خسر المونديال المتعة وجمال الأداء والدروس بخروج منتخب البرازيل «السامبا» من دور الثمانية عقب الخسارة من هولندا فى كبرى مفاجآت البطولة.. ويستحق مونديال جنوب أفريقيا أن يطلق عليه مونديال المفاجآت بعد الخروج المبكر لإيطاليا وفرنسا من الدور الأول.. وأخيراً البرازيل المرشح الأول اللقب، ولكن هناك أسباب قوية أدت إلى خروج البرازيل من البطولة وتسببت فى مشهد الوداع الحزين الذى شاهدناه على وجوه اللاعبين ودونجا، المدير الفنى، وجماهير السامبا، وأولها الإهمال وفقدان التركيز والتوتر الذى سيطر على لاعبيه خلال الشوط الثانى.. فقد اعتقد البرازيليون أنهم فازوا بالمباراة بعد تفوقهم فى الشوط الأول، وتقدمهم بهدف رائع لروبينهو.. لكن كرة القدم لا تعترف سوى بالعطاء حتى نهاية المباراة، وهو ما لم يفطن إليه نجوم السامبا فنزلوا فى الشوط الثانى، وكأنهم يقضون نزهة أو مباراة ودية يظهرون فيها مهاراتهم وأداءهم الجمالى.. وفى المقابل كان الهولنديون أكثر جدية وأكثر إصراراً على تحقيق الفوز. ولا أريد أن أقلل من حجم الجهد الكبير الذى بذله لاعبو هولندا خلال 45 دقيقة حولوا خلالها هزيمتهم إلى انتصار كبير.. والهولنديون هذه المرة هم الذين أعطوا درساً للعالم فى الإصرار والرغبة فى الفوز. فوز هولندا لم يأت صدفة.. وإنما جاء بعد محاضرة فنية رائعة ألقاها بيرت فان ميرفيك بين الشوطين أزال خلالها العيوب التى ظهرت فى الشوط الأول وأدت إلى التفوق البرازيلى وتفجرت الطاحونة الهولندية فى الشوط الثانى واتسم أداء الفريق بالانتشار الجيد فى وسط الملعب.. وهو ما أثمر تفوقهم ونجاحهم فى إفساد المحاولات الهجومية للبرازيليين.. فالأداء الجماعى والالتزام والتركيز وراء تأهل هولندا للمربع الذهبى. «ميلو» لاعب البرازيل يتحمل مسؤولية خروج السامبا لإحرازه هدفاً بالخطأ فى مرماه ثم تعرضه للطرد بسبب الخشونة المتعمدة، كما أن دونجا أجرى تعديلاً فى طريقه اللعب تسبب فى تراجع الأداء فى الشوط الثانى، لأنه كان ينظر للمباراة المقبلة فى الدور قبل النهائى ولم يفكر فى المباراة، التى كان يديرها. لا أحد يستطيع التكهن بالفائز باللقب.. فبعد تساقط النجوم قد تحدث مفاجآت أخرى فى المونديال.