■ لو أن هناك جائزة فى الصبر وضبط النفس وتحمل المسؤولية لفاز بها حسن حمدى رئيس النادى الأهلى ورئيس بعثته إلى الجزائر، ولو أن هناك جائزة فى الاحترام والنسيان والنظر للأمام لأعطيتها للجماهير المصرية، ولو أن هناك جائزة للإعلام الذى يتفاعل مع مصلحة وطنه ويعترف أحياناً بتقصيره لقدمتها للإعلام المصرى، وبصراحة شديدة جداً أعبر عن حزنى وحزن كل المصريين لما حدث فى الجزائر الشقيق لبعثة النادى الأهلى من اعتداءات متكررة بدأت قبل المباراة وابتلعها حسن حمدى ورجاله، لأنهم مسؤولون، ثم استمرت فى المباراة والتى شهدت خروجا صارخاً عن العدالة من حكم ضعيف لا يصلح أن يكون حكماً فى دورة رمضانية لكرة القدم، ومع ذلك رأى الاتحاد الأفريقى المبجل ترك كل الحكام الكبار، ووضع هذا «الكوكو» ضعيف الشخصية والمستوى حكماً للقاء فى غاية الحساسية، فأفسده ببراعة يحسد عليها، وهو ما يجعلنا نطالب مستقبلاً بأن يوفر لنا الاتحاد الأفريقى الأمان فى مثل هذه المباريات، بل نطالب بحكام على مستوى عال، وبالمناسبة فإن بعض الإخوة فى شمال أفريقيا يفعلون ذلك علانية وأحياناً سراً ودائماً ما يستجاب لطلباتهم، أما نحن فلا أعرف سر هذا الضعف الشديد لنا داخل الاتحاد الأفريقى رغم أنه يوجد لدينا هانى أبوريدة عضو المكتب التنفيذى ومصطفى فهمى سكرتير هذا الاتحاد ولكن يبدو أن هناك من هو أقوى منهم بكثير داخل هذا الاتحاد فيفعل ما يريد دون أدنى مضايقة من أحد. أعود لأحداث الجزائر الأخيرة التى وقعت للنادى الأهلى واسمحوا لى أن أعقد مقارنة بينها وبين ما حدث لبعثة الجزائر فى مصر يوم 8 نوفمبر 2009، وسأترك لكم الإجابة، فقد تعدى بعض الصبية المراهقين على حافلة الفريق الجزائرى، مما أصاب أحد اللاعبين وحطم زجاج الأتوبيس، ويومها قامت الدنيا ولم تقعد أمام هذا التصرف الذى نرفضه جميعاً بلا استثناء، فلا أحد فى العالم يوافق أو يقر بالاعتداء على فريق أو ضيف أتى إلينا تحت أى مسمى، ويومها انقسم الإعلام المصرى ما بين مندد لهذا الحادث وما بين مشكك، ولكن فى النهاية حصل الجزائريون على حقهم كاملاً بشتى الطرق، ورغم أن لقاء العودة فى السودان شهد تجاوزات صارخة من الجماهير الجزائرية، شملت تحطيم الأوتوبيسات والتعدى على بعض الجماهير المصرية، إلا أن صوت العقل ساد فى النهاية، ورفضت مصر الرسمية أن تواصل فتح هذا الملف، بل رسمياً قررت إغلاقه حفاظاً على العلاقة الأبدية مع الشعب الجزائرى الشقيق، وللأمانة فقد تحرك الجميع كباراً وصغاراً فى محاولة لوضع حد لهذه الأزمة المتفجرة، وامتازت اللغة الإعلامية المصرية بالتعقل الشديد، حرصاً على تفعيل المصالحة وإعادة الأمور إلى نصابها وتفاءلنا جميعاً خيراً، ثم زاد هذا التفاؤل عندما حل فريق شبيبة القبائل ضيفاً على مصر كلها فى مباراته أمام الإسماعيلى، فأستقبل كأحسن ما يكون فى القاهرة، ومن بعده فى الإسماعيلية، بل إنه فاز باللقاء هناك وسط جماهير الإسماعيلية المتحمسة والتى صفقت لهم وخرجوا من المدينة أعزاء كما دخلوها، وعادوا إلى بلادهم، وأشادوا بشدة بما وجدوه فى مصر من حفاوة واحترام على كل المستويات ووعدوا برد الاستقبال بأفضل ما يكون فى الجزائر، وجاءت مباراة الجزائر وسافر الأهلى إلى هناك واستقبل رسمياً بالورود والابتسامات، وخرجت التصريحات الوردية وصمم حسن حمدى أن يرأس بعثة الأهلى احتراماً وتقديراً للجزائر، وأيضاً لحرصه الشديد على عدم الدخول فى صدامات أو أزمات، ولكن وبكل أسف وبعد الاستقبال الحافل بالورود، ظهر استقبال الطوب فتحطم أوتوبيس النادى الأهلى، وأصيب اللاعب أسامة حسنى، ولم يستطع أن يشارك فى المباراة، وذلك على عكس خالد لاموشيه اللاعب الجزائرى، والذى شارك فى مباراة مصر والجزائر رغم إصابته كما قالوا جراء تحطيم حافلة الجزائر!! إذن تعادلنا قبل المباراة بنتيجة أوتوبيس لأوتوبيس ولاعب أمام لاعب، ولكن للأمانة كان هناك فارق واضح، وهو اعتذار المسؤولين فى الجزائر عما حدث مباشرة، وهو ما دعا حسن حمدى لقبول الاعتذار وعدم تصعيد الأمور، ولكن يبدو أن حادث الأتوبيس لم يعجب البعض من المتهورين هناك، فامتد الشغب إلى ملعب المباراة، وذلك عقب إحراز محمد شوقى هدف احتسبه الحكم تسللاً، وبصرف النظر عن صحته من عدمه إلا أن ما حدث فى الملعب لم يصدقه أحد، فقد تعرض أكثر من لاعب بالأهلى إلى الاعتداء المباشر داخل الملعب، وذلك عن طريق من يسمونهم رجال أمن الاستاد فى مشهد سخيف، لم يكن ليليق أبداً برجال مهمتهم هى حفظ النظام داخل الملعب، ثم كانت الطامة الأكبر عندما تم تحطيم أوتوبيس الأهلى مرة أخرى عقب اللقاء، رغم أن الفريق ظل محجوزاً لساعات طويلة داخل الملعب، ورغم أن السلطات الجزائرية حشدت أكثر من خمسة آلاف شرطى لتأمين المباراة، ولكن ذلك كله لم يمنع القلة الطائشة من الاعتداء على الفريق مرة أخرى، تحطيم واجهات الأوتوبيس من جديد بصورة وحشية، وكالعادة خرجت البيانات والتصريحات التى تندد بهذا العمل الجبان، ومن أنه تم القبض على المراهق الذى فعل ذلك، والسؤال الآن ما المطلوب من جماهير مصر فى الفترة المقبلة؟ ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد على قلة أيضا منحرفة يتزعمهم أيضا صبى منحرف ألقى بعض الحجارة على أتوبيس الفريق الجزائرى فأصاب لاعباً وأعترفنا بعد ذلك بالخطأ، والسؤال أيضا الآن، ما المقصود بذلك هل إعادة الأمور إلى نقطة الصفر؟ وهل مطلوب من الجماهير المصرية أن تنتصر فى القاهرة لفريقها خارج الملعب، خصوصا أن البعض من المتهورين كتب على المواقع والمنتديات أن النتيجة أصبحت 3/1 للجزائر بعد تكرار الاعتداءات.هناك قبل وأثناء وبعد المباراة، والسؤال الآن من المستفيد من هذا اللهيب المستمر فى العلاقات الرياضية بين مصر والجزائر؟ ولماذا لا تستجيب الجماهير هناك لكل المبادرات الطيبة التى قدمتها الجماهير المصرية بدءاً من بطولة أفريقيا لكرة اليد، ثم الاستقبال الرائع لفريق شبيبة القبائل، ثم الاحترام الإعلامى الفائق لكل ما هو جزائرى فهل من المقبول أن يتم الرد على كل ما حدث من مصر ومسؤوليها وجماهيرها بهذا الشكل وهذه المشاهد اللامقبولة؟! هل تنتظرون مثلا أن تهتف جماهير الأهلى لفريق الشبيبة فى مصر وهو قادم إلينا بعد أيام، هل تنتظرون من الجماهير أن تقف وتنادى على كل لاعب وتغنى له باسمه. بالتأكيد لا هذا ولاذاك.. سيحدث لأن جماهيرنا على وعى كامل وتعرف تماما أن ما ننتظره منها هو فقط تشجيع الأهلى ومساندته للفوز بهذا اللقاء، والعودة للمنافسة من جديد على صدارة المجموعة، وجماهير الأهلى تعلن أن المطلوب منها أن يكون استاد القاهرة، هو استاد الرعب لأى فريق منافس من خلال تواجد 80 ألف متفرج لفريقهم فقط يشجعون يغنون فريقهم فقط.. ويهتفون للاعبيهم فقط.. يشدون من أزرهم ويقفون خلفهم حتى يحققوا النصر مثلما حدث من قبل فى مواجهات مصيرية وفازت مصر بفضل المساندة الجماهيرية الرائعة هذا هو ما ننتظره من جماهير مصر فقط لا غير، وهذا ما نؤكده للإخوة فى الجزائر من أننا سنظل على احترامنا لنفسنا، وأننا لن نلتفت للصغائر مهما حدث، وأننا سنصدق أنهم صبية صغار مراهقون أرادوا إفساد العلاقات بشرط أن يصدقواهم أيضا ما نقوله عن نفس الصبية الصغار المتهورين!! قصة صغيرة أتمنى ألا تكبر عن ذلك وهو قصة المجلس القومى للرياضة مع اتحاد الجمباز، فالجهة الإدارية دعت إلى عقد جمعية عمومية للنظر فى سحب الثقة من اتحاد الجمباز وحسب اللوائح فإنه يتطلب موافقة ثلثى أعضاء الجمعية العمومية، حتى يتم سحب الثقة من الاتحاد ولمن لا يعلم فإن عدد أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الجمباز 10 أندية فقط لاغير، وافقت خمسة منها على سحب الثقة ورفض أربعة، وبالتالى أصبح استمرار اتحاد الجمباز قانونيا، ورغم ذلك لم يقتنع بعض أصحاب القرار داخل المجلس القومى للرياضة بما حدث وقرروا الاستمرار فى هذه المواجهة غير المتكافئة على الإطلاق بين طرفين أحدهما مثل مدير المدرسة يأمر وينهى، وهو صاحب القرار فى النهاية والآخر تلميذ فى الصف الأول الابتدائى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يضع رأسه برأس مدير المدرسة، ولكن يبدو أن هناك بعض المدرسين داخل المدرسة يوغرون صدر المدير ضد هذا الطالب بالصف الأول الابتدائى ويقنعونه بأنه قادر على تسوية الهوايل داخل المدرسة، وكلما اقتنع مدير المدرسة بأن ما يحدث لعب عيال ولا داعى للعب معهم يتدخل المدرسون لإقحام المدير فى هذه اللعبة الصغيرة جدا عليه. من هنا أطالب المجلس القومى للرياضة، وقياداته بأن يبتعدوا تماما عن الاستمرار فى هذه اللعبة، لأنها أصغر منهم بكثير، خصوصا ونحن قادمون على تحد كنت أتصور أنه سيكون الأهم لدى الجميع فى مصر فى المرحلة المقبلة وهو أوليمبياد لندن والتى لم يعد متبقيا عليها إلا شهور معدودة ولم نسمع حتى الآن عن آمال وطموحات الاتحادات فى إحراز ميداليات فى هذا المحفل العالمى الكبير الذى يعد المسرح الأكبر لعرض الروايات الرياضية ليستمتع بها العالم أجمع ولن ننسى جميعاً حجم السعادة التى دخلت قلوب كل المصريين بعد الفوز بكل أنواع الميداليات فى أثينا 2004 ثم الحزن الشديد فى أوليمبياد بكين بعد الحصول على ميدالية وحيدة فى المصارعة، هناك لذلك أدعو الجميع إلى الترفع عن هذه المشاكل الصغيرة والتافهة، خصوصا اللجنة الأوليمبية، فلديها عمل شاق ومض فى المرحلة المقبلة واتركوا الاتحادات وشأنها، فالانتخابات قادمة ولينجح من ينجح ويخسر من يخسر، ولكن المهم ألا نخسر أنفسنا واحترام الأخرين لنا.