لقن المنتخب الهولندى لكرة القدم نظيره البرازيلى درساً قاسياً وأطاح به من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، بعدما تغلب عليه 2/1 أمس، على استاد «نيلسون مانديلا باى» فى مدينة بورت إليزابيث فى أولى مباريات دور الثمانية للبطولة. وأصبح المنتخب الهولندى أول المتأهلين للمربع الذهبى فى البطولة. ويدين المنتخب الهولندى بفضل كبير فى هذا الفوز إلى المدافع البرازيلى فيليبى ميلو الذى سجل هدفا عن طريق الخطأ فى مرمى فريقه وتعرض للطرد فى الوقت الذى بحث فيه فريقه عن هدف التعادل. وكان المنتخب البرازيلى هو البادئ بالتسجيل عن طريق هدف روبينهو فى الدقيقة العاشرة من المباراة. ولكن المنتخب الهولندى نجح فى تحويل تأخره فى الشوط الأول إلى فوز ثمين فى الشوط الثانى حيث تعادل فى الدقيقة 53 بهدف أحرزه ميلو عن طريق الخطأ فى مرمى فريقه ثم سجل ويسلى شنايدر هدف الفوز لهولندا فى الدقيقة 68 بضربة رأس رائعة صعد بها مع الفريق إلى الدور قبل النهائى. وشهدت الدقيقة 73 طرد اللاعب البرازيلى فيليبى ميلو للخشونة المتعمدة مع آريين روبن ليضاعف بذلك من صعوبة المهمة على فريقه. وخرج المنتخب البرازيلى بذلك من دور الثمانية للبطولة للمونديال الثانى على التوالى وتبدد حلمه فى إحراز اللقب العالمى السادس قبل مونديال 2014 الذى تستضيفه البرازيل. كالمتوقع، سيطر الحذر الدفاعى على الدقائق الأولى من المباراة فلم يشكل أى من الفريقين خطورة حقيقية على المرميين. ولكن سرعان ما كشر المنتخب البرازيلى عن أنيابه فجاءت المحاولة الخطيرة الأولى فى الدقيقة الثامنة من اللقاء وأسفرت عن هدف سجله روبينهو وألغاه الحكم اليابان يوتشى نيشيمورا، الذى أدار اللقاء، بعدما رفع مساعده الراية مشيرا إلى وجود تسلل على اللاعب دانى ألفيش الذى مرر الكرة لروبينهو. ولكن روبينهو لم يهدأ وواصل محاولاته للبحث عن هدف التقدم ونجح فى تسجيل هدف التقدم فى الدقيقة العاشرة إثر تمريرة طولية زاحفة من زميله فيليبى ميلو انفرد على أثرها روبينهو بالحارس الهولندى مارتن ستيكلنبرج دون مضايقة من الدفاع ليسددها من تحت الحارس الذى خرج لملاقاته لتتهادى الكرة إلى داخل الشباك. وأثار الهدف حفيظة الهولنديين فحاول المهاجم ديرك كاوت الرد فى الدقيقة 11 بتسديدة قوية من حدود منطقة الجزاء ولكن حارس المرمى البرازيلى جوليو سيزار أبعدها ببراعة إلى ضربة ركنية لعبها ويسلى شنايدر وأبعدها سيزار مجددا بقبضة يده. حرص لاعبو البرازيل على تهدئة اللعب فى الدقائق التالية وامتصاص حماس الهولنديين قبل التحول مجددا للضغط على الدفاع الهولندى بحلول النصف الثانى من الشوط الأول. وشهدت الدقيقة 25 هجمة خطيرة للمنتخب البرازيلى تغاضى خلالها الحكم عن احتساب ضربة جزاء لكاكا الذى تعرض للإعاقة داخل منطقة الجزاء واكتفى باحتساب ضربة ركنية وانتهت الهجمة بتمريرة عرضية متقنة قابلها المدافع البرازيلى المتقدم جوان بتسديدة مباشرة وهو على بعد خطوات قليلة من المرمى ولكن الكرة ذهبت فوق مقص المرمى على يسار الحارس الهولندى. حاول المنتخب الهولندى الرد فى الدقائق التالية من خلال بعض الهجمات المرتدة السريعة والتمريرات الطولية إلى آريين روبن وروبن فان بيرسى ودير كاوت وويسلى شنايدر ولكنها لم تسفر عن شىء فى ظل بسالة الدفاع البرازيلى. وكاد البرازيلى كاكا يسجل هدف الاطمئنان لفريقه بعدما تلقى الكرة على حدود منطقة الجزاء فى الدقيق 31 وسددها بمهارة فائقة فى الزاوية البعيدة على يسار حارس المرمى مارتن ستيكلنبرج ولكن الأخير تألق وتصدى لها ببراعة فائقة ليخرجها إلى ضربة ركنية. وأتبعها دانى ألفيش بتسديدة قوية من مسافة بعيدة فى الدقيقة 32 أمسكها الحارس الهولندى. ونال اللاعب البرازيلى ميشيل باستوس إنذارا فى الدقيقة 37 للخشونة مع روبن وسط موجة من المحاولات الهولندية الهجومية غير الموفقة. وبعد عدة محاولات من الفريقين لم تسفر عن شىء، أنهى البرازيلى مايكون الشوط الأول بتسديدة صاروخية من خارج حدود منطقة الجزاء مباشرة ولكنها كانت فى الشباك من الخارج. وبدأ الشوط الثانى بهجمات متبادلة من الفريقين وإن ظل المنتخب البرازيلى هو الأفضل والأكثر هجوما والأخطر على المرمى حيث احتسبت له ضربة ركنية فى الدقيقة 48 قابلها المدافع جوان بضربة رأس ولكن الكرة ذهبت بعيدا عن المرمى. ونجح المنتخب الهولندى فى تسجيل هدف التعادل فى الدقيقة 53 إثر كرة عالية لعبها ويسلى شنايدر من مسافة بعيدة فى اتجاه المرمى البرازيلى بهدف تمريرها لزملائه وحاول فيليبى ميلو إبعادها ولكنه حولها عن طريق الخطأ فى مرمى فريقه فى ظل الخروج الخاطئ للحارس جوليو سيزار. وسيطر التوتر والارتباك على أداء راقصى السامبا فى الدقائق التالية ولكن الهجوم الهولندى فشل فى استغلال هذا رغم خطورة هجمات الفريق. وسدد دانى ألفيش كرة قوية من خارج منطقة الجزاء فى الدقيقة 61 ولكنها مرت بجوار القائم على يمين الحارس الهولندى. ودفع المدرب كارلوس دونجا المدير الفنى للمنتخب البرازيلى بلاعبه جيلبرتو ميلو بدلا من ميشيل باستوس فى الدقيقة 62 لتنشيط الأداء من ناحية والخوف من طرد باستوس من ناحية أخرى. ونال الهولندى نيجل دى يونج إنذارا فى الدقيقة 65 للخشونة. وسدد كاكا كرة رائعة فى الدقيقة التالية مرت بجوار القائم على يسار الحارس الهولندى. وكثف المنتخب الهولندى ضغطه الهجومى فى الدقيقتين التاليتين وأسفر الضغط عن هدف التقدم 2/1 للطاحونة الهولندية. وجاء الهدف إثر ضربة ركنية لعبها روبن وهيأها ديرك كاوت بمؤخرة رأسه لتصل على رأس زميله ويسلى شنايدر الذى حولها برأسه إلى داخل الشباك على يمين الحارس. ولم يتردد الحكم فى إشهار البطاقة الحمراء فى وجه البرازيلى فيليبى ميلو فى الدقيقة 73 للخشونة المتعمدة مع روبن فى ظل توتر واضح لأعصاب لاعبى البرازيل. ودفع دونجا باللاعب نيلمار فى الدقيقة 77 بدلا من لويس فابيانو لتنشيط هجوم الفريق بحثا عن هدف التعادل. وكثف المنتخب البرازيلى من هجومه فى الدقائق التالية ولكن الدفاع الهولندى وحارس مرمى الفريق كانوا بالمرصاد لجميع المحاولات البرازيلية. واندفع المنتخب البرازيلى فى الهجوم المكثف فى الدقائق الأخيرة من المباراة ولكن دون جدوى فى ظل استبسال مدافعى هولندا من ناحية وتوتر أعصاب البرازيليين من ناحية أخرى. وفى المقابل تعددت انفرادات لاعبى هولندا بالحارس البرازيلى ولكن دون دقة فى إنهاء الهجمات والاستفادة من هذه الانفرادات لينتهى اللقاء بفوز الطاحونة الهولندية 2/1.