هل بات مستحيلا أن يبدأ بيننا أى حوار عن أى قضية تخص الأهلى والزمالك دون أن ينتهى الحوار بصراخ واتهامات وسخرية وشتائم متبادلة.. وهل جرى بالفعل تقسيمنا بشكل نهائى كما الأفلام الدينية القديمة إلى فريقين فقط.. مؤمنين وكفار.. فإن تحدث أحد عشاق الأهلى يصبح المؤمنون هم الفريق الأحمر.. وإن تحدث أحد عشاق الزمالك فالمؤمنون بالقطع هم الفريق الأبيض.. وليست هناك أى منطقة وسطى بين الفريقين.. لا حوار أو نقاشاً أو أموراً متفقاً عليها وأحاديث مختلفاً عليها.. أى فريق منهما هو الحق كله أو الباطل كله؟! فالأهلى أبداً لا يخطئ فى نظر عشاقه ولا الزمالك أيضاً.. وإذا كان المؤمنون القدامى - فى الحقيقة وليس على شاشة السينما - قد أمرهم الله على لسان رسوله، عليه الصلاة والسلام، بالجدال بالتى هى أحسن.. فإن الجدال اليوم بالسوء والطوب والقسوة والعنف.. ثم إنه لم يعد هناك من هو على استعداد لأن يسمعك أو يقرأك بميزان الفكر والمنطق ويوافقك أو يعارضك بعيدا عن التعصب والهوى.. فالتقسيم الطائفى بلغ قمة غبائه ومنتهاه.. هذا أهلاوى وبالتالى كل ما يقوله باطل وتافه فى رأى أهل الزمالك.. وهذا زملكاوى وبالتالى فهو كاذب ومخادع فى رأى الأهلوية.. وأنا الآن أحاول كسر دائرة الشيطان وأخاطب الفريقين معا وأقول للجميع إن اتحاد الكرة أخطأ فى قراره بشأن العقاب المناسب للاعب جدو.. أخطأ أولا فى تحديد يوم الأحد موعداً لإصدار الحكم والقرار ثم سمح لأعضائه بالظهور قبل يوم الحكم والحديث عن العقوبة المناسبة، فكانت سابقة كوميدية أن يظهر قاض على شاشة تليفزيون يناقش الحكم الذى سيعلنه نفس هذا القاضى غداً فى محكمة الجنايات.. ثم فاجأ اتحاد الكرة الجميع بإرسال خطاب للأهلى يوم السبت يطمئنه ويطالبه بعدم القلق بشأن مشاركة جدو فى مباراة الإسماعيلى التى ستعقب الحكم فى قضية اللاعب، مع أن اللاعب كان موقوفاً محلياً فقط فى فترة التحقيق ولو صدر القرار النهائى بإدانته وإيقافه، لم يكن سيلعب مع الأهلى أمام الإسماعيلى.. وبالتالى قرر الاتحاد طمأنة الأهلى قبل يوم كامل من صدور الحكم.. كما أن الاتحاد عاقب نبيل أبوزيد، وكيل اللاعب، بالإيقاف لمدة سنة وغرامة نصف مليون جنيه، لأنه حث جدو على التوقيع لناديين.. أى الاتحاد والزمالك.. ورغم ذلك لم تتم معاقبة اللاعب على نفس الجريمة.. وقد خلا حكم اتحاد الكرة تماماً من أى عقاب للاعب بشأن التوقيع لناديين إنما هى غرامة عليه، ينالها اتحاد الكرة وتعويض منه لنادى الزمالك.. مع أن الحضرى معاقب من أعلى جهات كروية وعالمية بالإيقاف أربعة أشهر وغرامة ضخمة لأنه وقع لناديين.. ثم إن اتحاد الكرة، الذى عاقب وكيل اللاعب بعد توقيع اللاعب للزمالك بعد الاتحاد، نسى أن يسأل كيف ومتى وقع جدو للزمالك وما هو الحكم المناسب لذلك.. وهل يستحق الزمالك عقاباً لأنه تفاوض مع لاعب متعاقد بالفعل مع ناد آخر.. فإن كان عقد جدو مع الاتحاد قد انتهى كما يؤكد مسؤولو الزمالك ذلك فلماذا إذن معاقبة الوكيل بشأن التوقيع لناديين فى وقت واحد.. ولماذا تم إهمال شكوى الاتحاد السكندرى ضد الزمالك.. وإلى متى ستستمر سياسة إمساك العصا من منتصفها ومحاولة إرضاء كل الأطراف والحكم بمنتهى الشدة على الضعيف ومنتهى اللين على القوى مع أن فاطمة بنت محمد لو سرقت لقطع محمد يدها؟ [email protected]