■ وجهة نظرى فى بطولة كأس العالم ككل تأكدت بعد انتهاء مباريات دور الثمانية وبقاء أربعة فرق فقط فى الصراع لحسم لقب المونديال، وأصبحت على يقين من أن لقب «مونديال المفاجآت» هو الأنسب لهذه البطولة، فبعد خروج فرنسا وإيطاليا من الدور الأول، فقدت البطولة منتخبات بحجم إنجلترا والبرتغال بسقوطهما من دور ال16 ثم جاءت مباريات دور ربع النهائى لتحرمنا من مشاهدة فريقين يلعبان بالتخصص لإمتاع الجماهير، وهما البرازيل والأرجنتين اللذان سقطا لأنهما يمتلكان العناصر والخبرات التى تجيد التعامل مع الضغط الجماهيرى، ولم يتبق لنا الآن كجماهير تشاهد المونديال سوى أن نستمتع بأداء ألمانيا وهولندا وإسبانيا فى نصف النهائى. ■ فشل منتخبى البرازيل والأرجنتين الذريع فى المونديال يرجع إلى حاجة هذه الفرق الكبرى لمدرب كبير يستطيع تلبية احتياجات الجماهير التى تقف وراءه دائماً مطالبة بالبطولة، ولكننى لم أصب بأى نوع من أنواع الدهشة من فشل الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، المدير الفنى للأرجنتين، فى التعامل مع مباراة منتخب بلاده أمام ألمانيا، لأنه ليس بالضرورة عندما تكون لاعباً كبيراً فى الماضى أن تصبح مدرباً كبيراً أيضاً، ووصول منتخب التانجو لدور الثمانية يرجع لامتلاكه مجموعة مميزة من النجوم الكبار، إلا أننى لا أطبق نفس القاعدة على كارلوس دونجا مدرب البرازيل الذى أراه مدرباً جيداً وفقاً للنتائج التى حققها من قبل من خلال فوزه بلقب كوبا أمريكا ونجاحه فى تصدر مجموعة أمريكا الجنوبية فى التصفيات، وأرى أن خروج البرازيل يرجع إلى عدم وجود النجوم الكبار الذين تعودنا عليهم مع السامبا فى كل مونديال، ورغم وجود كاكا وروبينهو إلا أنهما لم يكونا كافيين، فالأول عانى من موسم سيئ مع ريال مدريد فشل خلاله بكل المقاييس، خصوصاً مع الإصابات المتلاحقة التى طالته، أما روبينهو فلا أعتقد أن موهبته التى تعمل بطريقة فردية يمكن أن تقود السامبا إلى نهائى كأس العالم، ومع غياب رونالدينهو كان من المستحيل أن تواصل السامبا مشوارها. التراجع الكبير فى مستوى نجوم العالم وعلى رأسهم الأرجنتينى ليونيل ميسى والبرتغالى كريستيانو رونالدو أمر طبيعى، ولا يجب أن تندهش الجماهير من ذلك، فهذا الثنائى خاض مباريات مميزة سواء مع برشلونة أو ريال مدريد، وسجل الأول 34 هدفاً تصدر بهما قائمة هدافى الدورى الإسبانى، وجاء الثانى فى المركز الثالث فى نفس البطولة بتسجيله 26 هدفاً، لكن الوضع على مستوى المنتخب يكون مختلفاً لأن التجمعات والتجانس بين اللاعبين تكون أقل، نظراً لأن اللاعبين يلعبون سوياً على فترات متباعدة، وهو ما لا يحدث على مستوى الفريق الذى يلتقى لاعبوه يومياً فى نظام أصبح »روتينياً« ولكنه مفيد لزيادة التواصل بين اللاعبين، وهو ما نراه واضحاً من خلال أداء ميسى مع برشلونة ورونالدو مع ريال مدريد. أرى أن المنافسة على لقب كأس العالم بجنوب أفريقيا ستنحصر بين ثلاثة فرق على الترتيب هى ألمانياوإسبانيا وهولندا، وأستبعد المنتخب الأوروجوانى من المنافسة، ولى أسبابى فى هذه الاختيارات، فألمانيا تعتبر مفاجأة المونديال ولكنها »مفاجأة سارة« وأعتقد أنها الأقرب لحمل اللقب العالمى، ورغم صعوبة مباراتها مع إسبانيا إلا أنها تعتمد على طريقة لعب جماعية وممتعة قد تمكنها من التفوق على الانتشار الإسبانى الجيد فى الملعب، أما إسبانيا فأرى أن الجيل الحالى لمنتخب الماتادور يمتلك فرصة ذهبية لحمل لقب البطولة لأنه من وجهة نظرى أفضل الفرق الكروية فى تاريخ الكرة الإسبانية، أما منتخب الطواحين الهولندية فهاهى الفرصة جاءته على طبق من ذهب لتعويض إخفاقات بطولتى 1974 و1978 عندما وصل للمباراة النهائية وخسر فى المرة الأولى من الألمان بهدفين مقابل هدف، وفى المرة الثانية من الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدف، ويمتلك المنتخب الهولندى حالياً نجوماً كباراً من نوعية آريين روبن وشنايدر، يستحقون أن يكونوا أبطال العالم، خصوصاً بعد المستوى المبهر الذى ظهروا به حتى الآن من خلال تفوقهم على المنتخب البرازيلى، أما المنتخب الأوروجوانى فرغم فوزه بكأس العالم مرتين من قبل عامى 1930 و1950 فإننى أعتقد أن فرصتهم صعبة فى التتويج باللقب ويستحقون لقب الأضعف فى المربع الذهبى، ولكنهم مقاتلون، ومع كوننا فى بطولة المفاجآت فلا أستبعد إمكانية تأهلهم للمباراة النهائية. ■ رغم غياب العديد من النجوم الكبار إلا أن البطولة أفرزت عدداً من اللاعبين المميزين فى العديد من الفرق الطموحة والشابة، ولكننى أرى أن الألمانى توماس مولر يستحق لقب الأفضل حتى الآن بعد أن لفت الأنظار إليه بشدة ليس من خلال كأس العالم فقط، وإنما منذ بداية الموسم مع بايرن ميونخ، فهو لاعب متحرك وصغير السن ويمتلك قدرات اللعب سواء بالقدم أو الرأس، وهو ما يجعله أقرب إلى اللاعب الشامل، وفى حال استمراره على نفس أسلوب الأداء عندما يتمتع بمزيد من الخبرة سيكون لاعباً لا يقهر.