أكد البابا شنودة، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أنه حصل على تطمينات من الرئيس مبارك، بشأن أزمة الحكم الذى قضت به المحكمة الإدارية العليا، بإلزام الكنيسة بمنح تصاريح الزواج الثانى للأقباط. وقال البابا، فى حديثه لبرنامج «من قلب مصر»، الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على قناة نايل لايف، وأذيع أمس الأول: «تلقيت رسالتين من الرئيس فى هذا الشأن، نقلهما الدكتور زكريا عزمى والدكتور مفيد شهاب». وأضاف: «حكم الإدارية العليا لن يُنفذ، لأن هذا الأمر دينى، لا علاقة لأى جهة غير دينية به»، منوها بأن الحكم «أثار انزعاج الأقباط، لكننى لم أقلق بشأنه لأننى دائماً أرجع كل الأمور إلى الرب. وأعتبر الحكم ليس من اختصاص القضاة، لأنه أمر دينى بحت»، لافتا إلى أنه «إذا كان من حق القاضى أن يحكم لأى شخص بالزواج، فليس من حقه إلزام الكنيسة بالزواج الثانى». وتابع: «لست على صدام بالقضاء ونحن جميعاً ننفذ أحكامه فى كل الأمور المدنية، وحين نتحدث عن حكم المحكمة فإننا نتحدث عن الحكم وليس القضاء، والكنيسة اتخذت كل الإجراءات القانونية، للدفاع عن موقفها الدينى، الذى لا يتعارض مع حكم (الإدارية العليا)، لأن هذا الحكم لا يمكن أن ينفذ لأنه صدر بشأن مسائل دينية، ليست من اختصاص القضاء». واعتبر أن «الأقباط مش واخدين حقهم حتى فى كرة القدم». ورفض البابا فكرة عقد اجتماع بين الطوائف، للتوفيق بين أفكارهم بخصوص مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد، قائلاً: «كل واحد هيطلع بفكرة جديدة ومش معقول هانعمل اجتماع لكل فكرة، لأن الثوابت لا تحتاج عقد لقاءات أو اجتماعات»، مؤكداً أن «النص على منع الطلاق إلا لعلة الزنى تكرر فى الإنجيل ولا يقبل التأويل». ووجه البطريرك الشكر للرئيس مبارك لتشكيله لجنة من وزارة العدل لإقرار القانون الموحد للأحوال الشخصية للأقباط، وقال فى افتتاحية مجلة الكرازة الناطقة باسم الكنيسة: «نحن نشكر الدولة على تشكيل لجنة للنظر فى قضايا الأحوال الشخصية للمسيحيين، نشكر الرئيس ونشكر وزير العدل ونرتقب خيرا بمعونة الله». وأعاد البابا نشر قصيدة ألقاها عام 1946 قبل دخوله الرهبنة تقول «ضاع منا كل مجد/ لم يعد مجد لنا/ غير إنجيل يسوع/ فهو باق عندنا.. إنما الموت هو التفريط فى إنجيلنا/ إنما الموت هو التطليق من غير زنى..».