طارق الطاهر فى شهر رمضان الماضى، زارنى فى متحف نجيب محفوظ، الدبلوماسى فى السفارة الأمريكية روبن هاروتونيان ومنصبه «الوزير المستشار للشئون الدبلوماسية العامة»، وبعد أن تفقد المتحف، سألنى: ماذا أنتم فاعلون بمناسبة «20 عاما على رحيل نجيب محفوظ»؟ هذا السؤال المباغت، خاصة أنه كان يتبقى حينها أكثر من عام، ولكن على الفور أجبت: نحن نحضر لمؤتمر هام عن نجيب محفوظ، فعاد وسألنى عن مضمونه، فبسرعة أجبت: «عن الاتهامات الشائعة عن نجيب محفوظ»، أعجبته فكرة المؤتمر، لكنه سأل: ماذا تقصد بهذا العنوان؟ قلت له: محاور عدة من بينها أن هناك -على سبيل المثال- من يتهمونه بأنه لا يقدم «المرأة» فى أعماله بما يليق بها، وكذلك معركة «أولاد حارتنا» بكافة أبعادها، ومدى مسئوليته عن الأفلام التى يرى بعض النقاد أنها شوهت رواياته، وضحكت وأضفت: «هو مش لسه فى لجنة علمية». تذكرت الآن هذا الحوار، وأنا أطلع على الآراء المعارضة ليكون «نجيب محفوظ.. شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب .. يناير 2026» أى قبل شهور قليلة من مناسبة 20 عاما على رحيله فى أغسطس القادم. وهنا أرى أنه على د. أحمد مجاهد المدير التنفيذى للمعرض، أن يضع الآراء التى تمتلك «وجاهة»، على طاولة النقاش فى «برنامج» المعرض، مثل: هل يحجب نجيب محفوظ الأضواء عن غيره.. أم لا؟ هل فوز نجيب محفوظ بنوبل فى الآداب.. ساعد وساهم فى نشر الأدب العربى إلى لغات مختلفة، أم لا؟.. هل بالفعل كشفنا عن كل ما يتعلق بسيرة ومسيرة نجيب محفوظ .. أم أن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسات والأبحاث؟.. هل الاحتفاء بنجيب محفوظ يعنى «إفلاسا» فى اختيار شخصيات المعرض.. أم ثراء وفخرا بشخصية استثنائية فى تاريخنا الثقافى؟ بالتأكيد أنا من المؤيدين لهذا الاختيار والمدافعين عنه، بل إن متحف نجيب محفوظ، الذى أتولى الإشراف عليه، سيعقد مجموعة من الأنشطة والورش المتخصصة، فى شهر ديسمبر القادم، بمناسبة ذكرى ميلاده، لكن -أيضا- هذا المتحف على مدار اكثر من عام، فتح أبوابه لأنشطة وفعاليات ليست مرتبطة بشخص «محفوظ» بل بدلالته الرمزية، من الاحتفاء ب «الموهوبين» من كافة الأجيال، وبفكرة الترجمة والقراءة، وقد أطلقنا على مدار أكثر من ثلاثة شهور «موسم نجيب محفوظ القرائى الأول»، الذى استضفنا من خلاله أطفالا روينا لهم عن «صاحب نوبل» وكذلك استمعنا إلى آراء متخصصين من مجالات عدة لفكرة القراءة وتنميتها. لكن الأهم من وجهة نظرى هو: ما البرنامج الذى سيقدم باعتبار «نجيب محفوظ.. شخصية المعرض»، لكى نقنع «المعارضين» والمحبين -أيضا- بأحقيته بهذا الاختيار، الذى جاء متأخرا، كما كتب زميلى محمد شعير على صفحته بالفيس بوك؟