لم يعد كوفى كودجا.. مجرد حكم من بنين أدار مباراة مصر والجزائر فى قبل نهائى أمم أفريقيا.. ولكنه أصبح عنوانا للمرحلة المقبلة سواء فى علاقتنا الكروية والإعلامية مع الجزائر.. أو حتى فى أسلوب إدارة مؤسسة الكرة المصرية فى عموم شؤونها وأحوالها.. فهذا المفتش البحرى الذى لم يتم بعد الثالثة والأربعين من عمره.. أصبح فى رأى الجزائريين هو المسؤول الأول والسبب الرئيسى فى خسارتهم المهينة والجارحة.. الصحافة الجزائرية اتهمته صراحة بالرشوة وأن المصريين الفقراء أعطوا المال لكودجا ليعاونهم فى الفوز على الخضر.. وأكد روراوة، رئيس اتحاد الكرة الجزائرى، أنه سينتقم من كودجا.. سيجعل الكاف والفيفا يوقعان عليه عقوبات قاسية وسيتم حرمانه من التحكيم فى نهائيات كأس العالم.. بل وأكد روراوة أن مباراة مصر والجزائر قد تكون آخر علاقة كوفى كودجا بالتحكيم وملاعب الكرة.. وأنا بالطبع لا أملك حق مناقشة زملائى الإعلاميين الجزائريين فيما يقولونه ويزعمونه.. ولا أستطيع إرغامهم على قراءة وسماع كل التعليقات العالمية وشهادات المحللين الكبار سواء كانوا عرباً على شاشة الجزيرة أو أوروبيين على مختلف شاشاتهم.. والتى أثبتت أن كوفى كودجا لم يخطئ بل وكان متساهلاً بعض الشىء مع الجزائريين ولم يحاسبهم على كل أخطائهم وخطاياهم.. وليس فى قدرتى أن أجبرهم على الالتفات للرأى العام الكروى العالمى الذى أدان السلوك الجزائرى العنيف غير المتحضر واللاأخلاقى فى الملعب إلى الحد الذى دفع بالصحافة العالمية للتساؤل عمن سيسمح لهؤلاء اللاعبين بالمشاركة فى المونديال المقبل! وقد يغضب منى مصريون كثيرون لو قلت إننى ألتمس للإعلام الجزائرى ولمسؤولى الكرة هناك بعض العذر.. فلم يعد هناك ما يمكن أو يجوز تقديمه لجمهور جزائرى مصدوم وحزين وغاضب إلا هذه الاتهامات لكوفى كودجا.. والحديث عن فساد كودجا والمصريين الذين رشوه وعن تأثير وجود مقر الكاف فى القاهرة.. كان هو الحديث الوحيد المطلوب والضرورى لصرف نظر جمهور الجزائر وانتباهه عن الأخطاء الفنية والعجز الفاضح والفادح سواء للاعبى الجزائر أو لمدربهم رابح سعدان.. صحيح أننى لا أفهم هذه الاتهامات الجزائرية ولا أقبلها، ولا أعرف أين كان تأثير مقر الكاف فى القاهرة ولا أين كانت أموال المصريين الفقراء ولماذا لم يتم استخدام ذلك للوصول بمصر لنهائيات المونديال؟!.. إلا أننى مهتم الآن أكثر بموقف الاتحاد المصرى لكرة القدم.. الذى أصبحت أخشى من أنه لم يتعلم أى شىء من كل الأزمات السابقة.. نعم أحترم جدا فرحة زاهر وأبوريدة وباقى الأعضاء بهذا الانتصار المصرى الرائع.. ولكن دون أن تنسيهم هذه الفرحة كل واجباتهم ومسؤوليتهم.. ومن الضرورى، الآن، أن يجمع اتحاد الكرة كل الاتهامات الرسمية والإعلامية الجزائرية لكوفى كودجا.. وللكاف والفيفا.. مع تسجيلات لكل شهادات الخبراء والمحللين على الشاشات وفى الصحافة العالمية.. وإعداد ملف حقيقى هذه المرة والمبادرة بتقديمه للكاف والفيفا باعتبار أنها إهانة رسمية تلحق بالهيئتين الكبيرتين.. وانتصارنا، اليوم، وفوزنا بالكأس الأفريقية لا ينبغى أن ينسينا هذا الأمر.. ليس بقصد الدفاع عن كودجا.. فالرجل لم يجاملنا ولسنا مطالبين برد الجميل.. وإنما دفاعا عن هيبتنا وحتى لا يصبح الحكم الذى ينصفنا مستقبلا هو ضحية عجزنا وارتباكنا.. وحتى نعرف هل فعلا الكاف مؤسسة فاسدة كما أكد ذلك روراوة وكل مسؤولى الجزائر! [email protected]