ربما يكون مشروع المخرج «مارتن سكورسيزي» لتحويل رواية Silence اليابانية للكاتب «شوساكو إندو» هو واحد من أكثر الأعمال التي أجّلت في تاريخ السينما، حيث تعود رغبة «سكورسيزي» في إخراجها لما يزيد عن العشرين عاماً، وهذا التأجيل المستمر أدى لدعوى قضائية قد تكلفه تعويضاً ضخماً. فقد قامت شركة «سيكشي جوري» السينمائية، التي اشترى منها «سكورسيزي» حقوق تحويل الرواية الكبيرة إلى فيلم سينمائي برفع دعوى، بعد علم مدير الشركة «فيتوريو سيكشي» أن الفيلم القادم للمخرج الأوسكاري سيكون The Wolf of Wall Street، بما يخالف العقد المبرم بينهم والذي يفترض أن يكون Silence هو فيلمه التالي. ويطارد «سكورسيزي» هذا العمل منذ عام 1989، حيث أراد أن يكون فيلمه التالي بعد The Last Temptation of Christ الذي تناول فيه معالجة سينمائية لرواية «نيكوس كازنتزاكس» الشهيرة التي تتناول تصوراً مختلفاً للمسيح، مما جعل Silence فيلماً مناسباً ليكمل به «سكورسيزي» «رؤية وأسئلة اتجاه الله والأديان» حسب تصريحاته قبل ثلاثة وعشرون عاماً. إلا أن المشاكل التي تلت عرض «الإغواء الأخير للمسيح»، بالإضافة إلى الصعوبات الإنتاجية والأدبية الخاصة بتحويل الرواية التي تتناول قصة مبشر يرتد عن المسيحية في اليابان خلال القرن السابع عشر، جعلته يبتعد عن المشروع لفترة طويلة قبل أن يؤكد عام 2006 وبعد فوزه بالأوسكار عن فيلم The Departed أن الوقت صار مناسباً لإنتاج هذا العمل، وأنه أهدأ روحاً بما يناسب فيلم Silence. ومنذ ذلك الحين فإن مشروع «صمت» محتمل كفيلم قادم لسكورسيزي في كل عام، قبل أن ينشغل بفيلمٍ جديد، وهو ما دفع شركة «سيكشي جوري» تلك الدعوى لإخلاله في التعاقد. يذكر أن الفيلم مرشح لبطولته منذ سنوات «دانيال داي لويس» و«بينيسيو ديل تورو».