلاح بنسبة دقة 90%، بينما كان الأقل دقة في التمرير هو أحمد شكري، لاعب الأهلي، بنسبة 73%، وجاء أحمد حسن تاليًا له بنسبة 76%.