72 ساعة ويسدل الستار علي أقوي وأشرس واغرب مونديال.. بعد 30 يوماً من المنافسات الكروية الرهيبة التي شدت كل عيون العالم علي مدي 30 يوماً، ويوم الأحد القادم سيكون يوم التتويج والمباراة النهائية، التي قد تحمل مفاجآت لا تقل اثارة عن مفاجآت الدور الثاني ودور الثمانية.. والتي كان أبرزها السقوط المحزن والدامع والدامي للمنتخب البرازيلي أمام الديوك الفرنسية في واحدة من أقسي المفاجآت، بهدف الثعلب تيري هنري، وقيادة قائد الأوركسترا الفرنساوي زين الدين زيدان. وبالأمس أختتم الدور قبل النهائي ليتأهل الفائزان إلي النهائي.. فيما تقام بعد غد "مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع" خروج منتخبي البرازيل وانجلترا امام الفرنسيين والبرتغاليين غير شكل الخريطة المتوقعة للمربع الذهبي، وعوض غيب الاثارة والمفاجآت عن الدورين الاول والثاني.. ولكن الصدمة الحقيقية كانت في خسارة راقصي السامبا بهدف وليست في خسارة انجلترا بضربات الترجيح. خسارة نجوم السامبا حولت المونديال وكل العالم الي جنازة عالمية، شيع فيها المنتخب البرازيلي بكل نجومه، رونالدو، رونالدينيو، كافو، روبرتو كارلوس، كاكا، أدريانون، روبينيو. زي روبيرتو وجونينيو.. ومعهم مدربهم كارلوس البرتوباريرا. الدموع كانت سلاح الجميع، بداية من لاعبي الفريق وجماهيرهم التي زحفت وراءهم إلي المانيا.. وحتي كل الجماهير العاشقة للسامبا البرازيلية حول العالم، خاصة في مصر التي صدمت جماهيرها في الخسارة البرازيلية والحالة الهزيلة التي ظهر عليها لاعبو البرازيل خلال المواجهة مع الديوك الفرنسية. كان تصور الجماهير الكروية المصرية، وكل الجماهير حول العالم ان الديوك الفرنسية ستكون وجبة سهلة الهضم للبرازيليين.. ولكن حدث ما لم يكن متوقعاً، لتصول (الديوك) وتجول، ويرتفع صياحها الذي اصاب نجوم السامبا بالذهول حتي اصيبوا بالصدمة الكاملة عندما اصطاد (الديك) الذهبي تيري هنري الهدف التاريخي في شباك الحارس البرازيلي (ديدا).. ليتأكد البرازيليون ان لحم الديوك الفرنسية (مر) وشديد المرارة عليهم، حيث سبق للنجم التاريخي زين الدين زيدان ان قاد الديوك للفوز علي نفس الفريق بثلاثة اهداف نظيفة في نهائي مونديال ،1998 وكرر زيدان نفس الآلام علي البرازيليين في مونديال المانيا بعد 8 سنوات ليصنع تاريخاً لم يصنعه مثله قبل ان يودع الملاعب. لذلك فان الحزن كان حارًا جدًا علي الخروج البرازيلي من المونديال الألماني، وحظي نجوم السامبا وجماهيرهم في المونديال علي تعاطف الجماهير في كل مكان.. من الامريكتين إلي استراليا ومن القطب الشمالي إلي الجنوبي، عبر آسيا وافريقيا وكل اوروبا أيضًا. والخروج البرازيلي من المونديال، اصاب الكرة اللاتينية في مقتل حيث سبق المنتخب الأرجنتيني بخسارته أمام الألمان بضربات الترجيح.. فلم يعد للكرة اللاتينية الممتعة أي ممثل في المربع الذهبي، لأول مرة منذ عام 1982 أي منذ 24 عامًا، وقبل الرحيل البرازيلي كانت الجماهير الأرجنتينية قد دخلت في حالة حداد بعد خسارتهم بضربات الترجيح أمام ألمانيا. واختلفت ردود الأفعال حول الخروج اللاتيني "الأرجنتين والبرازيل" وايضا حول الخروج الانجليزي اذي كان فريقًا سييء الحظ جدًا.. وكما قال اريكسون وبيكهامك منتخب انجلترا لم يكن يستحق الخسارة. لقد كانت القمم الكروية الشامخة علي موعد مع السقوط في دور الثمانية، وخلال 48 ساعة، سقط الأرجنتينيون والانجليز والبرازيليون.. بل كادت مفاجآت هذا الدور أن تطيح بأصحاب الأرض ايضا لولا براعة الحارس الألماني "ليمان" الذي أصبح بطلاً قوميًا للأمة الألمانية في هذا المونديال بعد أن قاد منتخب بلاده إلي الفوز بضربات الترجيح علي الفريق الأرجنتيني. ومع هذا السقوط لتلك القمم الشامخة، يمكن القول أن تلك القمم والكرة اللاتينية بصفة خاصة ستكون هي الغائبة عن المباراة النهائية منذ مونديال 1982 التي كانت بين إيطاليا وألمانيا وفاز الآزوري يومها 3/،1 ولكن هذا الغياب، ستوافقه حالة حضور في قلوب كل المتابعين لهذا المونديال، لعشقهم للسامبا والتانجو. عزاء من الرئيس أعرب الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا عن تضامنه مع المنتخب البرازيلي بطل العالم 5 مرات اخرها في كوريا الجنوبية واليابان قبل 4 سنوات، فيما أكد المهاجم رونالدو أن عليه وعلي رفاقه "أن يبقوا الآن مرفوعي الرأس" واصيب عدد من أنصار المنتخب البرازيلي بحالات مرضية ونقلوا علي الفور إلي المستشفيات مثل نيلدا اموريم "61 عاما" التي وضعت لها أجهزة تنفس اصطناعي، في حين اصيبت ماريانا مايو "43 عاما" بالاغماء، وقال تاسو "19 عاما" البرازيل لم تلعب جيدا، انها تخاف دائما من فرنسا، في اشارة إلي خسارتها النهائي أمام الفرنسيين صفر - 3 في المونديال الذي نظموه عام ،1998 في حين اعتبرت سونيا ترينو "51 عاما" أن البرازيل "بدأت تلعب كما يجب بعد فوات الأوان عندما لم يكن أمامها الوقت الكافي لتحقيق الفوز" واصيب صوت "الكويسا" طبلة مثقوبة تستخدم في معزوفات رقصة السامبا" العائدة لجوليو لوبيش "57 عاما" بالبكم فجأة، مع صافرة نهاية المباراة، وقال بوجود هذا المنتخب، لا يجوز أن تخسر البرازيل، وحمل علي المدرب كارلوس البرتو باريرا قائلاً: المدرب محافظ جدا، لقد خدع نفسه وفرنسا كانت الطرف الأفضل، وقال أحد اهم موقعين برازيليين للانترنت إن الجلاد زيدان ابكي البرازيل للمرة الثانية بعد أن كانت وسائل الاعلام البرازيلية اشارت في الأيام السابقة للمباراة إلي "الطابع الثأري" وتصميم لاعبي منتخب السامبا علي غسل عار هزيمة عام ،1998 وقال الموقع نفسه "هذا السبت في فرانكفورت، كان زيدان في يوم زيدان انه واحد من أصحاب الأسلوب المبدع والخلاق هزم البرازيل باشراف باريرا" وشدد المهاجم البرازيلي رونالدو في تصريحات ادلي بها في فرانكفورت لمحطة جلوبو نيوز التليفزيونية البرازيلية، علي انه يجب الآن أن يبقي ورفاقه في المنتخب مرفوعي الهامة، واضاف للأسف لم نفز، لكننا فخورون بكل ما قدمناه وراضون بما نجحنا في تحقيقه، نافيا وجود أي تراخ لدي المنتخب البرازيلي أمام فرنسا ومؤكدًا انه علي العكس قدم كل ما يملك من أجل الفوز وفي تعليق من الصحف الايطالية علي الخسارة البرازيلية قالت ان صانع العاب المنتخب الفرنسي وقائده زين الدين زيدان "اسقط الهة كرة القدم" بالفوز علي البرازيل 1/صفر وبلوغ الدور نصف النهائي. وكتبت "كورييري ديللا سيرا" لي الصفحة الاولي "سقوط الالهة.. وتصفية منتخب رونالدو ورونالدينيو وادريانو وزي روبرتو.. واعربت صحيفة "لاجازيتا ديللو سبورتش عن تعاطفها قائلة "زيزو الساحر.. اداء اسطوري لبطل لم يبق امامه الا مباراتين قبل ان ينهي مسيرة رائعة.