مختار مختار يكتب: قراءة فنية لمباراتى المجموعة الرابعة ألمانيا وغانا استحقا التأهل .. و«الكانجارو» كسب احترام العالم

بنهاية الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الرابعة فى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا تأهل منتخبا ألمانيا وغانا إلى دور ال16، فى حين ودع منتخبا أستراليا وصربيا. وبمتابعة المباريات الست فى هذه المجموعة نجد أن ألمانيا وغانا هما بالفعل الأحق بالتأهل بغض النظر عن تصدرهما بالأرقام، ولكن من خلال الأداء الذى قدمه المنتخبان، والثبات الكبير لهما خلال المباريات الثلاث التى خاضها كل فريق، وحتى المباراة التى خسرها المنتخب الألمانى أمام صربيا كان هو الطرف الأفضل فيها رغم أنه لعب نحو 60 دقيقة ب10 لاعبين فقط.
■ وسنركز هنا فى التحليل على المباراة الأهم التى جمعت بين منتخبى ألمانيا وغانا وانتهت بفوز الألمان 1/صفر ليتأهل المنتخبان معاً ب6 نقاط، واحتلت ألمانيا المركز الأول ثم غانا ب4 نقاط وهو نفس رصيد المنتخب الأسترالى إلا أن فارق الأهداف جاء فى صالح النجوم السوداء، ولاحظنا خلال الشوط الأول أن المنتخب الألمانى ظهر ضعيفاً بخلاف المباراتين السابقتين، لسببين هما: غياب كلوزة للطرد أمام صربيا وسوء التفاهم بين بديله كاكاو رغم قدراته التهديفية الكبيرة، وباقى لاعبى «الماكينات» لقلة خبرته دولياً وعدم اللعب كثيراً مع هذه المجموعة من اللاعبين، والسبب الثانى هو تواضع مستوى بودولسكى فى المباراة الثانية على التوالى رغم ظهوره القوى جداً فى المباراة الافتتاحية أمام أستراليا.
لا يمكن أن نغلق باب هذه المجموعة دون الحديث عن نقطتين مهمتين، الأولى هى المنتخب الأسترالى الذى أعتبره فريقاً كبيراً وأحد أفضل فرق هذه المجموعة لولا الهزيمة الثقيلة التى تعرض لها فى الافتتاح أمام ألمانيا برباعية نظيفة، فقد كسب هذا الفريق احترام العالم خاصة أنه خاض مبارياته الثلاث تقريباً فى ظل غياب أفضل نجومه تيم كاهيل وهارى كيويل بسبب طرد الأول أمام ألمانيا، والثانى أمام غانا، إلا أن الفريق نجح فى خطف التعادل من غانا رغم النقص، وكان بإمكانه الفوز، ثم عاد الفريق وفاز على صربيا التى كانت مرشحة للعب دور الحصان الأسود للبطولة بعد نتائجها الرائعة فى التصفيات، وهذه سمة الفرق الكبيرة التى يمكنها تصحيح أوضاعها وترتيب أوراقها من جديد، خاصة بعد هزيمة ثقيلة مثل التى تعرض لها أبناء «الكانجارو» فى الجولة الأولى.
■ النقطة الثانية هى المنتخب الغانى المتألق الذى نجح فى الحفاظ على ماء وجه القارة السمراء، كونه المنتخب الوحيد الذى تأهل من أفريقيا إلى الدور الثانى، وكان نداً قوياً لمنافسيه وقدم مباراة رائعة أمام المنتخب الألمانى، وكان يمكنه على الأقل إدراك التعادل لولا الفرص الكثيرة التى أهدرها لاعبوه، وسر قوة المنتخب الغانى تكمن فى الجماعية التى تميز أداء الفريق ووجود مجموعة مميزة من اللاعبين مثل برنس بواتينج وجيان أسامواه وأندريه إيوا، شعلة نشاط الفريق، بالإضافة إلى خط دفاع قوى، وحارس المرمى المتميز ريتشارد كينجستون.