أكد شهود لبنانيون من الحدود مع اسرائيل ان جرافة اسرائيلية قامت امس بإزالة ثلاث شجرات داخل الاراضي اللبنانية قرب قرية العديسة جنوب لبنان التي شهدت اشتباكات دامية امس الاول بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي. ونشر الجيش الاسرائيلي امس تعزيزات ضخمة في القطاع الحدودي مع لبنان حيث انتشرت وحدات مجهزة بآليات مدرعة قرب الموقع لحماية القوات والآليات التي استخدمت لاقتلاع الشجرة التي تسببت في اندلاع المواجهات. وتوالت ردود الأفعال الدولية تجاه تلك المواجهات حيث دعت الأممالمتحدة كلا من اسرائيل ولبنان الي الالتزام بأقصي درجات ضبط النفس. وأكد المتحدث باسم الامين العام للأمم المتحدة انه تم ابلاغ مجلس الامن بأن اليونيفيل «القوات الدولية جنوب لبنان» ستجري تحقيقاً في الملابسات التي ادت الي تبادل اطلاق النار. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة الاشتباكات بأنها أكثر الحوادث خطورة بين الجيشين الاسرائيلي واللبناني منذ تبني مجلس الامن القرار «1701» في عام 2006 الخاص بوقف اطلاق النار كما طالب مجلس الامن الطرفين الاسرائيلي واللبناني بالتزام الهدوء. وفي بروكسل حثت مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون اسرائيل ولبنان علي اتخاذ خطوات للحيلولة دون تصعيد العنف أو التوترات وعبرت عن تأييدها لإجراء تحقيق.. واعربت واشنطن عن قلقها البالغ ازاء اعمال العنف التي اندلعت في منطقة الحدود الاسرائيلية اللبنانية وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي جيه كراولي عن تأييد الولاياتالمتحدة لإجراء تحقيق في الحادث. وعن ملابسات الحادث اكد متحدث باسم اليونيفيل امس ان الاشجار التي تسببت في الاشتباكات تقع علي الجانب الاسرائيلي من الحدود. كما قالت مصادر امنية اسرائيلية إن ما جري علي الحدود اللبنانية الاسرائيلية امس الاول تم تدبيره والتخطيط له مسبقا من الجانب اللبناني وحملت مصادر سياسية اسرائيلية حزب الله المسئولية عن الحادث. وذكرت صحيفة ها آرتس الاسرائيلية ان قائد اللواء التاسع في الجيش اللبناني الذي يقف افراده وراء الاشتباكات استبدل مؤخرا بضابط شيعي مقرب من حزب الله. في المقابل اتهم الجيش اللبناني دورية اسرائيلية بعبور الحدود مما اضطره الي اطلاق النار عليها في حين تؤكد اسرائيل ان جنودها لم يعبروا الحدود بل كانوا داخل الأراضي الاسرائيلية عند اطلاق النار. وعقدت الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة امس اجتماعا بحثت خلاله تبعات الاشتباكات. وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أن قواته سترد في المستقبل علي اي اعتداء مثل الاعتداء الذي وقع أمس الأول علي الحدود الشمالية. ومن جانبه، هدد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله امس الاول بأن الحزب لن يقف «صامتا» اذا «اعتدت» اسرائيل مرة اخري علي الجيش اللبناني. واتهم نصر الله اسرائيل باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005 استنادا الي معطيات قال إنه سيكشف عنها قريباً. في المقابل تساءلت مصادر من قوي 14 آذار قائلة لماذا لايقدم نصر الله ما لديه من وثائق الي المحكمة الدولية.