اعتبر البيت الأبيض أن محادثات السلام غير المباشرة فى الشرق الأوسط، التى تدعمها واشنطن تحقق تقدما. وأعرب مسؤولون أمريكيون كبار عن أملهم فى الانتقال قريبا إلى محادثات مباشرة بين الطرفين. وقال مستشار الرئيس أوباما للشرق الأوسط دنييل شابيرو، فى مؤتمر صحفى أمس الأول، إن المحادثات «حققت تقدما وإن الصدع قد تقلص». وأضاف: «من الصعب معرفة متى بالتحديد يمكننا أن ننتقل إلى الخطوة التالية، ولكننا متشجعون بالتقدم الذى تحقق». وأكد «شابيرو» أن تحويل محادثات التقارب بين إسرائيل والفلسطينيين إلى محادثات سلام مباشرة سيكون محل التركيز الرئيسى فى اللقاء المرتقب بعد غد الثلاثاء بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن شابيرو قوله «إن المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل عاد من الجولة الخامسة لمحادثات التقارب ونحن نشعر أنه بالفعل تم تضييق الفجوات فى فترة وجيزة على مدى شهر»، مضيفا «أن غزة ستكون على أجندة الاجتماع أيضا». كما نقلت الصحيفة عن مايكل أورين، سفير إسرائيل لدى الولاياتالمتحدة، قوله إن القضية الأساسية المتوقع أن يبحثها أوباما خلال اجتماعه مع نتنياهو فى واشنطن هى تحريك المحادثات غير المباشرة إلى محادثات سلام. وأضاف «أورين» أن «تمديد تجميد البناء الاستيطانى بالضفة الغربية يعد إحدى القضايا الممكن أن تطرحها الإدارة الأمريكية بوصفها أحد العناصر الدافعة لإحراز تقدم فى المحادثات، على خلفية أنه من المقرر وقف التجميد الراهن فى غضون 3 أشهر». وقال نتنياهو إنه سيحاول خلال محادثاته مع الرئيس أوباما النهوض بالعملية السلمية فى منطقة الشرق الأوسط، كما سيناقش السبل الكفيلة بمنع إيران من حيازة أسلحة نووية. ونقل راديو «إسرائيل» عن نتنياهو قوله إنه لم يطرأ أى تغيير على موقف إسرائيل الذى يقضى بانتهاء مفعول القرار بتجميد عملية البناء فى المستوطنات فى شهر سبتمبر المقبل. وانتقد نتنياهو موقف الفلسطينيين، متهما إياهم بالتهرب من دفع عملية السلام فى المنطقة، مؤكدا استعداده للالتقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فى القدس أو فى رام الله، وذلك من أجل الانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة، على حد قوله. من جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية أمريكية تسير ببطء، ولم تحرز أى تقدم يبرر بدء مفاوضات مباشرة. وقال «عبدربه»، فى تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى. بى. سى)، أمس، إن «الجانب الفلسطينى هو الطرف الأساسى فى هذه القضية، وعندما يحدث تقدم فى مسار المفاوضات يجب أن يلمسه». وجاء تصريح عبدربه، فى رد على ما أعلنه البيت الأبيض عن أن الفجوة بين واشنطن والحكومة الإسرائيلية قد ضاقت، وأن المحادثات غير المباشرة الجارية حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد أحرزت تقدما.