من يختار للملك، للحاكم، للرئيس، أو لأي مسئول بلاطة وبطانته ومستشاريه؟؟؟، وما هي سلطة المستشار على سلطة صاحب السلطة والقرار؟ ومن نساءل عن القرارات، الحاكم أم البلاط؟. تعود تسمية بلاط الملك إلى قصر الملك ومجلسه وقد كان البلاط الملكي هو محور العمل السياسي، في مصر طوال تاريخ أسرة محمد على باشا وإصطلح على تسمية هؤلاء الناس بالمعية وهى كلمة مشتقة من كلمة "مع" فالمعية الذين هم مع الحاكم وأضيفت كلمة السنية لكلمة المعية وهى مأخوذة من كلمة السناء و تعنى مرافقة رفيع المقام عظيم القدر و ظل مصطلح المعية السنية يستخدم فى عصر أسرة محمد على باشا حتى عام 1922 عندما بدأ مصطلح البلاط الملكى يظهر على إستحياء مع صدور القانون 25 لعام 1922 الخاص بنظام الأسرة المالكة و الذى نظم ما سمى بمجلس البلاط، وكان أحمد فؤاد الأول يسمى معيته هذه التسمية. فما هى طبيعة عمل البلاط؟، وكيف يختار الحاكم العربي بلاطه؟، هم يدفعون ثمنا غاليا وتضحيات في مقابل المعية السنية لكنهم بالطبع وفي المقابل لابد أن يحصلوا على ثمن مناسب لهذه التضحيات.. ولكل واحد راتب أو ثمن يتفق مع وزنه وصفاته ومكانته ودوره في البلاط، ولنرجع بالذاكرة.. ليس إلى محمد على ولا حتى الملوك بعده ولا الرؤساء بعدهم، لكن بذاكراتنا الخاصة.. حاول أن تتذكر مؤسسة عملت بها وتذكر حاشية الحاكم للمؤسسة وبلاطه، أنظر إلى مواصفاتهم وتضحياتهم.. وانظر إلى ماذا قد عاد عليهم من هذه المعيه السنية.. ثم فكر في المؤهلات التي جعلتهم يصلون إلى تلك المعية ليكونوا هم بلاط الملك، وانظر أيضا إلى درجة تحكمهم، في من كان يتحكم بالمؤسسسة، وبالتالي في الرعية، الشغيلة بالمؤسسة،وكيف كان تأثير وجودهم في البلاط على علاقات العمل وعلى حياتهم بين الزملاء؟، ثم ما هو مصيرهم بعد إنتهاء خدمة الحاكم (طبعا أن كان الحاكم من النوع الذي تنتهي خدمته)، وتأمل فبعضه، بعد زوال الملكية يمكنه أن يكون الحاكم الجديد!. كانت مهام البلاط - قديما- تقتصر على العمل داخل القصر، والعناية بأمور الحاكم الشخصيه واستقبال ضيوفه وترتيب ولائمه وحراسته.. الآن، اجتهدوا، في تذكر مهام المعية، بلاط الملك، الذي صادفكم.. هل اقتصرت مهامه على الداخل أم امتدت إلى خارج القصر (العمل).. اترككم الآن فقد تذكرت: (بلاط الملك يقدم الاستشارة فيفعل الملك أو يقرر).. بعض قرارات الملك الناتجة عن رؤية بلاطه، تقتلك، ما دمت تحتفظ بمسافة تبعدك عن هذا البلاط ، تقتلك، بكلمة أو بقرار خاطيء، أو بإحباط المحاولات الجادة للتطور، أو حتى تقتلك برصاصة، المهم أن تموت، ويبقى البلاط. من العدد المطبوع من العدد المطبوع