«النشواني».. مرض غامض يقتل «رجل الأسرار»

أثار إعلان مستشفى كليفلاند الأمريكي أن «داء النشواني»، هو الذي تسبب في وفاة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، ورئيس المخابرات العامة السابق، حالة من الغموض تضاف إلى الغموض الذي أحاط بالرجل طوال حياته.
وداء «النشواني» يعتبره الكثيرون مرضاً مناعياً مجهول السبب، يتظاهر بتشكل أورام حبيبية داخل الجسم، وتعود تسمية المرض بالنشواني إلى Rudolph Virchowعام 1854، حيث ظهرت المادة المترسبة في الأنسجة تحت المجهر «شبيهة بالنشا»، عديمة الشكل وذات مظهر زجاجي (رخوي).
وحسب ترجمات لمواقع طبية، فإن المرض ينشأ من خلال ترسب البروتين النشواني في أنسجة الجسم وداخل الأعضاء، وعندما يحدث تشوه أو تغير في بنية البروتين، بحيث يتحول البروتين إلى الحالة المرضية «النشوانية»، فيكون غير قابل للذوبان داخل الجسم، مما يؤدي لترسب البروتينات خارج الخلايا، وبالتالي ضمور الخلايا وحدوث قصور في عدة أعضاء بالجسم.
ويصنف الداء «النشواني»، إما «وراثي»، وينشأ عن أمراض مناعية معينة، أو ثانوي «مكتسب»، كمضاعفة لبعض الأمراض النسيجية المزمنة، كما أنه ينقسم إلى نوعين حسب انتشار المرض وهما، «شامل» أو عمومي، ويصيب أكثر من عضو في أكثر من منطقة، أو «موضعي» ويصيب عضوًا واحدًا، أو نوعًا واحدًا من الأنسجة.
ولا يوجد لمرض «النشواني» علاج شاف حتى الآن، لكن هناك محاولات لإيقاف تشكل البروتين النشواني، وتختلف الأعراض من إصابة جهاز إلى آخر، سواء كانت الإصابة الكلوية فيسبب الفشل الكلوي والأعراض الهضمية ينتج عنها نزيف وتظهر بعض الأعراض على الجلد فيكون الجلد له ملمس الشمع, أما الإصابة القلبية فتتسبب في قصور عضلة القلب والأعراض الصدرية.
والأعراض القلبية والصدرية هي الأقرب لوصف اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني، الذي قال ل«لمصري اليوم»، إن اللواء عمر سليمان كان يعاني منذ أكثر من عام من أزمات قلبية، لكن حالته كانت مستقرة نسبيًا.
وأضاف سيف اليزل: «نائب الرئيس السابق، بدأت حالة التنفس لديه تسوء منذ حوالي شهرين، وسافر إلى ألمانيا، ووصفوا الحالة وقتها بضعف في عضلة القلب، وطالبوه باتباع نظام علاجي معين، للتقليل من حدة الأزمات القلبية التي واجهته إحداها خلال وجوده في الإمارات منذ أيام ودخل المستشفى، لكن لسوء حالته اضطر للسفر إلى الولايات المتحدة، وهناك تم اكتشاف إصابته بمرض « النشواني».
ومن جانبه، قال الدكتور حسام الخبيري، إخصائي الباطنة والقلب، إن «Amyloidosis»، يعتبر شكل من أشكال ضمور وتلف الخلايا يحدث لعضلة القلب وتتحول لما يشبه «الجيلاتين»، وتصبح العضلة هشة وضعيفة وليس له علاج.
وأضاف: «عادة ما يصيب المرض الأشخاص في سن صغيرة ما بين 15 و 20 عاما، والأطفال أصحاب الحالة الصحية المتأخرة، ويظهر في هيئة تلف لصمامات القلب، وغريب أن يصيب اللواء سليمان ،وهو في سن كبيرة، لكن من الممكن أن يصيبه في صورة جلطة في القلب».