اغتيال الملك الأردنى عبدالله الأول فى القدس

الملك عبدالله الأول، هو مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية وهو مولود فى 1882 وهو ابن الشريف الحسين بن على. وكان بعد الثورة العربية الكبرى التى قادها والده ضد الأتراك، قد شارك فى الحرب ضد الفرنسيين فى سوريا والذين طردوا أخاه فيصل بعد معركة ميسلون ولكن عبدالله تم إيقافه من قبل البريطانيين فى منطقة شرق الأردن وعرض عليه وزير المستعمرات البريطانى آنذاك تشرشل قيام دولة فى الأردن تحت حكمه فوافق.
 وصل عبدالله إلى عمان عام 1921 وتلاشت الدويلات الثلاث التى وجدت نتيجة الفراغ السياسى فى المنطقة تحت حكمه. فأسس ما عرف بإمارة الشرق العربى التى تحولت فيما بعد إلى إمارة شرق الأردن. بدأ عبدالله ببناء الأردن فجرت انتخابات تشريعية عام 1927 بعد صدور القانون الأساسى وبدأت مرحلة التعليم ففتح المدارس التى كانت شبه منعدمة فى الحقبة العثمانية واهتم بالصحة والتجارة والزراعة.
 وبعد نيل الاستقلال عام 1946 قام بتحويل إمارته إلى مملكة فكانت (المملكة الأردنية الهاشمية) وحاول حل المشكلة الفلسطينية - اليهودية سلميا بإقناع العرب بقبول قرار التقسيم لكن ذلك لم يحدث فدخل الحرب عام 1948 واستطاع جيشه المكون من ستة آلاف رجل الاحتفاظ بما يعرف الآن بالضفة الغربية كاملة بما فيها القدس الشريف فيما خسر باقى الجيوش العربية ولم تستطع الاحتفاظ بشىء. وفى 1950 اجتمعت وفود فلسطينية من الضفة الغربية وطالبت بالوحدة مع الأردن فكان ذلك وجرت انتخابات نيابية كانت مناصفة بين الضفتين.
 وفى مثل هذا اليوم 20 يوليو 1951، وبينما كان الملك عبدالله الأول يزور المسجد الأقصى فى القدس، قام رجل فلسطينى باغتياله لأنه كان يتوقع قيام الملك العجوز بتوقيع اتفاقية سلام منفصلة مع إسرائيل، فأطلق الرجل ثلاث رصاصات قاتلة على رأس وصدر عبدالله، فيما كان حفيده حسين بن طلال (ملك الأردن من 1953 إلى 1999) إلى جانبه وتلقى رصاصة أيضا، ولكنها اصطدمت بميدالية كان جده قد أصر على وضعها عليه، مما أدى إلى إنقاذ حياته.
أما القاتل فهو مصطفى شكرى، وكان حائكا من القدس، كما تم توجيه الاتهام إلى عشرة أفراد بالتآمر والتخطيط للاغتيال وحوكموا فى عمان. وأصدرت المحكمة حكما بالإعدام على ستّة من العشرة وبرأت الأربعة الباقين. إلى أن تولى الأمير طلال بن عبدالله الحكم بعد والده.