كثيرا ما يباغت رأسي هذا السؤال لماذا تكتبين الشعر؟ وأعلم أن الشعر هو نبضات قلبي، وبدونه توقف عن الحياة أحارب به الركود ومياه الأيام التي لا تأتي بزروع خضراء ومتواليات الألم اللانهائية التي تملكتني منذ كنت أحبو على الممر الترابي في منزل جدي. لحسن حظي أن كان لي أب كأبي رحمه الله كنت أفاجئه بقدرتي على عدم القبول بالأمر الواقع وأن اكون كالبنات في قريتنا التي تقع فوق ما تتركه الشمس من ظل لماذا اكون مثلهن؟ فقد كنت لا أشابههن بساقي التي لا تقوى على الوصول الى المدرسة ورغم هذا كانت قوتي النفسية في مقابل منعهم لي من التشظي بالكتابة. ظن أبي أنني سأكون صحفية مثلا كمحمد حسنين هيكل الذى كان يقرا له بانتظام لكنه خاف أن أتشابه مع شعراء الموالد الذين يبيعون أشعارهم مع أنه كان يتبعهم من مولد إلى مولد ويحفظ مواويلهم وكان استعذابي للشعر من خلال هذه المواويل التي يلقيها أبي وجدي على إسماعنا ونحن صغار وكان يحفظ مقولات عظيمة يكتبها على اوراق ويلصقها على جدران بيتنا وحينها أعتقد أنني انجذبت لطريق الشعر. لم يكن في بيت أبي مكتبة ولكنى حصلت في طفولتي على مكتبة استثنائية خبأها جار لنا عند أخته وبدأت قراءة كل ما يقع بن يدى من كتب هذه الكراتين المخزنة تحت سرير جارتنا وإعادة ما أقرأه مكانه في مقابل حلوى اهديها لبنت جارتنا وبعدها لجات لدفع مصروفي لبائعة الجرائد لاستعارة الكتب وإعادتها دون خدش لتعيد بيعها لم أكن اعرف وقتها لما أنا بهذا النهم للقراءة ولم أكن أكتب حينها غير خطبة الصباح في الاذاعة المدرسية وبعض قصائد الهجاء في المدرسين الذين لا يكفون عن مباغتتنا بأسئلة دائمة ورغم هذا شجعني مدرسو اللغة العربية كثيرا ووجهوني لكتابة الشعر رغم رثاثة ما كنت أكتبه حينها ودخلت كلية الآداب قسم اللغة العربية دون اختيار مني فقد فاتني وقت التسجيل في قسم اللغة الفرنسية أو الإنجليزية. عانيت كثيرا في فهم الشعر الجاهلي والعباسي وأخبرت نفسي أنني لن استطيع الكتابة كهؤلاء الشعراء وفي أثناء دراستي اكتشفت نادى أدب الجامعة وانفتح العالم أمامي لرؤية كتابة أخرى وقراءات أدبية موجهة. بدأت بكتابة شعر التفعيلة وكنت أحرص على أن أكتب صورًا مختلفة وجديدة تخصني وحدي واجتهدت في كتابة تدهشني أنا قبل أن تدهش الآخرين في عالمي الخائف وخطواتي المحسوبة كأنثى تفر من أشجار السكون التي يريدون تعليقي فوقها دون حركة وأصدرت أول دواويني "اعترافات عاشقة قروية" في 1992م، ثم ديوان "العشق تميمة جنوبية" في 1995م، وكلها تقريبا قصائد تفعيلة. كتبت في فترة الجامعة من 86 الى 91 وكان يحزنني كثيرا أن أبدل سطرا شعريا لمجرد أنه غير موزون فبدأت الكتابة واستخدام الصور التي أضيفها دون رادع او وقوف على كسر في التفاعيل. وحين أردت أن أنشر قصيدتي الأولى في هذه الكتابة "تفاصيل ضد... تفاصيل مع" رفض حسن طلب نشرها في إبداع في بداية توليه مع أحمد عبد المعطي حجازي إدارتها ولكن أبواب مجلة أدب ونقد كانت مفتوحة ونشرت فيها العديد من قصائدي من 92 إلى 96 وبعدها بدا شيطان الشعر يغادرني ظللت أعواما لا أكتب أكثر من قصيدة أو قصيدتين في العام، كانت فترة عصيبة من94 إلى 2002 واستطعت بالكاد جمع قصائدي خلالهم في ديوانين "أيام للموتى" و "تفاصيل ضد تفاصيل" كنت مخلصة للقراءة والشعر كتبت رواية وبعض الأغاني وقصائد عامية ولم أنشرها... أحببت أن أخلص لتجربتي الشعرية دون أن ينافسها داخلي أشكال أخرى من الكتابة وأصدرت ديوان تاريخ النعامة 2007 عن تجربة الثبات والجلوس في البيت لخدمة العائلة وأطفالي وفى عدسات لاصقة لعبور نهر 2011 جربت تشكيلا اخر للكتابة ورؤية الحياة بعدسات أخرى غير ما نراه بالعين المجردة وفى "قبل هروب انجلينا جولي" 2014كتبت عن تجربتي في محاربة مرض السرطان الذي باغتني كنت أعتقد حتى وقتها أنني اكتفيت من المرض، ولن يختبرني الله بمرض آخر، وفي "بهية اسم للبكاء" الذي صدر حديثا عن هيئة الكتاب كان تجميعا لقصائدي التي أحببتها وصدرت في دواويني الستة السابقة لديوان أنجلينا. -------------------- * بهية طلب، شاعرة مصرية، صدر لها: "اعترافات عاشقة قروية". و "العشق تميمة جنوبية". و "تفاصيل ضد .. تفاصيل مع". و "أيام للموتى". و" تاريخ النعامة". و "عدسات لاصقة لعبور نهر". و "قبل هروب انجلينا جولي. و "بهية اسم للبكاء "
النص| حيث لا هواء للرجفة 1 يُنشد الملل أغنياته المحفورة على رئتي بصوت ضفدع لزج تاغ تاغ تاغ أغفو لا الليل يمضى ولا النهارات تمر ربما في حياة أخرى أستطيع أن أجمع زوجين من الجوارب التي أُضَِيع أحدها لعشرين عاماً من زواجي وأحلم بصوت أمي ينهرني لأصحو من كل هذا الغباء 2 ما الذى تفيده الخرائط حين لا تثبت أنك هناك وأني هنا حين لا أرتمي في أحضانك اتحول فتات خبز تأكلني الحمائم وتغنى فأصير اغنية للسماء وتبكى فأصير نقطة حبر في قلمك تلعنني كقصيدة هالكة لم تكتبها 3 لا أبكي خلف باب مغلق ولا أمام حبيب هذه الطرق الفاشلة لاستعادة الأحبة والقنابل الموقوتة للرجفة لا أخبئها تحت ثيابي هذه أنا سَألتَهِم ما تيسر من الشيكولاتة وأمدُ يدى في غاباتك السرية وأعرف كيف انهمر عطرك غزيرا لِتَجرِف كل هؤلاء النساء في طريقي وأدوُر وأرقُص وأُغنى وأنا أحرق كتابك السحري للغواية ولن أتوقف لشراء مناديل للدموع المفاجئة 4 بعض الكذبات محبوكة جدا حتى لتبدو أصدق من امرأة تضع حملها المرأة الصلعاء أتقنت وضع الباروكة متفادية رعبها كل مرة أن تسقط من رأسها وسط ميدان طلعت حرب وأمام التمثال تحديدا هكذا يتمثل الرعب وشياطينه مع انها عادة لا تقربه حين تمر بالشارع -------- وأنتم تؤمون البحر والأغنيات أنا في سريري أطبطب على رأسي وأدعى أن غدا يومٌ آخر الشهادة المنشورة في المشهد الأسبوعي الشهادة المنشورة في المشهد الأسبوعي أحد عشر كوكبا يضيئون المشهد الشعري http://almashhad.net/Articles/994524.aspx بهية طلب http://almashhad.net/Articles/994541.aspx أحمد حسن عبد الفضيل http://almashhad.net/Articles/994548.aspx أسامة حداد http://almashhad.net/Articles/994551.aspx أشرف البولاقي http://almashhad.net/Articles/994556.aspx السيد الجزايرلي http://almashhad.net/Articles/994558.aspx تقى المرسي http://almashhad.net/Articles/994562.aspx عزمي عبد الوهاب http://almashhad.net/Articles/994563.aspx علي عطا http://almashhad.net/Articles/994565.aspx فتحي عبد السميع http://almashhad.net/Articles/994567.aspx محمد توفيق http://almashhad.net/Articles/994571.aspx وليد علاء الدين http://almashhad.net/Articles/994574.aspx -------------------