حضور ضعيف للكاتبات والمخرجات فى دراما رمضان

شهد شهر رمضان منافسة ساخنة بين المؤلفين والمخرجين فى أكثر من 55 مسلسلا عرضت خلال الشهر، احتكر المبدعون من الرجال أكثر من 90% منها، فى الوقت الذى غاب فيه الجنس اللطيف من المبدعات، سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج، باستثناء تواجد المخرجة رباب حسين بمسلسل «قضية معالى الوزيرة» والمخرجة غادة سليم بمسلسل «سر علنى» والكاتبة ماجدة خيرالله بمسلسل «ورد وشوك» والكاتبة عزة شلبى بمسلسل «نابليون والمحروسة»، والمخرجة تغريد العصفورى ب«سيت كوم» «الباب فى الباب» والمخرجة أمل أسعد بمسلسل «بنات فى بنات» والمخرجة منال الصيفى بمسلسل «الهلالى سلالم»، بينما خرجت الكاتبة مريم نعوم والمخرجة كاملة أبوذكرى من المنافسة بعد عدم عرض مسلسل «ذات»، وكذلك المخرجة شيرين عادل بعد تأجيل مسلسل «مولد وصاحبه غايب».
استطلعت «المصرى اليوم» آراء عدد من المبدعات في الكتابة والإخرج وعن أسباب قلة أعداد النساء المبدعات في مجال الدراما التليفزيونية.
المخرجة رباب حسين قالت: «عدد المخرجات قليل، سواء من جيل الكبار أو الشباب، فليس موجوداً على الساحة سوى إنعام محمد على، وأمل أسعد، وشيرين عادل، وكاملة أبوذكرى وأنا، وهذا العدد القليل ليس له مبرر، والحقيقة أننى لم أنتبه لهذه الظاهرة من قبل، فحتى الكاتبات عددهن قليل، ربما لأن مهنة الكتابة أو الإخراج صعبة وتحتاج لامرأة مقاتلة، فنحن نقابل الكثير من المشاكل والمتاعب، لأننا نعمل فى مهنة ترفض وجود شريك وتحتاج إلى التفرغ».
وأكدت الكاتبة ماجدة خيرالله أن المبدعات عددهن قليل، سواء فى السينما أو التليفزيون، ونسبة المبدعات، سواء من الكاتبات أو المخرجات، تؤكد وجود مبدعة أمام كل 6 مبدعين رجال، موضحة أن هذا ليس فى مصر فقط ولكن فى جميع أنحاء العالم.
وقالت ماجدة: «كتابة السيناريو تتراوح بين 6 شهور وسنة، وتأخذ وقت الكاتب، وهذا من السهل أن يفعله الرجل، لأنه يتوافق مع طبيعته، أما المرأة فوراءها اهتمامات أخرى كثيرة مثل البيت والأولاد، فالرجل من الممكن أن يسافر أو يعزل نفسه أثناء الكتابة، لكن المرأة لديها مسؤوليات عديدة، كما أن الموضوع ليس مجرد كتابة أو إخراج، فالعملية أكبر من ذلك، لأن المبدع لا يكتب العمل ويتركه بل تكون هناك جلسات عمل مع ممثلين ومخرجين.وأضافت: التفاصيل الصغيرة للمهنة تحكمها الشكليات الموجودة فى المجتمع، فالكاتبة لا تستطيع أن تجلس مع المخرج فى أى وقت، وبالنسبة لى ليست لدى مشكلة، لأنه ليس لدى أولاد، أو كما يقولون أنا رئيس جمهورية نفسى، كما أن لدينا مشكلة فى التعامل مع شركات الإنتاج، ففى أغلب الأحيان أتعامل مع شركات حكومية، وهذا يقلل من فرص العمل، سواء فى الميزانية أو التعاقد مع النجوم».
وأشارت ماجدة إلى أن مشاكل الكاتبة أقل من مشاكل المخرجة، لأن المخرجة قد تقضى أكثر من 16 ساعة يوميا خارج بيتها.
وقالت المخرجة كاملة أبوذكرى: «بالفعل عدد المخرجات قليل لأن طبيعة عملنا صعبة، فالمرأة قبل أن تكون عاملة هى أم فى المقام الأول، كما أن عمل المخرجة ليست له مواعيد، فنحن لا نعمل فى الحكومة، فمن الممكن أن تخرج المخرجة من بيتها الساعة 6 صباحا ولا تعود إلا فى اليوم الثانى، لذلك أعتقد أن السيدات يفكرن كثيرا قبل الدخول فى هذه المهنة».
وأضافت: «المخرج هو الذى يتولى العمل من الألف إلى الياء، فالسيناريست مثلا له مرحلة والمونتير كذلك، لكن المخرج يتولى العمل قبل بداية التصوير حتى انتهاء المونتاج، ولا أعتقد أن قلة عدد المخرجات ترجع إلى عدم ثقة شركات الإنتاج فيهن، لأن ما يهم شركات الإنتاج أن ينجح العمل بصرف النظر عن كون المخرج رجلاً أو امرأة، فلا أعتقد أنه يوجد لدينا منتج يتحيز للرجال».
وقالت المخرجة شيرين عادل: «ليس هناك فرق بين الرجل والمرأة فى موضوع الإبداع، لكن أعتقد أن قلة العدد ترجع لصعوبة المهنة نفسها، خاصة أن المخرجة تدير فريق عمل كبيراً سواء وراء الكامير أو أمامها، ولا يقتصر عملها على الممثلين فقط، وبالنسبة لى ليس لدى مشكلة فى العمل، لأن شريك حياتى متفهم، لكننى لا أنكر أن تفرغى لعملى يستلزم فريق عمل يتواجد داخل المنزل. وأكدت الكاتبة مريم نعوم أنه ليس كل امرأة ظروفها تسمح بالعمل فى هذه المهنة الصعبة التى تحتاج إلى وقت طويل، لأنها ليست وظيفة حكومية، موضحة أن المبدعة قد تكون على ذمة العمل 24 ساعة يوميا. وقالت مريم: منذ بداية دخولى معهد السينما وعدد الكاتبات قليل، وكانت كل من تلتحق بالمعهد تتعرض لحرب شرسة حتى لا تدرس الفن، سواء من أهلها أو المحيطين بها، لأن المجتمع ينظر للفن وللفنانين نظرة دونية، فنحن لدينا ازدواجة غريبة، فمجتمعاتنا تعشق مشاهدة الأفلام والمسلسلات، لكن بمبدأ أن تكون المبدعة بعيدة عنا».