أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ستبدأ منتصف أغسطس الجارى، فى الوقت الذى واصلت فيه قوات الاحتلال تصعيدها العسكرى ضد قطاع غزة مع سقوط صاروخ جديد انطلق من القطاع وسقط جنوب إسرائيل. ونقلت تقارير إسرائيلية عن نتنياهو قوله فى اجتماع حزبه «ليكود»: إن استئناف المفاوضات سيبدأ فى 15 من أغسطس الجارى. وكانت لجنة المتابعة العربية للسلام وافقت الخميس الماضى خلال اجتماعها بالقاهرة بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس على الذهاب للمفاوضات المباشرة مع ترك موعد انطلاقتها للجانب الفلسطينى. من جانبه، أعلن صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية، أن السلطة الفلسطينية قدمت عرضاً مفصلاً لإنهاء الصراع مع إسرائيل وتسوية جميع المطالب الفلسطينية. ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن عريقات قوله: «قدمت للسيناتور جورج ميتشل المبعوث الأمريكى الخاص للشرق الأوسط، سلسلة من الوثائق الرسمية، كما قدمنا له الخرائط والأوراق التى تنص بوضوح على مواقفنا بشأن جميع قضايا الوضع النهائى كالحدود والقدس واللاجئين والمياه والأمن». مشيراً إلى أننا «لم نتلق بعد أى جواب من الجانب الإسرائيلى». ورداً على سؤال عما إذا كانت المواقف الفلسطينية مشابهة لتلك التى طرحت خلال محادثاته مع أولمرت قال عريقات: «إنها أكثر من ذلك، ولا أستطيع الخوض فى تفاصيل بشأن ما تم اقتراحه بالضبط، ولكن قدم أبومازن فى هذه الوثائق ما هو أكثر من الذى قدمه لأولمرت فى الماضى، فقد اتخذ أبومازن خطوات أكبر للوصول إلى السلام». وأشارت الصحيفة إلى أنه تم نشر وثيقة فى وقت سابق من هذا العام إلى دبلوماسيين أوروبيين، تقول إن السلطة الفلسطينية عرضت على أولمرت تبادلا من شأنه أن يسمح لإسرائيل بإضافة 1.9% من الضفة الغربية. وزعمت الوثيقة أيضاً أن السلطة الفلسطينية أعربت عن استعدادها لقبول الاقتراح الإسرائيلى للسماح بعودة 15 ألف لاجئ فلسطينى إلى البلاد كل عام على مدى 10 سنوات. كما ذكرت وسائل الإعلام الدولية فى وقت سابق من هذا العام أن السلطة الفلسطينية وافقت على تبادل الأراضى بما يعادل 2.3%، فى حين يذكر تقرير آخر أنها وافقت على تبادل 3.8%. وفيما اعتبر إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة فى غزة، استئناف المفاوضات المباشرة «غطاء لجرائم الاحتلال»، وصفت حنان عشراوى، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خطاب أوباما ل«أبومازن»، والذى هدده فيه بتضرر العلاقات الأمريكية - الفلسطينية إذا لم يبدأ المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، بأنه ابتزاز، وقالت: «الإدارة الأمريكية هددت بعزل الفلسطينيين إقليمياً ودولياً إذا رفضوا الانتقال للمفاوضات المباشرة». وفى إطار الضغط الأمريكى المتواصل على السلطة الفلسطينية، تقدمت النائبة الجمهورية المتشددة، إلينا روس ليثنين، التى تمثل ولاية فلوريدا فى مجلس النواب، بمقترح فى الكونجرس يقضى بطرد الممثلين الدبلوماسيين عن السلطة الفلسطينية خارج الولاياتالمتحدة. ووفق منظمة «جيه ستريت» الأمريكية، التى تمثل جماعة الضغط لليهود المعتدلين فى الولاياتالمتحدة، فإن النائبة الجمهورية التى تُعد أحد الأعضاء البارزين فى لجنة الشؤون الخارجية، تقوم حالياً بنشاط ملحوظ بهدف حمل زملائها فى مجلس النواب على التوقيع على خطاب ستقوم برفعه لوزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، يطالب باسم المجلس بطرد الدبلوماسيين الفلسطينيين. وتقول النائبة الأمريكية إن السلطة الفلسطينية سمحت بمقاطعة منتجات إسرائيلية وحرق أعلام إسرائيلية وهو ما اعتبرته النائبة تحريضاً ضد اليهود. ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى ضغطها الميدانى على قطاع غزة، وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية ، فجر أمس، غارتين على شرق خان يونس، ومنطقة الأنفاق فى رفح جنوب قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلى إن القصف «استهدف نفقاً يستخدم فى التهريب ومعسكراً لتدريب النشطاء فى قطاع غزة بعد إطلاق صاروخ جديد من القطاع على إسرائيل سقط فى صحراء النقب جنوبى إسرائيل». إلا أن وكالة الأنباء الفلسطينية قالت إن الطائرات «استهدفت، بصاروخ على الأقل، منطقة سكنية شرق خان يونس، ما أسفر عن إصابة فلسطينيين اثنين جراء تناثر شظايا الزجاج، فيما استهدفت الغارة الثانية أحد الأنفاق على الشريط الحدودى، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات». كان جيش الاحتلال شن غارة على غزة، أمس، أسفرت عن استشهاد أحد قادة حماس العسكريين.