الماتادور «الصبى» يتألق.. وصاحب «البصقة» يتوارى

 لمسة سحرية من حذاء إسبانى وبصقة برتغالية على العشب كانتا ملخصاً وافياً لحظوظ اثنين من أبرز اللاعبين الذين يرتدون القميص رقم «7» فى نهائيات كأس العالم 2010 المقامة حالياً فى جنوب أفريقيا.
وظهر اللاعب البرتغالى كريستيانو رونالدو أمام الجميع وهو يبصق على قدم أحد المصورين بعد انتهاء مباراة منتخب بلاده التى خسرها صفر/1 أمام نظيره الإسبانى على استاد «جرين بوينت» بمدينة كيب تاون فى ختام مباريات دور الستة عشر للمونديال الحالى.
وأطاح المنتخب الإسبانى بجاره البرتغالى من المونديال ليودع النجم الشهير رونالدو، الفائز بلقب أفضل لاعب فى العالم لعام 2008، البطولة من دورها الثانى بعدما كان يمنى نفسه بقيادة الفريق نحو الفوز باللقب.
وفى المقابل، لحق الإسبانى ديفيد فيا «28 عاماً» بصدارة قائمة الهدافين فى البطولة الحالية بعدما سجل هدف المباراة الوحيد ليكون الرابع له فى المونديال الحالى، وهو الرابع من خمسة أهداف فقط سجلها المنتخب الإسبانى فى البطولة الحالية حتى الآن، أى أن اللاعب سجل 80 بالمائة من أهداف الفريق. ودخل «فيا» بذلك فى المنافسة الشرسة مع جونزالو هيجوين نجم المنتخب الأرجنتينى على لقب هداف البطولة وجائزة الحذاء الذهبى. وسجل المهاجم السلوفاكى روبرت فيتيك أربعة أهداف أيضاً مثل فيا وهيجوين، ولكنه خرج مع منتخب بلاده من دور الستة عشر للبطولة.
وأصبح «فيا» على أعتاب تحطيم الرقم القياسى لعدد الأهداف التى يسجلها أى لاعب فى تاريخ مشاركاته مع المنتخب الإسبانى حيث سجل 42 هدفاً فى 62 مباراة دولية ولا يتفوق عليه حالياً سوى المهاجم المخضرم راؤول جونزاليس صاحب الرقم القياسى برصيد 44 هدفاً.
وتوج «فيا» هدافاً لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) عندما قاد منتخب بلاده للقب الأول له فى البطولات الكبيرة على مدار التاريخ الطويل للماتادور الإسبانى.
وحظى فيا، المشهور بلقب «الصبى»، بمسيرة رائعة أيضاً على مستوى الأندية حيث تألق فى صفوف ريال سرقسطة ثم فالنسيا وينتظر بداية ناجحة لمسيرته فى صفوف برشلونة الموسم المقبل بعدما انضم للنادى الكتالونى فى الموسم الحالى.
ولا يحظى فيا بنفس الشهرة الفائقة والإنتشارين الإعلامى والإعلانى اللذين يتمتع بهما رونالدو كما لا يبالى بأى عبارات إشادة توجه إليه. وقال «فيا» لدى مغادرته استاد «جرين بوينت» «مع وجود زملاء كهؤلاء، يكون كل شىء أسهل.. لدينا 23 لاعباً يمكنهم اللعب لأى منتخب، ولكننا نتمتع بالحظ لوجودهم فى هذا الفريق».
ويرى «فيا» أن المنتخب الإسبانى يمتلك لاعبين موهوبين فى تشكليه الأساسى مثل تشافى هيرنانديز نجم خط وسط برشلونة وآخرين على مقاعد البدلاء مثل سيسك فابريجاس نجم وسط أرسنال.
ولكن وسائل الإعلام الإسبانية لا تتوانى عن الإشادة باللاعب «فيا» وإمكانياته وأهميته بالنسبة للفريق، خاصة فى ظل تراجع مستوى زميله فيرناندو توريس، الذى لم يظهر بمستواه المعهود فى البطولة الحالية التى يخوضها بعد فترة إصابة طويلة.
وذكرت صحيفة «إل بايس» الإسبانية: «فيا، مثل عدد قليل من اللاعبين أمام المرمى، إنه منجم ذهب أو أفضل من ذلك، إنه حقل بترول». والمثير للدهشة أن بعض براعة وشجاعة فيا يعود إلى حادثة وقعت له فى فترة الطفولة وكان من الممكن أن تمنعه من اللعب تماماً، وتعرض فيا لكسر فى ساقه عندما كان فى الرابعة من عمره، ولكنه رفض التوقف عن اللعب حتى فى فترة وضع جبيرة الجبس حول ساقه، وحرص والده على تعليمه كيفية ركل الكرة بقدمه اليسرى الضعيفة مما جعله يتميز فى اللعب بكل من القدمين.
وإلى جانب ذلك، يتميز فيا بالتحركات الرائعة واللمسات المتقنة والنهاية الجيدة لهجماته، مما يجعله واحداً من أفضل اللاعبين وأخطر المهاجمين فى العالم.
ولذلك لم يتردد برشلونة فى التعاقد معه مقابل 40 مليون يورو (49.1 مليون دولار) لنادى فالنسيا. وجاء انتقال فيا إلى برشلونة ليوحى بوجود فترة طويلة قادمة من الصراع بين فيا ورونالدو الذى يلعب فى صفوف ريال مدريد المنافس التقليدى العنيد لبرشلونة.
ولكن رونالدو سيكون بحاجة أولاً إلى أن ينفض الغبار ويتخلص من آلام الخروج من المونديال.