قرار مهم ل"التعليم" بشأن حظر الدعاية داخل المدارس بدايةً من العام الجديد    "عين شمس" ضمن أفضل 700 جامعة عالميا وفق تصنيف شنغهاي 2025    محافظ الدقهلية يتفقد مشروع إنشاء مجلس مدينة السنبلاوين الجديد    التمثيل التجاري والمجلس التصديري للملابس يضعان خطة لتعزيز الصادرات    السيسي يوجه بتمكين القطاع الخاص وتعزيز الحوافز لجذب الاستثمارات ودفع النمو الاقتصادي    أرباح "أموك" للزيوت المعدنية ترتفع طفيفا إلى 1.55 مليار جنيه في 6 أشهر    ماذا نعرف عن حسن عبد الله محافظ البنك المركزي؟    وزير الري يعلن الانتهاء من المرحلة الأولى لتراخيص المياه الجوفية    إسرائيل تقتل أهل غزة تجويعًا، وخارجيتها تزعم: سنقدم مساعدات إنسانية عاجلة لجنوب السودان    القوات الإسرائيلية تعتقل 33 عاملاً فلسطينيا جنوب القدس    سموتريتش يتضامن مع عضو بالكنيست بعد منعه من دخول أستراليا    دي خيا يعلن موقفه من الانتقال لمانشستر يونايتد    "حسيت إن أنا بحلم".. إعلامي يكشف رواية محمد هاني بالنص وما فعله الحكم    الجهاز الفني للزمالك يستقر على مهاجم الفريق في لقاء مودرن سبورت    بعثة يد الزمالك تطير إلى رومانيا لخوض معسكر الإعداد للموسم الجديد    السجن المؤبد للمتهم بإنهاء حياة زوجته بالمنيا    انتشال جثمان شاب مكبل اليدين والساقين بنهر النيل في المنيا    بالصور- 14 مصابًا فى حادث مروع على الصحراوي الغربي بأسوان    "كان بيطفي النار".. إصابة شاب في حريق شقة سكنية بسوهاج (صور)    زيارة خاصة للإعلامي محمود سعد في ماسبيرو    "صيف بلدنا" ببورسعيد يواصل لياليه باستعراضات متنوعة لفرقة المنيا للفنون الشعبية|صور    الفنانة مي عز الدين تخطف الأنظار فى أحدث ظهور من إجازتها الصيفية    الشيخ خالد الجندي: مخالفة قواعد المرور معصية شرعًا و"العمامة" شرف الأمة    وكيل صحة الدقهلية يشهد انطلاق الملتقى العلمي السنوي لإدارة المعامل    مقترح برلماني لتعديل مواعيد العمل الرسمية من 5 فجرًا إلى 12 ظهرًا    مدير عام الطب العلاجي بأسيوط يتابع اعمال مستشفي قيد التشغيل لعلاج الأورام بديروط    اليوم.. الأهلي يتسلم الدفعة الأولى من قيمة صفقة وسام أبو علي    بالفيديو.. الغرف التجارية: متابعة دائمة من الأجهزة الرقابية لتطبيق التخفيضات خلال الأوكازيون    الديهي يكشف تفاصيل اختراقه ل"جروب الإخوان السري" فيديو    الجمعة.. ويجز يحيي حفلًا بمهرجان العلمين    حظك اليوم.. تعرف على توقعات الأبراج اليوم الاثنين    إيرادات أفلام موسم الصيف.. "درويش" يتصدر شباك التذاكر و"روكي الغلابة" يواصل المنافسة    "ذا ناشيونال": مصر وقطر يعدان مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: دخول 266 شاحنة مساعدات منذ الجمعة والاحتلال سهل سرقة معظمها    في يومها الثالث.. انتظام امتحانات الدور الثانى للثانوية العامة بالغربية    غرق شاب بأحد شواطئ مدينة القصير جنوب البحر الأحمر    "الأغذية العالمى": نصف مليون فلسطينى فى غزة على شفا المجاعة    نشأت الديهي يكشف مخططات «إخوان الخارج» لاستهداف مصر    وزيرة التضامن الاجتماعي: دعم مصر لقطاع غزة لم يكن وليد أحداث السابع من أكتوبر    أسعار اللحوم اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025 في أسواق الأقصر    «التعليم» ترسل خطابًا بشأن مناظرة السن في المرحلة الابتدائية لقبول تحويل الطلاب من الأزهر    نشأت الديهي يقدم أدلة حول «خلية هولندا» الإخوانية    وفاة شاب صدمته سيارة مسرعة بطريق القاهرة – الفيوم    «متحدث الصحة» ينفي سرقة الأعضاء: «مجرد أساطير بلا أساس علمي»    جامعة مصر للمعلوماتية تستضيف جلسة تعريفية حول مبادرة Asia to Japan للتوظيف    مدرب نانت: مصطفى محمد يستحق اللعب بجدارة    حلوى باردة ومغذية فى الصيف، طريقة عمل الأرز باللبن    محافظة بورسعيد.. مواقيت الصلوات الخمس اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025    التعليم تحسم الجدل : الالتحاق بالبكالوريا اختياريا ولا يجوز التحويل منها أو إليها    دار الإفتاء توضح حكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها    إسرائيل تقر خطة احتلال مدينة غزة وتعرضها على وزير الدفاع غدا    رابط نتيجة وظائف البريد المصري لعام 2025    "2 إخوات أحدهما لاعب كرة".. 15 صورة وأبرز المعلومات عن عائلة إمام عاشور نجم الأهلي    دعه ينفذ دعه يمر فالمنصب لحظة سوف تمر    أسفار الحج 13.. من أضاء المسجد النبوى "مصرى"    سامح حسين يعلن وفاة نجل شقيقه عن عمر 4 سنوات    رضا عبد العال: خوان ألفينا "هينَسي" الزملكاوية زيزو    ماكرون: لا أستبعد أن تعترف أوكرانيا بفقدان أراضيها ضمن معاهدة سلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادة ل وحيد الطويلة : لا بد من الكتابة
نشر في المشهد يوم 19 - 01 - 2015

سؤال وجودي، سيظل عابراً للأعمار طالما هناك من يمسك بقلم أو يطرق بأصابعه على لوحة المفاتيح، ستجد أن معظم الاجابات في ازمنة قريبة كانت إن الكتابة تقاوم الموت، أو إنها السلاح اليتيم الذي يشهره الكاتب في وجهه.
كتبت روايتين متلبستين بالموت، واحدة كان البطل يسخر طوال الرواية منه، يخرج له لسانه، بل يصل الأمر به إلى مقارعته، كنت ما زلت أصغر في العمر، في أحد المشاهد على ما أذكر كان عزرائيل يقول لبطل الرواية: إن هذه هي زيارته الأخيرة له وإنه لن يعود إليه مرة ثانية، وإنه – اي البطل – إن شاء أن يذهب معه الآن فلا بأس، لكن بطل ألعاب الهوى أجابه بثبات: كل شيء معد سلفاً: الصلاة والكفن والمعزين، والحسنات تم وزنها وتعادلت مع السيئات وإنه فقط يبحث عن حسنة واحدةليجد لنفسه موقعاً أفضل،ولم ينس أن يسخر منه كأنه يتوعده بلا مبالاة: تعال متى تحب.
حلمت بالأموات كثيراً، حلمت بهم قبل أن يموتوا بأيام أو ساعات، وتمنيت ألا يحدث هذا لي، كان يرعب من أحكي لهم فينتقل الرعب إليً.
صديقي الشاعر عبد المنعم رمضان يهبط إلى مكتبات وسط البلد، أحياناً يشتري كتباً اشتراها من قبل، ربما لأنه يشق عليه العثور عليها وسط أضابير مكتبته، وربما لأن شهوة شراء الكتب تقاوم حضور فعل الموت، كأنه يقول لنفسه بالضبط، إنني لن أموت إلا بعد أن أقرأ هذه الكتب أولاً، وأن الموت لا بد أن عنده بعض الذوق والدم ليمهل شاعراً حتى ينهي الكتب التي أحبها.
ولدت في منطقة مطوقة بالدم، ولدت في البراري في الشمال حيث اصطياد روح إنسان مثل اصطياد البط العابر من الشمال طلباً للدفء، يتركون الميت في دمه حتى ينشف، لكنهم يقلبون الطير الذي صادوه سريعاً، الحياة أبقى من الموت.
كان لا بد من الأغاني، رجال يخرجون لا يعرف أهلوهم هل يعودون أم لا، ونساء تتحرق بالشوق وتخشى الموت تطلق أغانيها من قعر القلب، تطلقها بالشوق وفحيح مكتوم بالرغبة.
عشنا بين لغة مسجوعة مملوكة للرجال مكرورة مملة، قاطعة كالموت، ولغة أخرى دافئة منطلقة تصنعها النساء، لغة تمط فيها الكلمة فينتج الايقاع، وتقف فجأة في نهايتها لتعرف متى يجب أن تنتهي الجملة، حين تكون الأمنية بعيدة تهدأ العبارة، حين تكون حارة وحالة تجري العبارة، كلمة كغزال خلف كلمة، وحين كان الأمر متعلقاً بالأمل يطل الغناء من الفم، يطل من العيون، يشبه الحياة.
المطر يقضي ثلاثة أشهر بلياليها، لا ينقطع ليلة، والشمس تطل مثل صغير يحبو في الصباح طلباً للعب والزاد، وقمر حين لا يكون عاشقاً فيغيب، يجلس وحده ملكاً متوجاً على بقعة فضية، ويسافر وحده ملكاً كما يقول منصور رحباني.
نحن في وقت المديوكر بامتياز، لكن الكتب الرديئة مطلوبة أيضاً، إنها تصنع سوق الكتابة، لا يمكن أن يكتب الجيدون وحدهم، الهامش كان دائماً للكتابة الفاتنة، وكلنا أبناؤه، المصيبة حين يأكل المتن هذا الهامش.
أحلم مثل فيلليني، أحلم بالشخصيات قبل أن أكتبها، ,اضحك وحدي أحياناً ليسألني رفيقي عن السبب، فأجيبه أن أحد الشخصيات قال جملة أضحكتني.
مطر وموت وغيم وشمس وقمر، وأحلام مرفرفة لأطفال صغار لم يلبسوا حذاءً جديداً سوى مرة في العمر، وبنات بحواجب بكر مزججة من خلف ظهور الآباء، لم تكن تعرف التاتو، وضحكة خافتة معجونة بالرغبة، بالوعود، وأفق يعبره طير من الشمال للجنوب والعكس، بنادق تطارده مرة، وغناء يلاحق أجنحته مرات.
من هنا كان لا بد منها.
كان لابد من الكتابة.
--------
*وحيد الطويلة، روائي وقاص مصري، صدر له مجموعة قصصية: خلف النهاية بقليل، كما يليق برجل قصير، رواية: ألعاب الهوى، أحمر خفيف، باب الليل.
إبراهيم عبد المجيد
http://almashhad.net/Articles/992661.aspx
سعيد نوح
http://almashhad.net/Articles/992663.aspx
صبحي موسى
http://almashhad.net/Articles/992666.aspx
عمار علي حسن
http://almashhad.net/Articles/992669.aspx
ماهر مهران
http://almashhad.net/Articles/992673.aspx
محسن يونس
http://almashhad.net/Articles/992676.asp
وحيد الطويلة
http://almashhad.net/Articles/992680.aspx
هاني القط
http://almashhad.net/Articles/992700.aspx
أنهار الرواية المصرية .. ملف خاص (شهادات ونصوص ل 8 روائيين)
http://almashhad.net/Articles/992649.aspx


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.