كشفت شرطة دبى تفاصيل اغتيال القيادى فى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» محمود المبحوح فى دبى، واستندت الشرطة فى كشفها عن التفاصيل إلى شريط مصور رصد تحركات العناصر المطلوبة ضمن هذه الواقعة. وأكد قائد شرطة دبى الفريق ضاحى خلفان، أمس الأول، أن 11 شخصاً يحملون جوازات سفر أوروبية، بينهم امرأة، ضالعون فى اغتيال المبحوح فى يناير الماضى فى الإمارة، وأوضح أن قائمة المتهمين تضم فرنسياً و3 أيرلنديين بينهم امرأة و6 بريطانيين وألمانى، يحملون جوازات سفر أوروبية سليمة. وأوضح خلفان أن الأشرطة المصورة، عن طريق تسجيلات كاميرا المراقبة الخاصة بالفندق، رصدت تحركات المتهمين داخل الفندق الذى وقعت فيه جريمة القتل، وكذلك جميع المواقع الأخرى التى تنقلوا فيها وضمت عدداً من الأماكن التى نزلوا عليها أو اجتمعوا فيها إمعاناً فى التضليل والتخفى خلال فترة تواجدهم فى دبى التى لم تتجاوز 24 ساعة. وأكد خلفان أن الجناة استخدموا جهازاً إلكترونياً لفتح باب غرفة المبحوح حيث تشير التحقيقات إلى أن الجناة قاموا باستخدام هذا الجهاز للدخول إلى الغرفة ومن ثم انتظار وصول القتيل لإتمام جريمتهم التى غادروا بعدها مباشرة الفندق وفقاً لما أظهرته صور كاميرات المراقبة. يأتى ذلك فيما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن ما كشفته شرطة دبى يعد دليلاً إضافياً على وقوف الموساد الإسرائيلى خلف الحادث. وقال القيادى فى حماس مشير المصرى إن ما تم كشفه من شرطة دبى يحدد البوصلة بشكل مؤكد باتجاه الموساد الإسرائيلى باعتباره يتحمل المسؤولية الأولى عن اغتيال الشهيد المبحوح، وهو ما أعلنته حركة حماس منذ اللحظة الأولى. وشدد المصرى على اتهام حركته للموساد الإسرائيلى بالوقوف وراء جريمة الاغتيال رغم أن شرطة دبى لم تؤكد ذلك رسمياً، مشيراً إلى مكانة المبحوح والتصريحات الإسرائيلية التى أعربت عن الارتياح لاغتياله، بينما لم تصدر إسرائيل أى تعقيب رسمى على الحادث. وبدورها، رجحت الصحف الإسرائيلية ان يكون جهاز الاستخبارات الإسرائيلى (الموساد) دبر عملية الاغتيال. وعنونت صحيفة «هاآرتس»: «أسلوب الموساد»، إلا أنها تجنبت تحديد انتماء المجموعة لجهاز محدد، وكتبت الصحيفة أن «دقة الاستعدادات تذكّر بعمليات الموساد فى الماضى». من جهتها، تساءلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «هل ينتمون إلى الموساد؟»، مشيرة إلى أن صور جوازات سفر المشتبه بهم التى نشرتها سلطات دبى تظهر الشبه القائم بين منفذى العملية «وأى إسرائيلى عادى». كما تساءلت صحيفة «معاريف» بشىء من السخرية «هل تعرفتم عليهم؟». وأشارت وسائل الإعلام إلى الصعوبات الجديدة التى تواجهها الأجهزة السرية بسبب وجود كاميرات مراقبة قد تكشف عناصرها. يذكر أنه تم العثور على جثة المبحوح فى غرفته فى أحد فنادق دبى بتاريخ 20 يناير الماضى واتهمت حركة حماس جهاز الموساد الإسرائيلى باغتياله.