رمضان فى اليابان: الصلاة فى مسجد «كوبيه» والإفطار على أطباق ال«تسوكيمونو»

لم يبق مكان فى الكرة الأرضية إلا وصلت إليه دعوة الإسلام، فمن شبه الجزيرة العربية انطلقت الشعلة الأولى للدين الحنيف، لتجوب أرجاء العالم كله، وينتشر نور الله فى كل مكان.. ففى أقصى الشرق، وعلى المحيط الهادى، وصل الإسلام جزر اليابان من اتجاهين مختلفين، الأول من مسلمى الصين وتترستان، فى غرب وشمال غرب البلاد، والثانى من التجار الهنود الذين غامروا بالذهاب إلى «بلاد الشمس»، للتجارة والدعوة معاً.
فى رمضان من كل عام يتجمع المسلمون اليابانيون، الذين يتمتعون بحرية فى حياتهم الدينية، فى مسجد من اثنين هما أشهر وأبرز المعالم الإسلامية فى اليابان، الأول مسجد طوكيو الكبير، والثانى مسجد كوبيه، ذو الطراز المعمارى الفريد.
ينظم المسلمون فى المسجد، دورات لتحفيظ القرآن الكريم، ويقيمون إفطاراً جماعياً، أصبح من العلامات البارزة فى المجتمع المسلم اليابانى، فمنذ العام 1935، حين بنى تجار أتراك وتتاريون مسجد كوبيه، بتصميمه الفريد، الذى أنجزه يان يوسف سواكا. فور أذان المغرب، يتوجه المسلمون فى مدينة كوبيه (أو كوبى)، إلى المسجد، لتناول إفطار بسيط من الحليب، وأداء صلاة المغرب وبعدها يتناول اليابانيون المسلمون أطباق «كايسيكى»، وهو وجبة من الخضروات، بجواره العصائر والمخللات الشهيرة المعروفة باسم «تسوكيمونو»، الذى يعد من المعالم المهمة للمطبخ اليابانى، بجوار أطباق الأرز والسمك الشهيرة.
أما سكان طوكيو، فلديهم مسجد طوكيو الكبير، الذى جدده فنانون ومعماريون أتراك، بعد تضرر المبنى الأثرى الذى شيده عدد من المسلمين التتاريين عام 1938، وافتتح الأتراك داخل المسجد مركزاً ثقافياً إسلامياً تركياً، يعد واحداً من أكثر المراكز الإسلامية فى شرق آسيا تميزاً، حيث ينشط الأتراك هناك، ولديهم علاقات قديمة مع اليابانيين، فى تحفيظ القرآن والتعريف بالإسلام، ويساعدهم انتشار ترجمات متنوعة لمعانى القرآن الكريم.
يتكون مسجد طوكيو الكبير، من طابقين، يخصص الأرضى الذى يسع نحو 2500 مصل للرجال والأطفال، فيما يخصص الطابق الثانى للنساء والفتيات، أما المركز الثقافى التركى، فيضم قاعات لعرض أفلام تسجيلية تشرح المنهج الإسلامى لليابانيين، فضلاً عن مكتبة تضم كتب التراث الإسلامى، وترجمات معانى القرآن الكريم، وقصص الأنبياء. وينظم المركز ندواته، ويفتح أبوابه لليابانيين جميعاً سواء من المسلمين أو من غيرهم، كما يقيم موائد إفطار جماعية، تحاول جمع المسلمين فى جميع أنحاء اليابان فى الشهر الكريم، الذى يشرق على اليابان.