تعزيزات إسرائيلية واستنفار لبنانى قرب الحدود بعد اشتباكات «العديسة»

فى الوقت الذى ساد فيه الهدوء بين الجيش اللبنانى والجيش الإسرائيلى أمس، فى منطقة العديسة جنوب لبنان بعد الاشتباكات الدامية التى وقعت أمس الأول، والتى أسفرت عن مقتل 3 لبنانيين بينهم جنديان، وقائد كتيبة إسرائيلى،
نشر الجيش الإسرائيلى تعزيزات ضخمة فى القطاع الحدودى مع لبنان قرب موقع الاشتباكات الدامية مما ينذر بوقوع مواجهات جديدة قد تشعل فتيل حرب جديدة فى المنطقة، على الرغم من تأكيدات وزير الدفاع إيهود باراك أن إسرائيل لا تريد تصعيدا مع بيروت وقامت القوات الإسرائيلية باقتلاع الشجرة سبب الاشتباكات، كما أعلن الجيش اللبنانى الاستنفار بين وحداته لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، بينما توالت ردود الأفعال التى نددت بالاعتداءات الإسرائيلية على القوات اللبنانية فى المنطقة.
ونشر الجيش الإسرائيلى تعزيزات ضخمة فى المنطقة الحدودية مع لبنان، وقالت الإذاعة الاسرائيلية إن وحدات مجهزة بآليات مدرعة انتشرت قرب الموقع لتوفير الحماية للقوات والآليات التى قامت باقتلاع شجرة فى المنطقة الحدودية. وأضافت أن التعزيزات تحمل رسالة واضحة إلى لبنان. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى درعى لهيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» إن «الجيش الإسرائيلى سيحقق سيادة إسرائيل على أراضيها فى جميع المناطق الحدودية مع لبنان» وأضاف أن «لإسرائيل الحق فى القيام بما تشاء على حدودها».
وقال مصدر عسكرى إسرائيلى إن الجيش الإسرائيلى أزال الشجرة عند نقطة العديسة الحدودية بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) والجيش اللبنانى، بينما أكدت يونيفيل أن الشجرة موضع الخلاف تقع على الجانب الإسرائيلى من الحدود.
وبدوره، قال باراك إن قيادة الجيش اللبنانى لم تخطط لإطلاق النار باتجاه القوات الإسرائيلية محذرا الحكومة اللبنانية من مواصلة استفزازات الجيش اللبنانى فى الفترة الأخيرة تجاه قواته، وطالبها بالتحقيق فى الحادث، وأعرب باراك عن أمله فى «ألا يحدث تصعيد» بعد المواجهات.
وعقد مجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر اجتماعا لبحث تبعات الاشتباكات التى وصفت بالأخطر منذ حرب 2006، واعتبر قائد القطاع الشمالى فى إسرائيل الجنرال جادى إيزنكوت أن الجنود وقعوا فى «كمين» نصبه الجيش اللبنانى بينما اتهم الأخير دورية إسرائيلية بعبور الحدود ما اضطره إلى إطلاق النار عليها، بينما قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن ضابطا شيعيا هو الذى دبر حادث العديسة،
وأضافت أنها تعتقد أن قيادة الجيش اللبنانى كانت على علم بالمخطط وكانت تريد أن يقتصر إطلاق النار فى الهواء دون وقوع مواجهات. ونقلت الإذاعة عن تقرير سياسى قوله: «إن الجيش اللبنانى نصب الكمين لقوات الجيش الإسرائيلى مستغلا الطلب الذى وجهته قيادة يونيفيل بإرجاء عملية قطع الشجرة على الحدود لبضع ساعات»، مشيرا إلى أن الجيش اللبنانى وجه دعوات إلى صحفيين ومصورين لتغطية وقائع الحادث.
فى المقابل أعلن متحدث باسم الجيش اللبنانى أن القوات العسكرية اللبنانية سترد على أى تعد إسرائيلى وذلك بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء اللبنانى، ونفت مصادر أمنية لبنانية أن يكون تم إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل. وحذر المتحدث من أن الجيش سيواجه «أى تعد على لبنان» ب«رد الفعل ذاته». وأضاف أن «أى تعد ستكون عواقبه وخيمة».
وفى الوقت نفسه، انتشرت قوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» فى منطقة العديسة وتوجه نائب قائدها العام الجنرال سانتى بونفانتى إلى المنطقة فى مسعى لإعادة الوضع إلى ما كان عليه. وأعلن الناطق باسم «يونيفيل» نيراج سينج وقال إن الوضع هادئ بعد الاتصالات التى أجرتها القوات الدولية مع الجانبين، موضحا أن القوات الدولية تأكدت أن الأشجار التى يقطعها الجيش الإسرائيلى تقع جنوب الخط الأزرق على الجانب الإسرائيلى وقال: «كان للحكومة اللبنانية تحفظات فى هذا الموقع فيما يتعلق بحدود الخط الأزرق»، وتابع أن «الجانبين اللبنانى والإسرائيلى أكدا للأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أنه رغم تحفظاتهما، فإن تعريف الخط الأزرق مسؤولية الأمم المتحدة وحدها وأنهما سيحترمان الخط».
ورغم جهودها لتهدئة الوضع، انتقدت مصادر أمنية لبنانية قوات «يونيفيل» التى لم تقدم الدعم والإسعافات الأولية للمصابين مما ترك مهمة إجلائهم على عاتق جمعية أهلية، ولفتت إلى أن عدم دخول حزب الله فى المواجهة كان خطوة إيجابية ودليلا على أن لبنان يحترم موجبات القرار 1701 فى المنطقة العازلة.
وفى غضون ذلك، اتهم حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، إسرائيل باغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى عام 2005 وذلك «استنادا إلى معطيات» قال إنه سيكشف عنها يوم الاثنين المقبل فى مؤتمر صحفى، وتوعد بأن تقطع «المقاومة» اليد الإسرائيلية التى ستمتد إلى الجيش اللبنانى مجدداً.
وأكد نصرالله أن حزب الله طلب من كوادره وعناصره فى الجنوب خلال الاشتباكات «أن يضبطوا أنفسهم وألا يقوموا بعمل ما وأن ينتظروا الأوامر». وشيع اللبنانيون الجنديين والصحفى الذين قتلوا فى الاشتباكات، وسط حالة من الغضب الشعبى ضد الاعتداءات الإسرائيلية.