قررت نيابة حوادث شمال القاهرة احتجاز مقاول وإخلاء سبيل عامل ومحام وضبط وإحضار محام آخر تبين أنه مالك الشقة التى كان يتم فيها أعمال الترميم. فى التحقيقات التى تجريها النيابة بشأن انهيار منزل شبرا الذى أسفر عن مقتل 7 أشخاص – بينهم 3 أطفال – وإصابة 5 آخرين، طلبت النيابة استعجال تقرير اللجنة الهندسية التى تم تشكيلها لمعرفة سبب الانهيار. واتهم شهود عيان والمصابون، المقاول والعامل والمحاميين بالتسبب فى الانهيار، ونفى المقاول والعامل بمحضر التحريات أنهما وراء الانهيار وأنهما كانا يقومان بأعمال التكسير بعناية ودقة، وتم التحفظ عليهما لعرضهما على النيابة التى طلبت انتداب لجنة هندسية لمعاينة موقع الحادث لبيان أسباب الانهيار، كما طلبت التحفظ على ملف المنزل واستدعاء مالكه للاستماع إلى أقواله واستدعاء مسؤولين بحى شبرا ولاتزال التحقيقات مستمرة. باشر التحقيق معتز عطاوية، رئيس نيابة حوادث غرب القاهرة، بإشراف المستشار عمرو قنديل، المحامى العام، وتقرر التحفظ على المنزل المنهار وأخلت النيابة سبيل المحامى والعامل من سراى النيابة. وقال اللواء نبيل حليم، رئيس حى شبرا، إن المنزل مبنى منذ عام 1946 وإنه لا يوجد ملف خاص به وأن سكان المنزل لم يبلغوا الحى بأعمال التكسير. وانتهت أجهزة الحماية المدنية من رفع حطام وأنقاض المنزل، بعد استخراج الجثث فى ساعة متأخرة أمس الأول. أمام المنزل المنهار ووسط أعمال رفع الحطام والأنقاض، سجلت «المصرى اليوم» تفاصيل الحادث والبحث عن الجثث والذى استمر قرابة 10 ساعات متواصلة.. داخل شارع عبدالفتاح نصر حضرت سيارة إسعاف ودخلت إلى الشارع.. الأهالى وقفوا يترقبون الموقف.. فالمشهد يؤكد أن هناك جثة جديدة تم العثور عليها وأن السيارة حضرت لنقلها إلى المستشفى.. ولكن المشهد تغير عندما فتحت أبواب السيارة الخلفية ونزل رجل مصاب بكسر فى قدمه وهو يبكى ويصرخ على ابنه «نادر» الذى مازال أسفل الأنقاض.. بخطوات سريعة وبمساندة الأهالى صعد الأب سمير حلمى مرقص فوق الحطام وقف يتذكر أين كان يجلس ابنه قبل لحظات من انهيار المنزل.. صرخ بصوت عال فى وجه جنود الحماية المدنية: «نادر كان يجلس داخل غرفته» وهو يشير إلى مكان غرفته بيديه.. ليحضر لودر كبير ويبدأ فى رفع الأنقاض ليستمر الموقف لمدة نصف ساعة.. وقف الجميع يترقب آثار الانهيار التى ترفع باستخدام «اللودر» بحثا عن جثة الصبى.. حتى ظهر جزء من قدمه وأشار الجنود إلى قائد اللودر للتوقف عن رفع الأنقاض..لتتدخل قوات الحماية المدنية باستخدام الكراكات لتكسير الحطام التى تمنع استخراج باقى الجثة وفى خلال 10 دقائق تظهر أجزاء كبيرة من الجثة وتبدأ القوات فى سحب الجثة بدقة.. وفور استخراجها أسرع الأب إليه واحتضنه وهو يبكى حتى حضور سيارة الإسعاف لتنقلهما إلى مستشفى شبرا، حيث يتلقى الأب العلاج أما الابن فتم وضعه بمشرحة المستشفى. البكاء والدموع كانت العامل الرئيسى بين الحضور من قوات الحماية المدنية وضباط الشرطة والأهالى أثناء محاولات استخراج باقى الجثث.. المشهد لم يتغير.. حضر إيميل يوسف من عمله ووجد رجال الشرطة بالمكان.. وقف بهدوء يسأل عما يجرى.. جاءته الإجابة من أحد الأهالى بأن منزلا بشارع عبدالفتاح نصر انهار ويوجد ضحايا ومصابون.. أسرع الأب إلى موقع القيادات الأمنية وبحث فى كشوف المصابين والمتوفين حتى وجد اسم ابنيه فى كشف المتوفين ولكن جثة «رامى - 13 سنة» تم استخراجها أما ابنه الأكبر «مينا -20 سنة» مازال أسفل الأنقاض.. أسرع الأب إلى الداخل ووقف فوق الأنقاض يبحث مع قوات الحماية المدنية عن جثة ابنه الثانى وهو يمنى نفسه ويدعو بصوت عال أن يكون مازال حياً ولم يلفظ أنفاسه الأخيرة أسفل الأنقاض.. حتى أمسك الأب بفأس وبدأ فى تكسير بعض الأنقاض حتى رأى ذراع ابنه مينا فسقط مغشيا عليه بعدما تأكد أنه توفى. الموقف لم يتغير كثيرا أثناء استخراج جثة العاملين اللذين أكد شهود العيان أنهما كانا يقومان بأعمال تكسير وترميم بالدور الأرضى.. قوات الحماية المدنية اضطرت إلى رفع جميع الأنقاض حتى التوصل إلى جثتيهما، ولكن نجحت قوات الشرطة بقيادة اللواء عبدالجواد احمد عبدالجواد، حكمدار القاهرة، فى التوصل إلى عدد من العاملين الذين كانوا يرافقون الضحيتين بالمنزل قبل انهياره بلحظات ونجحوا فى الهروب أثناء الانهيار، وحددوا لقوات الإنقاذ مكان زميليهما أثناء الانهيار.. وفى الثامنة والنصف نجحوا باستخدام كشافات للإنارة فى العثور على جثتى الضحيتين. البكاء والصراخ لم يتوقفا داخل مستشفى شبرا الذى استقبل الجثث والضحايا.. الأهالى تجمعوا أمام مشرحة المستشفى بعدما حصلوا على تصاريح الدفن ومن بينهم انطلقت صرخات سيدة شابة وهى تبكى وتصرخ زوجها رامى مكرم هنرى وابنتها الرضيعة مارتينا «3 سنوات» أسفل الأنقاض.. قالت الأم وهى تبكى: بقيت أسفل الأنقاض لمدة ربع ساعة حتى نجح رجال الإنقاذ فى التوصل إلىّ ونقلونى إلى المستشفى، كنت أتمنى أن ينجح رجال الإنقاذ فى استخراجهما حيين أيضا.